“الواقع الجديد” السبت 21 اغسطس 2021 / خاص
تصاعدت في الآونة الأخيرة انتهاكات مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، للاتفاقات الأممية، حتى أصبحت اعتداءاتها القاتلة للمدنيين لا تفرق بين رجل وامرأة وطفل.
والسؤال: إلى متى يقف المجتمع الدولي موقف المتفرج أمام انتهاكات مليشيا الحوثي الإرهابية، ضد المدنيين الأبرياء الذين يسقطون يوميا بين قتيل وجريح.
بيان القوات المشتركة، الذي أعلنته قبل قليل عن عدد القتلى والجرحى المدنيين في اعتداءات مليشيا الحوثي الإرهابية خلال الأشهر السبعة الماضية، يمثل إنذارًا وتحذيرًا شديدين جديدين من تنامي إرهاب مليشيات الحوثي، واختراقها اليومي الهدنة الأممية في ظل صمت المجتمع الدولي، حيث سقط 176 قتيلا وجريحا من المدنيين في مديريات ومدن ومناطق كثيرة في الساحل الغربي.
صمت المجتمع الدولي على تلك الجرائم الحوثية، جعل تلك المليشيات تتصرف مطمئنة إلى أنه لا أحد يحاسبها على جرائمها، بل ربما وجدت في صمت المجتمع الدولي فرصة سانحة لممارسة المزيد من الضغوط على المدنيين لإجبارهم على النزوح من منازلهم وممتلكاتهم.
الحقائق الميدانية أثبتت أن المليشيات الحوثية الإرهابية استخدمت جميع أنواع الأسلحة في قتل 40 مدنيا بينهم نساء وأطفال، بما في ذلك الأسلحة الثقيلة والخفيفة، والألغام والأجسام المتفجرة، والطلقات النارية، ومقذوفات الطائرات المسيرة، وغيرها من الأسلحة التدميرية، بهدف دفع هؤلاء المدنيين إلى ترك منازلهم وممتلكاتهم نهبا للحوثيين.
المصادر الطبية التي اضطلعت بمهمة إسعاف الضحايا في العديد من المستشفيات والمراكز الطبية، أكدت أن عدد الجرحى وصل خلال تلك الفترة إلى 136 مدنيًا بينهم 26 طفلا، و21 امرأة، وتنوعت أسباب الإصابات، فهناك 50 مدنيًا أصيبوا بشظايا مقذوفات أطلقت من طيران مسير للمليشيا المدعومة من إيران، و48 مدنيا أصيبوا بانفجار ألغام، و36 مدنيًا بعيارات خفيفة ومتوسطة، واثنان بسلاح ثقيل من عيار 23.
انتهاكات المليشيات الحوثية للهدنة الأممية لا تقصر على مكان دون غيره، ذلك أن ضحايا تلك الاعتداءات الإجرامية سقطوا في مديريات حيس والدريهمي والتحيتا والخوخة والحوك ومدينة الحديدة، ومديريات المخا وذوباب والمعافر وموزع غرب تعز.
الفرق الطبية بالمستشفيات والمراكز العلاجية التي استقبلت المصابين كانت على مستوى المسؤولية في حدود الإمكانات المتاحة، حيث قدمت الإسعافات الأولية والعلاج اللازم للمصابين، فيما تمّ تحويل الحالات الخطيرة إلى مستشفى أطباء بلا حدود في المخا، ومستشفيات العاصمة عدن.
لا ينكر منصف أن مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، قتلت وأصابت وأجبرت آلاف المدنيين في مختلف مناطق الساحل على النزوح منذ إعلان الهدنة الأممية أواخر 2018م.
أما الذي لا تعرفه مليشيات الحوثي او تحاول الإيهام بعدم الاهتمام به فهو أن تلك الجرائم لن تسقط بالتقادم، وأنهم سيحاسبون عليها إن عاجلا أو آجلا.