الإثنين , 6 مايو 2024
1627799088.jpeg

“تقرير” حرائق الاهمال المتكررة تلتهم مخيمات النازحين في المناطق المحررة

“الواقع الجديد” الأحد 1 اغسطس 2021 / عدنان حجر

يعد العيش الكريم والماوى او السكن الآمن هماعنصران أساسيان للنازح لاستعادة شعوره بالأمان الشخصي والتمتّع بالاكتفاء الذاتي والكرامة… ومفوضية اللاجئين ترى ان ذلك جزء أساسي من مهامهم المتعلقة بالحماية في ضمان الوصول إلى المأوى الملائم… كما ترى بان مخيمات النازحين يجب ان تصمم بشكل يودي الى حماية بيئة النازحين في مخيماتهم وتساعد على منع نشوب الحرائق وتفشي الأمراض في المخيمات.. تعالوا لنرى مخيمات النازحين واسباب احتراقها في هذاالتقرير الذي اعده عدنان حجر لعدن الغد…

مخيمات مخالفة للمواصفات

تتوزع مخيمات النازحين في معظم المديريات في المناطق المحررة من محافظة الحديدة.. وجميعها في مكونات بنائها مخالفة لما تراه مفوضية اللاجئين،، كونها مبنية من القش وسعف وجذوع النخيل والصفيح والخشب والأشجار وطرابيل الخيام… وكلها مواد مساعدة على الاشتعال ويكون للرياح دورا في سرعة انتشار الحريق.. الى جانب جهل وعدم وعي كثير من ساكني المخيمات بما يترتب على اي استخدام خاطئ داخل مساكنهم..

حرائق متكررة تلتهم المخيمات

في الساعة الخامسة من مساء يوم الجمعة 16 يوليو 2021م…شب حريق في مخيم مركوضة الواقع في قرية الشجيرة مديرية الدريهمي جنوب الحديدة غرب اليمن… الحريق التهم 36 منزلا وفقا لمصادر رسمية… هذا الحريق قد لايكون الاخير ولكنه ليس الاول.. فقبله احترقت مخيمات النازحين في الوعرة والعليلي واليابلي وبني جابر ، ومخيمات اخرى خاصة باسر نازحة شيدتها هنا وهناك وسكنت فيها.. هذه الحرائق تكررت في تلك المخيمات اكثر من مرة.. والاضرار التي ترتبت على هذه الحرائق في الغالب مادية تتعلق بممتلكات ومقتنات النازحين الخاصة بهم..

أسباب الحرائق

هناك من ارجع اسباب تلك الحرائق وتكرارها وسرعة انتشارها كونها مبنية من القش وسعف وجذوع النخيل والصفيح والخشب والأشجار وطرابيل الخيام… وكلها مواد مساعدة على الاشتعال.. وان اسباب انتشارها مرده الرياح.. واسباب اخرى ترتبط بجهل وعدم وعي كثير من ساكني المخيمات بما يترتب على اي استخدام خاطئ داخل مساكنهم..وهناك من راى ان الاسباب الحقيقية لم تعرف حتى الان لعدم قيام الجهات المعنية باجراء تحقيق رسمي في ذلك.. وهناك من وجه اتهاماته للسلطة المحلية بمحافظة الحديدة والمنظمات المحلية والدولية بالاهمال والتقصير في توفير وسائل السلامة وعدم وضع الحلول والمعالجات لمنع حدوث الحرائق وتكرارها..

الاضرار التي لحقت بالمخيمات

جراء تلك الحرائق التي اشتعلت في عديد من مخيمات النازحين،، توفت طفلة تبلغ 4سنوات وتدعى خاتمة مستور من اطفال النازحين في مخيم العليلي المكتض بالنازحين شرق مدينة الخوخة جنوب الحديدة.. والتهام مئات الخيام وعشرات المساكن و نفوق الكثير من المواشي والطيور المنزلية وتلف وفقدان الكثير من الاغراض الشخصية والممتلكات والمقتنيات الخاصة واصابة عشرات النازحين بحروق بعضها طفيفة وبعضها بليغة.. هذا ناهيك عن القصف المدفعي المتواصل الذي تعرضت له عديد من المخيمات من قبل الميليشيات الانقلابية الحوثية.. كل تلك الاضرار وغيرها قد طالت مخيمات النازحين في ظل اوضاع معيشية إنسانية صعبة وانعدام مقومات الحياة في مخيمات النزوح.. مساكن غير أمنة وعيش غير كريم..

تداعيات حريق مركوضة

حريق مركوضة الاخير الذي حدث في 16يوليو المنصرم لم يكن مجرد حريق عابرلان قوته وكارثته الماساوية الانسانية خلفت تداعيات ارتبطت بانتشاره السريع وعلى نحو واسع..
فهناك من راى ان حريق قرية مركوضة كان سببه الاساسي وكذا انتشاره على نحو واسع سوء تخزين ذخائر متفجرة بمنزل احد قادة امراء الحرب القريب مسكنه من المخيم.. الامر الذي دفع بنشطاء مطالبتهم بضرورة التحقيق في اسباب الحريق واسباب انتشاره..

قيادات في سلطة المناطق المحررة مدنية وعسكرية اعتبرت رحيل الهلال الاحمر الاماراتي خسارة كبيرة في شؤون الدعم الانساني والاغاثي وكارثة انسانية في ضل جحود وغياب شبه تام لاي استجابة طارئة من قبل المنظمات المحلية والدولية الفاعلة في المنطقة..وان فريق الهلال
الاحمر الاماراتي كان دوره كبير ومهم في سرعة انقاذ المتضررين وإغاثتهم وتقديم يد العون لهم والمساعدة قبل ان يتحرك المسؤولين في السلطة المحلية للمحافظة او المنظمات العاملة في المناطق المحررة… هذه التداعيات حملت في سياقها رسائل واضحة تطالب بعودة الهلال الاحمر الاماراتي الى المناطق المحررة…

ماذا بعد مركوضة

كل تلك المخيمات وغيرها احترقت وتكرر احتراقها ونجم عنها اضرار بشرية ومادية،، ورغم ذلك لم تقم المفوضية ولا المنظمات الانسانية الدولية والمحلية ولا قيادة الشرعية وسلطتها المحلية في المناطق المحررة ولادول التحالف الداعمة لتحرير الارض والانسان والملتزمة بتحمل تبعات مخلفات الحرب في اليمن.

ماخلفته تلك الحرائق المتكررة من معاناة وماسي انسانية واضرار بشرية ومادية لم تهز شعرة لتلك الجهات ولم تحركها للقيام بواجباتها ومسؤولياتها الرسمية والانسانية الاخلاقية..
لكنها وباهمال متعمد وتقصير متعمد وتخلي عن مسؤولياتها بتعمد ساهم ذلك في استمرار الحرائق دون توقف..

وبعد حريق مركوضة،، هل نتوقع من تلك الجهات مجتمعة ان تقوم بمسؤولياتها تجاه النازحين والعمل ببناء مخيمات صالحة للحياة الامنة.. ام بعد مركوضة نتوقع مخيما جديد..

سننتظر وسنرى وسيبقى السؤال قائما : ماذا بعد مركوضة؟؟؟

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.