“الواقع الجديد” الأربعاء 28 يوليو 2021 / خاص
صرخت الشوارع والطرقات والأزقة واستغاث تراب هذه الأرض ولا منقذ أو مغيث .
ومن لم يمت قتلاً وغدراً خُنق ظُلماً وقُهِرا وأُبعد بأساليب تعرفونها وتدركونها ويعرفها العامة ، والتي لاتزال تمارس حتّى اللحظة بتبجّح وافتراء .
لقد أنذوى الصادقون بعيداً وخلت الفضاءات لأصوات الدجل والخديعة اللذين تكشّفا مع الوقت وظهِرا جليّاً وأكثر وضوحاً .
أخونة المرافق الحكومية ونشر هياكل العسس والتنصّّت على كل شيء .
ومن خطا على دروبهم فهو معهم ومن كان غير ذلك فهو العدو المُبغض وغير المستحب .
كفى زيف وتلاعب بمرافق ومؤسسات شيّد أركانها رجال في زمن جميل وبهي ، لم يعرف خلاله الناس سوى العدالة والمساواة والتآخي والسلام .
ولكن !
من يوم جئتم وظهرت أصواتكم ، سكبت السماء حِمم غضبها والتهبت الأرض براكينا ومقتاً وسُدت شرفات الحلم والأماني وأطبقت العتمة وحلَّ الوهم والظلام .
عوا جيداً أن الدين لا يختلط بالسياسة، وماسلكتموه قد دنّس المقدّسات والشرائع وإنّها منكم براء .
لقد كِذب كاهنكم الأعظم وصدقتموه، بل آمنتم بهرطقات زيفه وتبيّحات نبواءاته الخادعة ، وما أمثالكم إلاّ مطيّة لأولئك السحرة والمشعوذين .
يا أبناء هذه الأرض الوادعة ، إن هؤلاء سبب ضياع وخراب أرضكم ومدينتكم ولن يتزحزحوا مالم تقفوا وتهتفوا بصوت عالٍ :
- تباً لكم ، ألف تب ، ولترحلوا عنّا خاسئين .
حينها ستنقشع سحب الثبور وسوادها، وستمطر سماؤكم بالفضيلة والحقيقة الغائبة .
لا خوف عليكم البتة، ذلكم أنّكم أنتم أهل الحق وبأيديكم مفاتيح النصر وصوت الحقيقة ، ولا صوت للقادمين من المخادع والزرائب النتنة القاتلة .
ثقوا جيداً أن نصركم ورفع الجور والظلم عنكم ليس بأيدي هؤلاء ، بل أنتم من ستُحقّقون أحلامكم وماتهفو إليه أرواحكم.
لا تغرّنكم وجوههم وأناقتهم ، ففي دواخلهم غيوث من الدجل والمراوغة، والسنين المنصرمة شاهدة على ذلك .
هؤلاء سيظلّون هكذا ولن يتغيّروا أو يصلحوا شيئاً ، سوى ملء جيوبهم والسعي باجتهاد للإمساك بمصالح ذواتهم النهمة، وسيبقون كذلك طالما ظلّت بواخر وسفن النفط تذهب إليهم بانتظام .
وإنّي أؤكد لكم جازماً أنّهم لن يُغيّروا من حياتكم وواقعكم المعيشي بل سيزيدونكم جرع وجرع حتّى تخرّوا فاقة ومرضاً ولا تستطيعوا النهوض من جديد .
حقيقة أن ثُلّة من المُنبطحين يجاورونهم ويخطون في ركابهم ، وهم قلّة ستمحوها أقدامكم وأصواتكم الثائرة .
كفى ظلم وعبث وخراب .
لقد مضت أعمارنا حسرة وتوجّع ، ولانزال كذلك حتّى اللحظة، ولا مجيب لاستغاثاتنا سوى الصمت والصدى .
لقد خلق الله هذه الأرض حُرّة مطهّرة من كل رجس ودنس ، عاث فيها رهط من الفسدة والمفسدين ، ويجب أن نعيدها سيرتها الأولى وأجمل .
لا تصدّقوا الهرف والوعود الكاذبة، وقد جربتم ذلك سنين طويلة .
ولتُرفع أصواتكم عالياً :
لا للدجل والكذب والمزيد من الافتراء .
و ليرحل عن هذه الأرض عتاولة الفيد وعُبّاد القرش مهانين صاغرين .