“الواقع الجديد” السبت 31 يوليو 2021 / خاص
لا يمكن النظر إلى مساعي الشرعية الإخوانية لعقد جلسات برلمانها المزور في سيئون بمعزل عن خططها الداعمة لوصول المليشيات الحوثية الإرهابية إلى محافظات الجنوب، لأن اختيارها توقيت الإعلان عن عقد جلسة برلمانية يأتي بالتزامن مع تصعيد حوثي على أكثر من جبهة جنوبية، سواء كان ذلك في منطقة يافع بمحافظة لحج، أو في منطقة بيحان على تخوم محافظة شبوة.
على مدار أكثر من عامين لم تفكر الشرعية الإخوانية في عقد أي جلسات أو اجتماعات برلمانية بعد أن واجهت انتفاضة شعبية بحضرموت تحديدا في شهر أبريل من العام 2019 دفعتها لعقد جلسة واحدة فقط، كما أنها لم تفكر في الذهاب إلى أي مناطق أخرى خاضعة لسيطرتها طيلة هذه الفترة، وكان بإمكانها عقد برلمانها المشبوه في تعز أو مأرب على سبيل المثال، لكنها اختارت الجنوب لتحقيق أهداف خفية بعيًدا عما تسوق له عبر أبواقها الإعلامية.
تروج الشرعية الإخوانية إلى أن عقد البرلمان يأتي ردا على فصل برلمان المليشيات الحوثية في صنعاء عددا من الأعضاء الذين تقول الشرعية إنهم محسوبون عليها، وهي الكذبة التي لا يمكن أن يصدقها عاقل، فلم يكن لدى الشرعية الإخوانية أي ردود أفعال على جرائم المليشيات الحوثية طيلة السنوات الماضية، ولم تحرك ساكنًا حينما تقدمت العناصر المدعومة من إيران إلى معقلها الرئيسي في مأرب، وبالتالي فإنه ليس من المنطقي أن ترد على فصل مجموعة من الأشخاص في برلمان ليس معترفا به من الأساس.
بالنظر إلى تطورات الأوضاع السياسية والعسكرية فإنه يبدو واضحًا أن عقد البرلمان يستهدف خلق بيئة فوضوية في الجنوب تساعد المليشيات الحوثية على تنفيذ خططها نحو شن عدوان جديد ضد الجنوب، وهو العدوان الذي يحظى بتأييد ودعم من قوى الاحتلال اليمني الشمالية وفي القلب منها مليشيات الإصلاح الإرهابية.
في الوقت الذي تُصر فيه الشرعية على عقد جلسات برلمانها المشبوه فإنها تستمر في شن حروب الخدمات ضد المواطنين الأبرياء في الجنوب، وتنسق مع التنظيمات الإرهابية لتنفيذ عمليات إرهابية بحق الأجهزة الأمنية الجنوبية وتطول أيضًا المواطنين الأبرياء، كما أنها ترفض استكمال المسار السياسي المتمثل في تنفيذ بنود اتفاق الرياض، وتجمد عمل الحكومة، وتعمل على تفريغ جبهات محافظة شبوة تمهيدا لسيطرة المليشيات الحوثية عليها.
يمكن القول بأن تصدير أزمة جلسة البرلمان جزء من خطط المراوغة التي اعتادت عليها الشرعية لخدمة المليشيات الحوثية الإرهابية، وتقويض جهود التحالف العربي في الوصول إلى تسوية سياسية من الممكن أن تُنهي الصراع القائم، ما يجعل هناك حبلا سريا يربط بين وصول عدد من الشخصيات المحسوبة على قوى إقليمية معادية إلى سيئون بالتزامن مع وصول العناصر المدعومة من إيران إلى تخوم محافظة شبوة.