((الواقع الجديد)) السبت 24 سبتمبر 2016 . المكلا
وقفت حضرموت طويلاً عند المستوى الأول الذي يسمى ( الأغاني الشعبية ) وهو المستوى الموسيقي الراقص الذي يتمثل في أغانينا وعادتنا الشعبية الراقصة والتي تملئ فراغ حياة الغالبية العظمى من أفراد الشعب فعرفت النغمات والألحان البدائية في ( الزامل ) ومدارات الرقص المختلفة للقبائل وفي الألعاب الشعبية الأخرى مثل ( الخابة) و ( الشرح الحضرمي ) و( البطيق)و الشبواني وكل هذه الألعاب التى لاتخلو من الموسيقى المعبرة عن مشاعر الشعب وأفراحه، كانت التقاليد المتباينة واختلاف القبائل والعشائر وتعدد مناطقهم من أهم الأسباب لاستقلال كل منطقة وكل فريق بألعابه الشعبية وأغانية الخاصة.
* الفنانون في الداخل:
بدأ تاريخ الأغنية الحضرمية في الداخل والذي يضم أكبر وأشهر المدن الحضرمية في النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري. فقد كان كثير من العلويين في تريم وسيئون والحوطة من أسبق الحضارم في الداخل إلى ممارسة الغناء والموسيقى أمثـــــال: –
– السيد عمر بن عبدالله الحبشي فقد كان على ما عُرف عنه من استقامة ومحافظة ووقار أحد أعلام الفن في عهده.
كان يغني بصوته الشجي أعذب الألحان الحضرمية وأرقى القصائد العاطفية لفحول الشعراء وكان الرباب آلته الموسيقية المفضلة وإن كان يجيد العزف على العود والرباب معاً.
– أما في تريم فإن السيد عبد القادر بن حسن الكاف المعروف باسم (سعيد) وكان من أقدم وأقدر الفناني في حضرموت اشتهر بصوته العذب وألحانه الرقيقة وأغانيه الحضرمية الحلوة وإجادته العزف على العود والرباب.
كان من أكبر المشجعين للفن والطرب في حضرموت، وأكثرهم رعاية له وقد ورث هذه الهواية منه ولداه حسين وعيدروس اللذان كونا بالإشتراك مع جماعة من شباب تريم فرقة موسيقية تعتبر من أحسن الفرق الموسيقية في الداخل.
ويمتاز عيدروس بما لديه من رغبة شديدة صادقة في إجادة فنه وتطويره حتى أنه سافر إلى مصر وتابع النهضة الفنية هناك وتأثر بها وله في تريم اتباع معجبين كثيرون أخذوا عنه وتتلمذوا عليه. كان حسن الصوت دقيق الأداء بالغ التأثير على مستمعيه يجيد العزف على الآلتين العود والرباب .
– ومن مدينة تريم برز النجم اللامع في عالم الغناء أبوبكر سالم بلفقية صاحب الصوت الشجي الساحر كان يميل إلى الغناء ويهوى الفن من صغره، ولكنه لم يجد في تريم الجو المناسب لتربية موهبته وإبراز فنه فسافر إلى الحجاز حيث وجد مجالاً وتشجيعاً في بعض المحافل الخاصة ثم انتقل إلى عدن فبرزت مواهبه ولمع نجمه وكثر إنتاجه وأصبح من أشهر المؤلفين والملحنين ومن أقدر المغنين وأغذبهم صوتاً وأرقهم نغمةً وأكثرهم تأثيراً.
وفي سيئون عدة فرق موسيقية أشهرها الفرقة التى كان يرأسها الموسيقار المعروف على السقاف(بنقالة) وفي أواخر سنة 1960 أسس نادي الأحقاف الرياضي بسيئون، و فرقة للموسيقى أخذت على عاتقها العناية بهذه الناحية من الفن ورعايتها وتطويرها.
– والفنان الشبامي عبدالله بن عمر باعبيد من أشهر الفنانين في الداخل وأقدرهم على العزف بالعود وهو يجيد الألحان المصرية والهندية.
وهناك هواة فنانون منتشروت في كثير من مدن الداخل سيشقون طريقهم إلى الظهور والنبوغ إذا وجدوا الرعاية والتشجيع.
و الأوساط الشعبية في حضرموت تطرب جداً لغناء وموسيقى المغفور لهما عمر باحويرث وشيخ البار الدوعني اللذين تركا عديداً من الأسطوانات المسجلة لايزال لها كثير من المعجبين والمعجبات.