“الواقع الجديد” الثلاثاء 6 يوليو 2021 / متابعات
هوس بالتوسع، ونهم للنفوذ، يدفع تركيا للبحث عن ساحات الصراع حول العالم، لوضع موطئ قدمٍ؛ وقوده ووسيلته دائما المرتزقة السوريّون.
فمن سوريا نفسها، إلى ليبيا مرورا بناغورني قره باغ، وأخيرا أفغانستان، استمرأت أنقرة إرسال شحنات من المرتزقة في رحلاتها العابرة للقارات، المتعطشة للنفوذ، وكسر العزلة الدولية.
تقارير إعلامية جديدة كشفت أن تركيا تعمل على قدم وساق لإرسال مئات من عناصر مرتزقتها إلى أفغانستان، وبدأت التحضير لذلك باجتماع مع قيادات الفصائل الموالية لأنقرة في سوريا أواخر الشهر المنصرم.
وقال مركز “الفرات الإعلامي” السوري إن تركيا تجري تحضيرات لإرسال 2000 عنصر من المرتزقة إلى أفغانستان.
ونقل المركز عن مصادر محلية أن أنقرة طلبت من قيادات في فصائل المعارضة السورية الموالية لها، تحضير العناصر للمهمة الجديدة.
المصدر أوضح أن اجتماعا عٌقد في منطقة حوار كلس بتركيا، حضره ضباط في جهاز الاستخبارات التركية (MIT) وقيادات فصائل معارضة بسوريا للتحضير لإرسال المسلحين إلى أفغانستان.
وكشف المركز الإعلامي أسماء القيادات التي حضرت الاجتماع؛ وهم بعض قادة ألوية وفرق المرتزقة، سيتولون تحضير الدفعة الأولى المهيأة لملء فراغ انسحاب القوات الغربية من أفغانستان، ضمن دور تسعى تركيا للعبه هناك.
ووفق المصدر فقد طلب قادة الفصائل مبلغ 3000 دولار أمريكي كراتب شهري لكل عنصر مقابل السفر للقتال في أفغانستان.
وختم المصدر بأن “فصائل المعارضة الموالية لتركيا لا تتردد في إرسال عناصرها للقتال خارج سوريا مقابل الحصول على أموال، وسبق أن قام قادة الفصائل بسرقة الرواتب المخصصة للعناصر”.
وتعليقا على هذه التقارير، قال رامي عبدالرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان في مقابلة مع “سكاي نيوز عربية”، أمس الإثنين، إن الخطوة الجديدة تختلف في صيغتها عن إرسال المرتزقة في السابق.
وأوضح عبدالرحمن أن تركيا تريد أن تظهر أمام المجتمع الدولي وكأنها تستقدم حراس شركات أمنية ستعمل في كابول لحماية مطارها الدولي، وليس في قتال حركة طالبان.
وأضاف رئيس المرصد السوري أن أنقرة تعمَد إلى هذه الطريقة “الرسمية”، حتى لا يقع على عاتقها انتقاد المجتمع الدولي بالاستمرار في إرسال المرتزقة كما حدث في ساحات حرب أخرى.
واستبعد رامي عبدالرحمن أن تنطلي هذه الطريقة، و”تمويه المرتزقة” على الولايات المتحدة، والدول الأوروبية، التي سترفض الخطوة التركية من أساسها.
ومؤخرا عرضت تركيا القيام بحراسة وتشغيل مطار العاصمة الأفغانية كابول، بعد الانسحاب الدولي من أفغانستان.
وسبق أن نقلت رويترز عن مسؤولين أتراك أن أنقرة قدمت العرض في اجتماع لحلف الأطلسي في مايو/أيار عندما اتفقت الولايات المتحدة وشركاؤها على خطة لسحب القوات بحلول 11 سبتمبر/ أيلول، بعد 20 عاما على بدء الحرب في أفغانستان.
ووفق مراقبين فإن لتركيا هدفين من وراء العرض أولهما كسر العزلة وإنهاء حالة الجمود مع أوروبا وواشنطن، بأن تكون بديلا لهما في الدولة المضطربة، وكذلك موطئ قدم جديد للنظام الحاكم لإلهاء الشعب عن أزماته الداخلية