“الواقع الجديد” الاثنين 16 اغسطس 2021 / خاص
اتسعت رقعة الغضب الشعبي ضد الشرعية الإخوانية في المحافظات الجنوبية خلال الأسابيع والأشهر الماضية، وتنوعت الأساليب الاحتجاجية ما بين المظاهرات والمسيرات والمليونيات الحاشدة والعصيان المدني في الوقت الذي تجد فيه الشرعية نفسها غير قادرة على التعامل مع توالي الفعاليات الاحتجاجية التي ينظمها أبناء هذه المحافظات.
لا يمر يوم من دون أن يكون هناك مظاهرة هنا أو مسيرة هناك أو عصيان في مديرية ثالثة، وهو ما يشكل ضغطا شعبيًا قويًا على الشرعية التي تستمر في ممارساتها الاحتلالية لكنها لن تكون قادرة على تحمل كل هذه الحشود التي تحيط بها من كل مكان حتى وإن أقدمت في الوقت الحالي على وأدها بأساليب العنف والبطش المعتادة.
استجاب سكان مديرية أحور بمحافظة أبين لدعوات العصيان المدني الشامل اليوم الأحد، احتجاجا على الانهيار الأمني وغياب دور السلطة المحلية وانتشار أعمال العنف، وأغلقت أسواق المديرية ومحالها التجارية الممتدة في الشارع العام وجميع المطاعم ومحال الصرافة ومحطات الوقود باستثناء المرافق الطبية.
وتوعد المواطنون بالتصعيد في حالة تجاهل مطالبهم ببسط الأمن وضمان الاستقرار وملاحقة المجرمين، رافضين أعمال البلطجة داخل الأسواق، وذلك بعد أن سقط أربعة شباب ضحايا لإطلاق مراهق النار على محل رفض شحن هاتفه، محملين الشرعية الإخوانية المسؤولية عن الانفلات الأمني.
وفي محافظة لحج أشعل محتجون في مدينة العند بمديرية تبن، أمس السبت، النيران في إطارات السيارات وأوقفوا حركة المرور على الطريق الواصل بين المدينة وعاصمة المحافظة.
وردد المحتجون هتافات رافضة لحصار الشرعية الإخوانية للجنوب وحربها على البسطاء من المواطنين الجنوبيين، وحذروا الشرعية الإخوانية من تداعيات قطع الرواتب والتلاعب بأسعار العملات وتعطيل الخدمات، مؤكدين أنها تدفعهم إلى حافة المجاعة.
وفي محافظة المهرة اتفقت هيئة المجلس بالمحافظة مع أعضاء الجمعية الوطنية على وضع برنامج تصعيدي لرفض سياسة التجويع والتركيع، والتصدي للارتفاعات المستمرة في أسعار المواد الغذائية، وتفشي فساد الشرعية الإخوانية، ما ينبئ باندلاع احتجاجات مماثلة في المحافظة، وهو الأمر الذي تكرر أيضًا من قبل في محافظات حضرموت وشبوة.
هناك جملة من التساؤلات التي تثار حول مستقبل الشرعية بالجنوب في ظل هذا الحصار، إذ أن مليشياتها الإرهابية لن تكون قادرة على مواجهة شعب بأكمله يرفض حضورها ويدافع بكل قوة عن قضيته الجنوبية ويعبر عن موقفه المناهض لأي ممارسات احتلالية لهذه المليشيات، كما أن الرفض الشعبي يتجاوز أي عنف تلجأ إليه هذه المليشيات لأن استخدام العنف أصبح يعني أن هناك تصعيدا لا تستطيع الشرعية التعامل معه.
ليس لدى الشرعية حاضنة شعبية في الجنوب وبالتالي فإنها ستظل تشعر بأنها تحت ضغط شعبي بشكل مستمر ولن يكون أمامها سوى توظيف حضورها على مستوى السلطة المحلية وتحكمها في بعض الموارد لمعاقبة أبناء الجنوب، وهو أمر أيضًا لن يأتي بمردود إيجابي بالنسبة إليها في المستقبل لأن الغضب الشعبي سوف ينفجر في وجهها، وأن ما يحدث في الوقت الحالي مجرد بوادر لما هو قادم في المستقبل.
لن تتمكن الشرعية من ممارسة جرائمها بحق المواطنين الأبرياء لأنها ستواجه بحصار جنوبي من كافة الاتجاهات، لأن هناك ضغوطا سياسية ودبلوماسية يمارسها المجلس الانتقالي، وأخرى عسكرية من خلال القوات المسلحة الجنوبية، وتحاصرها الاحتجاجات من كل مكان وهو ما يجعلها مرغمة على التراجع.
تؤكد حالة الغضب الحالية أن إرهاب الشرعية للجنوب لن يطول، وأن استعادة دولة الجنوب هدف سيتحقق لا محالة، وهو ما يجعل مشاريع الاحتلال الشمالية تواجه هزائم متتالية في الجنوب سوف يدفعها لإعادة التموضع في محافظات الشمال مجددا.