الأربعاء , 25 ديسمبر 2024
1629632702.jpeg

كلما ارتبكت الشرعية الإخوانية تتجه لأستخدام القوة والعنف في التعامل مع المواطنين لتضمن ولاءهم

“الواقع الجديد” الأحد 29 اغسطس 2021 / خاص

يشكل التوسع في حملات الاعتقال والاختفاء القسري تهديدًا صريحًا لحرية الرأي والتعبير في أي مجتمع، ويضع الدولة مع المواطنين على المحك، الأمر الذي ينذر بكارثة.

كلما ارتبك نظام الشرعية الإخوانية في أدائه قلت الثقة بينه وبين الشعب، فيتجه لاستخدام القوة والعنف في التعامل مع المواطنين، ويلجأ إلى تضييق الخناق عليهم حتى يضمن ولاءهم، ويتقي غضبهم.

النظام الإخواني يتبع تلك السياسة في التعامل مع المواطنين، حيث لا مجال للحريات ولا مساحة للتعبير، ويواجه ذلك بالاعتقال والتنكيل بكل من تسول له نفسه الاعتراض أو التعبير عن رأيه، الأمر الذي جعل مليشيا الإخوان تعتقل أعدادًا كبيرة من المواطنين، حتى لفت الأمر انتباه العديد من المراقبين والنشطاء السياسيين الذين نددوا بتلك الممارسات القمعية التي تهدد حاضر البلاد ومستقبلها، وتئد محاولات التغيير والسعي لتقديم الأصلح.

الأمر ذاته كان محل انتقاد من الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي في شبوة، حيث ازداد عدد المعتقلين في الفترات الأخيرة، الأمر الذي يعكس الأوضاع الصعبة التي تشهدها الساحة السياسية، إلى جانب الانهيار في جميع القطاعات.

انتهاكات الأمن المركزي اليمني لم تقتصر على المواطنين فقط، بل طالت قيادات المجلس بالمحافظة، وكذلك مارست انتهاكاتها بحق أفراد النخبة الشبوانية، وكأن سلطات الإخوان رفعت شعار العنف والقمع والبطش بكل من يعارضهم أو يحاول أن يعدل من مسار الأوضاع التي تسير من سيء إلى أسوأ.

في شبوة كانت ممارسات الاعتقال والاختطاف أشد وطأة من غيرها، حيث عذبت مليشيا الإخوان المعتقلين، وأطلقت حملات اعتقال تعسفية، واجهها الأهالي بالاحتجاج والمطالبة بضرورة فرض رقابة على المعتقلات الإخوانية، وتصاعدت الدعوات للتحالف العربي بهدف التدخل ووقف تلك الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها.

المحافظ الإخواني المدعو محمد صالح بن عديو واجه تلك الدعوات بتوسيع دائرة الاعتقال أيضًا لتشمل المعارضين وغيرهم من المواطنين العاديين، في محاولة منه لتكميم الأفواه وبسط النفوذ والسلطان على حساب حريات المواطنين.

الغضب الشعبي يتنامى يومًا بعد آخر، وتؤكد الدلائل أن أهل الجنوب أقوى من أن يرضخوا للظلم، وأشجع من أن ينال منهم الجبن، وحين يصرون على أمر يفعلونه ولو كانت حياتهم هي الثمن، والأدلة على ذلك كثيرة؛ ومنها أنهم يخرجون باستمرار في تظاهرات مهددة بالخطر، فضلا عن الدعوة إلى عصيان مدني والنجاح فيه، والتنديد المستمر بجرائم الإخوان وانتهاكات الأمن، والأوضاع داخل السجون من تعذيب وتضييق وممارسات غير آدمية.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.