“الواقع الجديد” الأثنين 26 يوليو 2021 / متابعات
يعاني تنظيم الإخوان الإرهابي من حالة الحصار الشعبي التي يتعرض لها في عدد من البلدان العربية التي يتواجد فيها، بدءًا من تونس التي شهدت اليوم احتجاجات حاشدة نادت بإسقاط منظومة الإخوان، ومن قبلها تعرض التنظيم لهزيمة سياسية بعد أن خسر الانتخابات البرلمانية في الجزائر، إلى جانب اندلاع ثورة ديسبر والتي انهت حقبة سلطة الإنقاء الإخوانية في السودان بعد ثلاثين عاماً من الانقلاب على السلطة، وكذلك الأمر بالنسبة لمصر التي لم يعد فيها أي حضور للتنظيم الإرهابي.
موجات الرفض الشعبي للإخوان وصلت إلى الجنوب أيضًا بعد أن شهدت محافظة شبوة الشهر الماضي انتفاضة ضد سلطة الإخوان الإرهابية، وامتدت المتظاهرات لتشمل محافظات حضرموت وأبين ووجدت المليشيات الإرهابية نفسها محاصرة في الجنوب بفعل حالة السخط الشعبي ضد ممارساتها، وهو ما دفعها للاستعانة بالمليشيات الحوثية الإرهابية لإنقاذها.
يرى مراقبون أن المظاهرات التي اندلعت اليوم في تونس قد تكون مقدمة لأفول التنظيم الإرهابي بعد أن انكشفت جرائمه أمام ملايين المواطنين في العديد من البلدان العربية، ولم يعد قادراً على ممارسة هوايته المفضلة والمتمثلة في استخدام ستار الدين لجذب المواطنين إليه وانكشفت عمالته لأطراف إقليمية معادية تستهدف نشر الفوضى على نطاق واسع بالمنطقة العربية.
وتجاوزت الاحتجاجات الغاضبة المطالبة بإسقاط ما يسمى منظومة الإخوان، العاصمة تونس، إلى محافظات أخرى، هتفت بإنهاء عقد من حكم حركة النهضة وزعيمها رئيس البرلمان راشد الغنوشي وتغيير النظام السياسي، وبعدما بدأ احتشاد المحتجين في ساحة باردو؛ حيث يقع مقرّ البرلمان التونسي، للمطالبة بإسقاط النظام السياسي الذي تقوده حركة النهضة الإخوانية، امتدت الاحتجاجات إلى محافظات أخرى خارج العاصمة.
وانطلقت الاحتجاجات في كل من محافظة سوسة الساحلية وصفاقس (جنوب) والكاف (شمال غرب)، بنفس الشعارات التي تتهم إخوان تونس في الذكرى 64 لعيد الجمهورية باحتلال البلاد، وهتف المحتجون: “يا غنوشي يا سفاح يا قاتل الأرواح”، و”الشوارع والصدام حتى يسقط النظام”.
تبقى ممارسات تنظيم الإخوان واحدة في كل المناطق التي يتواجدون فيها، إذ أنهم يحاولون بكافة السبل البقاء في السلطة إذا كان قد وصلوا إليها بالفعل وفي هذه الحالة لا يكون الدين حاضراً بل أن لغة القتل والعنف والتشريد تكون مصير المعارضين لسياساتها، وفي حال لم يكن التنظيم قد وصل للسلطة بعد فإنه يوظف الدين ولا يتردد في إصدار الفتاوى الدينية التي تمهد له الطريق نحو الوصول لها.
لذلك فإن الشعارات التي رفعها المتظاهرين في تونس والتي اتهمت تنظيم الإخوان باحتلال بلادهم هي ذاتها التي رفعها أبناء الجنوب في انتفاضة شبوة ومظاهرات سيئون وأبين خلال الأسابيع الماضية، وهو ما يؤكد على أن هناك تقارب في الممارسات الإرهابية للتنظيم كما أن هناك تقارب أيضًا في الإصرار الشعبي على إنهاء حقبة التنظيم الإرهابي.
يشكل الحصار الشعبي لتنظيم الإخوان في بلدان عربية عديدة أحد أدوات تضييق الخناق على القوى الإقليمية الداعمة له وفي القلب منها قطر وتركيا، وبالتالي فإن تأثيرات احتجاجات تونس يكون له مردود مباشر على ارتباك التنظيم في بلدان أخرى لأنه التمويل يأتي من مصدر واحد كما أن الحالة المزاجية الآن للشعوب العربية تدعم اندلاع انتفاضات عديدة ضد التنظيم الإرهابي.
[7/26 12:19 م] الهام ابوبكر: تأكيدا على امتلاكها ادوات خارجية .. كل ما تتعرض #ايران لأزمات داخلية تنشط العمليات الإرهابية للحوثي
في كل مرة تتعرض إيران لأزمات داخلية تنشط العمليات الإرهابية للمليشيات الحوثية في اليمن وغيرها من المليشيات التي تمولها طهران وتدعمها، في محاولة للفت الأنظار عما يجري في الداخل وللتأكيد على أن إيران لديها أدوات خارجية من الممكن أن تتعامل بها مع أي توتر داخلي.
لعل ذلك ما حدث في أثناء الرفض الشعبي لاستبعاد غالبية المرشحين من الانتخابات الرئاسية في إيران، والتي انتهت بفوز المرشح المتشدد إبراهيم رئيسي، إذ أن التصعيد الحوثي ضد المملكة العربية السعودية استمر طيلة فترة الانتخابات ولحين الإعلان عن نتيجتها، وهو أمر يتكرر الآن مرة أخرى تزامنًا مع الاحتجاجات التي تطوف مدن إيرانية عديدة تحديداً في الغرب نتيجة شح المياه والأوضاع الاقتصادية المتدهورة.
ونجحت قوات التحالف العربي، صباح اليوم الأحد، في اعتراض وتدمير طائرة بدون طيار مفخخة أطلقتها مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا تجاه خميس مشيط، وقبلها بساعات أعلن التحالف العربي إسقاط 3 طائرات مسيرة أطلقتها مليشيا الحوثي تجاه المنطقة الجنوبية بالمملكة العربية السعودية.
وقال المتحدث باسم قوات التحالف العربي، العميد الركن تركي المالكي، إن الطائرة المفخخة أطلقت بطريقة ممنهجة ومتعمدة لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية، مشيراً إلى أن قيادة القوات المشتركة للتحالف تتخذ وتُنفذ الإجراءات العملياتية اللازمة لحماية المدنيين والأعيان المدنية، وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.
وعلى مدار الأيام الماضية استمرت الاحتجاجات في الشوارع على نقص المياه في جنوب غرب إيران وسط تصاعد أعمال العنف، فيما ردد سكان العاصمة طهران شعارات مناهضة للحكومة، وأظهرت مقاطع فيديو نساء يهتفن “تسقط الجمهورية الإسلامية” في محطة مترو بطهران.
دعت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة إيران إلى معالجة مشكلة شح المياه في خوزستان بدلا من “قمع الاحتجاجات”، فيما قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إنها تتابع عن قرب التظاهرات في إقليم خوزستان في إيران.
وفي الوقت الذي تدعم فيه إيران المليشيات الإرهابية تواجه فيه البلاد انقطاعات مستمرة لإمدادات المياه منذ أسابيع، ويرجع ذلك جزئيا إلى ما تصفه السلطات بالجفاف الشديد، فيما يؤكد ناشطون أن سياسة الحكومة في نقل مياه المحافظة إلى محافظات أخرى وبناء السدود علی الأنهار خلق مشكلة في تأمين المياه.
تدرك السلطات الإيرانية تدرك خطورة الموقف وتخشى من امتداد المظاهرات إلى محافظات أخرى، تحديداً وأن الاحتجاجات تستمر لليوم التاسع على التوالي وخلفت خمسة قتلى وعشرات الجرحى، وهو ما يضاعف الضغوط الدولية عليها لاحترام حق المتظاهرين في التعبير عن آرائهم بشكل سلمي.
لكن في المقابل فإن العديد من المراقبين يرون أن عدم الحسم الدولي في التعامل مع جرائم إيران بالمنطقة يجعلها توظف مليشياتها لشغل الأنظار عن جرائمها في الداخل، إذ أنها تستغل استمرار الارتباك الحالي على مستوى الأمم المتحدة والقوى الإقليمية التي لديها مواقف مشبوهة تصب لصالح دعم الإرهاب الإيراني.