الأحد , 22 ديسمبر 2024
1630866815.jpeg

معهد واشنطن يكشف علاقة طالبان بإيران.. وتوجهات الإرهاب العالمي

“الواقع الجديد” الأثنين 6 سبتمبر 2021م/ خاص

سلط معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى الضوء على النشاط المتعلق بالانسحاب الأميركي من أفغانستان والعلاقات المرتبكة بين طالبان والنظام الإيراني والرد الأميركي المحتمل.

وقال في تحليله: تلعب 4 عناصر رئيسية دورها في رسم معالم النشاط المتعلق بالانسحاب من أفغانستان، وهي تعبئة المقاتلين الأجانب، وطريقة تفاعل الجماعات المتطرفة الأخرى مع سيطرة طالبان، وهوية السجناء المحرَّرين وإلى أي درجة ستعود الشخصيات الرئيسية في تنظيم القاعدة إلى الساحة الأفغانية.

وبالنسبة إلى العنصر الأول، فقد تغيرت خصائص العناصر المسلحة في أفغانستان بشكل كبير منذ أن بدأ تنظيم القاعدة للمرة الأولى بجذب اهتمام الرأي العام في ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين. وبخلاف تركيبتها الأولى المؤلفة من أكثرية عربية، يتألف أعضاؤها اليوم من الأفغان المحليين وأفراد من شبه القارة الهندية والدول المجاورة وجنوب شرق آسيا.

أما بالنسبة إلى تنظيم داعش فهو يُبقي مجموعةً من المقاتلين الأجانب في أفغانستان منذ عام 2015 وإن كان أصغر بكثير من تنظيم القاعدة، وقد يحاول داعش، وهو العدو التاريخي لحركة طالبان، أن يستفيد الآن من مكاسب خصمه فيسعى إلى تكثيف حملة التجنيد عبر تقديم نفسه بصورة “الدولة الإسلامية الأفغانية الشرعية” صاحبة الحق.

وفي ما يتعلق بردود فعل الحركة عموماً، سبق لعدة جماعات وعناصر أن أشادوا بنجاح طالبان. وجاء محتوى تلك التصريحات المهنّئة متفاوتاً، وعلى سبيل المثال أعربت “هيئة تحرير الشام” السورية عن رغبتها في تكرار عملية الاستيلاء على كابل في دمشق، وردّدت بمعظمها الفكرة الرئيسية نفسها، ألا وهي انسحاب القوات الأميركية المتزامن مع انهيار مؤسسات الدولة.

لكن الاستثناء الملحوظ لسيل الدعم هذا هو شبكة القاعدة و التي بقيت حتى الآن صامتة بشأن كابل وأقله على قنواتها الرسمية. ومن الممكن أن يكشف التنظيم عن معلومات أدق عن مواقفه وعن مكان وجود الزعيم أيمن الظواهري خلال الأسابيع المقبلة، خصوصاً مع اقتراب الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر.

ومن ناحية تحرير السجناء، تعمل طالبان على تحرير أعدادٍ كبيرة من المسلحين المتواجدين داخل السجون. وحتى الآن، لم تحدد الحكومة الأميركية هوية الأفراد الذين تم إطلاق سراحهم وأولئك الذين لا يزالون في السجن، ولذلك من المعقّد تقدير كيف ستستفيد الجماعات المسلحة من تحرير السجناء. ويبدو في المرحلة المقبلة أن تنظيم القاعدة هو التنظيم الذي ينبغي مراقبته بعد صعود طالبان.

العلاقة بين طالبان وإيران

وأوضح تقرير المعهد أن هناك أسبابا كثيرة تدفع إيران إلى معاداة طالبان حيث يعود التوتر بين الطرفين إلى ما قبل قيام الجمهورية الإسلامية، حين بدأت إيران تنافس أفغانستان على حقوق المياه.

وخلال تسعينيات القرن الماضي قدمت إيران دعماً قوياً لعدو طالبان المعروف بـ “التحالف الشمالي”. وفي عام 1998، قتلت طالبان دبلوماسيين إيرانيين أثناء اجتياحها شمال أفغانستان، ما دفع طهران إلى حشد أكثر من 200 ألف جندي استعداداً للغزو. وذبحت أيضاً طالبان أفراداً من جماعة الهزارة العرقية، وهم من الطائفة الشيعية نفسها التي تهيمن على إيران. فضلاً عن ذلك، يسيطر أعضاء طالبان إلى حدٍّ كبير على تجارة الأفيون في أفغانستان، وهو ما كان له تأثير مدمّر على سكان إيران.

ومع ذلك، يبدو أن طهران غيّرت وجهة نظرها إلى حدٍّ ما خلال العقد المنصرم تقريباً. فالمرشد الأعلى علي خامنئي الذي لطالما انتقد طالبان بحدة لم يتحدث ضد الحركة منذ عام 2015. ويقول أيضاً الباحث البارز في شؤون أفغانستان، بارنت روبين، إن إيران كانت تمدّها بقدرٍ من المساعدة العسكرية على الأقل. فخلال زيارة الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني إلى كابل في عام 2018، أخبر الحكومة أن طهران كانت تزود طالبان بالأسلحة والذخيرة. وحاليا إيران واحدة من أكبر شركاء أفغانستان التجاريين، ولا تزال نقاط عبورها الحدودية مستمرة بالعمل. وكذلك لا تزال سفارة إيران في كابل مفتوحة.

وبالنسبة إلى رد طهران على الانسحاب الأميركي، يشير الإعلام المحلي إلى أن النظام يركز بالدرجة الكبرى على موضوع الهزيمة الأميركية بدلاً من سيطرة طالبان على البلاد. وقد تبين أن العداوة المشتركة تجاه واشنطن شكلت حافزاً قوياً دفع طهران إلى التعاون مع الجماعات المتطرفة، مثل تنظيم القاعدة في العراق، ولم ينتهِ هذا التعاون إلا بعد أن أصبح القادة الإيرانيون يعتقدون أن تلك الجماعات تشكل تهديداً للنظام نفسه.

ولذلك، من الممكن أن تتغير مواقفهم من طالبان بشكل حاد إذا بدا أن التنظيم يهدد قبضة نظام ايران في الداخل، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

ومع ذلك، سوف تبذل إيران في النهاية قصارى جهدها لوضع يدها بيد خصوم الولايات المتحدة، ويجب على واشنطن أن تحدد المقاربة التي ستنتهجها بناءً على هذه الحقيقة. كما أنه من المستبعد جداً أن تتخلى طهران عن هدفها بزعزعة استقرار المنطقة ونشر الصواريخ التي تهدد الأهداف الأميركية والحليفة، لذلك لا يجدر بواشنطن أن تهدر طاقة لا داعي لها لمحاولة الحد من هذه الأعمال بدلاً من الدفاع والرد عليها. والأولوية الأهم هي فرض قيود نووية أقوى وأطول مدةً لأنه ليس من الصواب التوقع من إيران أن تتخلى عن طموحاتها النووية يوماً

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.