“الواقع الجديد” الثلاثاء 29 يونيو 2021 / متابعات
بدأ مجلس الأمن الدولي مشاورات لاختيار مبعوث أممي جديد إلى اليمن، خلفاً لمارتن غريفيث، بعد نهاية مهمته التي استمرت ثلاث سنوات، غير أنه ليس هناك بوادر تشير إلى التوافق على شخصية بعينها لخلافته حتى الآن، وهو ما قد يقود إلى فراغ أممي قد يستمر لأشهر، الأمر الذي تستغله المليشيات الحوثية لتصعيد عملياتها العسكرية في محافظتي مأرب والحديدة.
وشنت المليشيات الحوثية الإرهابية هجمات مكثفة على جبهات متفرقة في محافظة مأرب، خلال اليومين الماضيين وسط تحذيرات دولية من تفاقم الازمة الإنسانية هناك، وفي الوقت ذاته كثفت من ضرباتها باتجاه المدنيين في مديريات محافظة الحديدة وقامت بإطلاق وسيَرت سبع طائرات باتجاه المحافظة، لكن القوات المشتركة تصدت لها وكبدتها خسائر في الأرواح والعتاد.
سقطت قذائف مدفعية أطلقتها مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، أمس الاثنين، على مناطق سكنية جنوب الحديدة، في استهداف مباشر للمدنيين، وأطلقت قذائف (آر بي جي) على منازل المواطنين في قرية بيت مغاري الواقعة شمال غرب مدينة حيس، كما رشقت المليشيات عدة مناطق بنيران الأسلحة الرشاشة.
ولم يصدر عن الأمم المتحدة أي بيانات إدانة للتصعيد الحوثي الأخير سواء كان ذلك على مستوى استهداف مناطق المدنيين في مأرب والحديدة، أو حتى على مستوى تصعيد عملياتها الإرهابية باتجاه الأراضي السعودية بعد أن أطلقت الأحد الماضي ستة صواريخ بالتسية وأربع طائرات مسيرة باتجاه جنوب المملكة، ما يُعطي رسائل للمليشيات المدعومة من إيران بالتمادي في جرائمها.
يأتي التصعيد الحوثي في جبهات مختلفة تزامناً مع إطلاق المبعوث الأميركي لدى اليمن، تيم ليندركينغ تصريحات مثيرة تحدث فيها عن التعامل مع العناصر المدعومة من إيران كطرف شرعي في اليمن، وهي إشارة أخرى التقطها المليشيات لتصعيد جرائمها لإدراكها بأن هناك موقف أميركي مرتبك من مواجهة رفضها الانخراط في جهود السلام.
يمكن القول بأن المقاربة الدولية في التعامل مع المليشيات الحوثية تشجعها على سلوكها العدواني، وتمثل ضوء أخضر لاستمرار تصعيدها العسكري ومواصلة جرائمها وانتهاكاتها لحقوق الإنسان، ومضاعفة أنشطتها الإرهابية المهددة للأمن والسلم الدوليين، وهو ما ينسف أي جهود تهدئة قد تظهر للعلن بأنها تستهدف إنهاء الحرب، في حين أن الارتباك الحالي يوسع رقعة الحرب والمعاناة الإنسانية التي يتعرض لها الأبرياء للعام السابع على التوالي.
مازالت الولايات المتحدة والأمم المتحدة يصران على أن الخطابات الناعمة وتقديم محفزات لدفع قيادة المليشيات الحوثية طريقة مُثلى لدفع العناصر المدعومة من إيران نحو وقف إطلاق النار، في حين أنها توظف هذا الموقف جيداً، إذ أن قياداتها تتحدث عن أنها لا تلمس جهوداً حثيثة للاتجاه نحو السلام على الأرض، وهو ما جاء على لسان الإرهابي محمد علي الحوثي، اليوم الاثنين، والذي اعتبر التصريحات الأميركية “للاستهلاك المحلي”.
القيادي الإرهابي الحوثي زعم أنه لم يرى خطوات ميدانية تعزز الاتجاه نحو السلام، في حين أن المبعوث الأممي مارتن غريفيث ذهب إلى صنعاء حاملاً مبادرة تتضمن حلاً شاملاً للأزمة، كما أن وفد سلطنة عمان الذي مكث نحو أسبوع في صنعاء، مطلع الشهر الجاري حاول بشتى الطرق الوصول لاتفاق يقضي بوقف إطلاق النار مع تقديم ضمانات وتنازلات عديدة لكنها رفضت أيضاً، بما يؤكد على أن الحل الأمثل يتضمن في الضغط عليها عسكرياً واقتصادياً لإجبارها على السلام.