“الواقع الجديد” الأربعاء 18 اغسطس 2021 / متابعات
خلال حرب تحرير مديرية المخا الواقعة في الساحل الغربي على البحر الأحمر 2017، كان كل شيء هدفا لقصف مليشيات الحوثي التي تدمر البنية التحتية في كل مدينة تدخلها.
من بين الأهداف المرصودة للمليشيات كانت المدارس التعليمية، إذ سعت المليشيات إلى إيقاع أكثر الضرر بتلك المنشآت، وقامت بتدمير عشرات المدارس فيما حرم التلاميذ من حق الحصول على التعليم لسنوات عدة.
عند تحرير المديريات الساحلية الواقعة غرب اليمن، وجد قطاع التعليم نفسه في مواجهة معضلة كبيرة، إذ إن أكثر المدارس التعليمية، تعرضت للتدمير، فيما خلت بقية المدارس من الأدوات والكراسي المدرسية.
“تدخل الهلال”
كان أمام الهلال الأحمر الإماراتي، في الساحل الغربي مهمة كبيرة، وهي إعادة الأطفال إلى مدارسهم، مع تزويد المدارس بما فقدته من أدوات مدرسية إثر قيام مليشيات الحوثي بسرقتها.
من جانبه، يقول صالح الصالح مسؤول المشاريع بالهلال الأحمر الإماراتي لـ”العين الإخبارية”: كانت المدارس مدمرة وغير مؤهلة لاستقبال الطلاب وتلك كانت معضلة كبيرة لقطاع التعليم في 8 مديريات ساحلية تتبع محافظتي تعز والحديدة.
يضيف: “أعيد تأهيل وترميم نحو 36 مدرسة على طول الساحل الغربي لليمن، من بينها 13 مدرسة في مديرية المخا، كما تم تزويدها بمنظومات الطاقة الشمسية والإذاعات المدرسية، فضلا عن تقديم 3 آلاف كرسي مزدوج وتوزيع ما يقارب من 12 ألف زي مدرسي على الطلاب والطالبات”.
من بين الأشياء التي كانت تثير البهجة، هي منح الطلاب العائدين إلى مدارسهم الحقائب المدرسية التي ملئت بالأقلام والدفاتر وزجاجات مياه الشرب.
“شعور بالامتنان”
يقول مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية المخا قاسم الشاذلي لـ”العين الإخبارية”: “لدينا نحو 30 منظمة إنسانية عاملة في المديرية، لكن أعمالها لا ترتقي إلى ما أنجزه الهلال الأحمر الإماراتي”.
يضيف الشاذلي: “الهلال الأحمر الإماراتي كان عامل قوة بالنسبة لنا، لقد ساعدنا بفعالية في التغلب على الكثير من المشاكل التي واجهناها أثناء تحرير المديرية، فبعد أن حاولنا إعادة الطلاب إلى المدارس وجدنا الكثير من المدارس دمرت، بعضها بشكل كلي والبعض الآخر بشكل جزئي، فيما العديد منها كانت تفتقر إلى الكراسي المدرسية”.
يمضي قائلا: “كان هناك ما يقارب 7 آلاف طالب وطالبة في مناطق أغلبها ريفية غير قادرين على العودة إلى فصولهم التي دمرتها المليشيات، كان ذلك الرقم الذي يمثل ثلث عدد الطلاب البالغ نحو 21 ألف طالب وطالبة يشكل لنا صداعا مستمرا ، لقد كنا شبه عاجزين عن إيجاد الحلول السريعة لمعالجة ذلك”.
“أن مشهد الطلاب الصغار وهم يتلقون دروسهم تحت ظل الأشجار في طقس شديد الحرارة أمر يثير الحسرة”، حسب الشاذلي الذي يؤكد أنه لم يكن بمقدور إدارة التعليم القيام بشيء لمعالجة ذلك، لكننا وجدنا سندا.. لا يمكن نسيان ما قام به من جهود كبيرة.
يقول الشاذلي: “خلال 3 سنوات كان الهلال الأحمر الإماراتي قد أعاد غالبية المدارس للعمل، لقد أتاح للطلاب تلقي دروسهم داخل الفصول الدراسية عوضا عن ظلال الأشجار، ذلك العمل لا يمكن أن يفي شكرنا بما قام به من جهود في إعادة العملية التعليمية إلى ما كانت عليه.
اليوم يعود الطلاب الى مدارسهم يتلقون التعليم في عامهم الدراسي الجديد وفصولهم الدراسية قد رممها الهلال الأحمر الإماراتي وأزال كل الخراب الذي أحدثته جحافل المليشيات الحوثية المنهزمة وهي تفر مهزومة من الساحل الغربي.