الأحد , 5 مايو 2024
img-20161123-wa0003

الهلال الأحمر الإماراتي تستجيب لإغاثة أهالي قرى نائية بغيل بن يمين بحضرموت

((الواقع الجديد)) الثلاثاء  22 نوفمبر 2016 /غيل بن يمين

علي الجفري

 

 

استجابت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية لاستغاثة عاجلة أطلقها الأهالي في عدد من القرى النائية الواقعة في أطراف مديرية غيل بن يمين ،  حيث سيرت الهيئة قافلة مساعدات انسانية تحتوي على ملابس شتوية وسلال غذائية وخيام، وذلك في أطار الجهود الحثيثة التي تبذلها دولة الأمارات العربية المتحدة في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية التي تعصف بسكان هذا المناطق بحضرموت.

 

فرق الهلال الأحمر الإماراتي غادرت مدينة المكلا متجهة إلى مديرية غيل بن يمين أحدى مديريات هضبة حضرموت و اكبر مديريات اليمن، والتي  تعاني هذه المديرية من أوضاع صعبة ويعيش ابناؤها ظروفاً عصيبة وعلى الرغم من كونها مديرية تقع فيها معظم الشركات النفطية وتتمتع بموارد طبيعية مثل الزراعة وغيره، إلا أن خدمات البنية التحتية من مستشفيات ومدارس ومياه وكهرباء وصرف صحي  وطرقات واتصالات  وغيرها متدهورة للغاية .

 

تأتي الحملة كواحدة من عشرات المشاريع والمبادرات التي تنفذها الهيئة بحضرموت لتخفيف معاناة المواطنين نظرا لتدهور الاوضاع المعيشية والصحية والاقتصادية فيها.

 

بداية الانطلاقة

 

وصلت الشاحنات الى منطقة البرج قيعان عبود ومنه انطلقت إلى بقية قرى غيل بن يمين المترامية الأطراف في طرق ترابية وعرة لم يصلها الإسفلت بعد، وعورت الطريق دفعت بفريق الهلال الإماراتي الى نصب خيمة والمبيت في منطقة الفاريحة بسبب تعرض القاطرت التي تنقل المساعدات إلى ( بنشر )  في اطاراتها مما دفع الفريق الى استخدام سيارات شاص لنقل المساعدات ، لإيصالها  لأسر كثيرة تعيش في أماكن نائية بعيدة بين الجبال على الهضاب في أكثر مناطق حضرموت وعورة.

 

معاناة البدو الرحل

 

أوضاع معيشية بالغة السوء يعيشها  البدو الرحل في أطراف مديرية غيل بن يمين، ويبدو أن فصل الشتاء سيزيدها سوءا، حيث يعصف بحياة الكثير منهم ، ويقطن أغلب البدو الرحل، في مخيمات وعشش يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، مما أستدعى أطلاق حملة انسانية وتوجه فريق ميداني تابع لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي لتلمس احتياجاتهم وإهدائهم مساعدات اغاثية عاجل مكونة من سلة غذائية واستهلاكية وخيمة وملابس شتوية الى جانب البطانيات.

 

الوصول أولاً

 

انتقل فريق الهلال الاماراتي من قرى الفاريحة وصولاً الى قرى بدو الغلاغيل ومنطقة عبول ووقوفاً في منطقة العكدة  مروراً بوادي جرب وراس وادي عرف انتهاء في وادي ملجن، وهم يقطعون المسافات البعيدة، لا لشي سوى للوصول إلى أخر محتاج في تلك الأرض الشاسعة. والذي يفتقد سكانه لأبسط الخدمات الأساسية من مياه صالحة للشرب ومراكز صحية ومدارس يتلحق بها ابنائهم، وخيام تقيهم حرارة الشمس صيفاً وبرودة الجو شتاءً .

 

إهداء خيم ونصبها

 

يعيش في أطراف مديرية غيل بن يمين عدداً كبير من البدو الرحل المتنقلين بين المناطق, لا يسكن أولئك البدو البيوت المنية من الحجر أو المدر أو غيرة بل سيكنون في خيام من صنعهم وبعضهم يعيشون بيوت مبنية من القش, فرق الهلال الأحمر الإماراتي وصلت إلى أماكنهم وأهدتهم خياماً خاصة  ونصبتها لهم في المكان الذي يرغبون أن تنصب تلك الخيام فيه.

 

وفي تصريح  أدلى به ممثل الهلال الأحمر الإماراتي بحضرموت السيد عبدالله المسافري ، قال فيه بأن الهيئة تضع ضمن اهتماماتها ومشاريعها سكان الأودية من البدو الرحل اللذين يعيشون أوضاعا قاسية، لمواجهة البرد القارس الذي يهدد حياة الكثيرين ولا سيما الاطفال وكبار السن مشيراً بأن حملة الشتاء تأتي لتفقد أحوال السكان وتقديم لهم المعونات الاساسية.

 

مضيفاً بأن الهيئة مستمرة في تحسين الحياة المعيشية للسكان وتوفير متطلبات المرحلة من خدمات ومشروعات حيوية موكداً على حرص الهيئة على تحقيق أوسع انتشار للمساعدات الاغاثية لتغطي الحالات المستحقة للمساعدة الإنسانية.

 

لافتاً بأن هيئة الهلال  قد تجاوبت مبكراً مع النداءات الإنسانية التي تلقتها الهيئة من أهالي غيل بن يمين ومختلف مناطق حضرموت  لتخفيف معاناتهم ، بعد إن قامت  بكثير من الزيارات المختلفة لمديريات وقرى عديدة ، تهدف هذا الزيارات إلى التماس حوائج الناس والسعي والتخطيط لتحسين أحوالهم المعيشية  ومشاريع البنية التحتية، نتيجة لتفاقم وتدهور الوضع الانساني فيها.

 

شكر وعرفان

 

عبر عدد من الاهالي عن شكرهم وتقديرهم لدولة الإمارات وقيادتها وشعبها على المعونات القيمة التي قدموها في مختلف المجالات،  والتي قالوا انها جاءت في وقتها المناسب نظراً لتردي الاوضاع الاقتصادية وانعدام العمل لدى عدد كبير من أرباب الأسر.

 

“شكراً عيال زايد ” هكذا بدأ المواطن “عبدالله القرزي” حديثة الذي عبر خلاله عن فرحته وامتنانه بهذا العون الإماراتي وهذه اللفتة الانسانية التي خففت معاناة أسرته وظروفهم الصعبة التي يعيشونها بن جبال هضبة حضرموت.

 

” سالم العليي ”  البالغ من العمر 50 عاما يعمل بمهنة الحطب هو من يعيل ابنائها الـ 4 الذي أكبر سناً فيهم يبلغ من العمر 15 سنة كان يعاني هو الاخرى من ضعف الدخل المادي الذي يتقاسمة هو وابناءه في شراء المأكل والمشرب شهرياً, عبر عن امتنانه وتقديره لجهود الهلال الأحمر الإماراتي الذي ساهم في رفع المعاناة التي كان يعيشها هو وأسرته بما قدم له من مساعدات غذائية الى جانب ملابس شتوية وخيمة اغنتهم عن شراءها شهرياً وهم لا يملكون الا المال القليل لسد احتياجاتهم الضرورية.

 

فرحة غامرة ظهرت على ملامح الأهالي, ولهجت أسنتهم بالدعاء والثناء والشكر لمن كان سبباً في إيصال هذه المعونات إليهم, تلك الفرحة شاهدنها في ملامح العم سعيد القرزي الذي ضعف بصره وخارت قواه عندما هرع إلى ظل الخيمة فور انتصابها وجلس إلى جوارها ليتقي حر الشمس الحارقة في تلك المناطق.

 

ابتسامة تنسيك المشقة

 

كان الوقت قصيراً والطريق طويلة والرحلة شاقة, لكن ذلك كله يُنسى في لحظة واحدة, تلك اللحظة التي ترى فيها ابتسامة مشرقة من كهل كبير وطفل صغير ورجل أرهقته متاعب الحياة ومشاغلها التي لاتنتهي. إلى الساكنين في المناطق النائية.

 

img-20161123-wa0005

img-20161123-wa0006

img-20161123-wa0004

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.