“الواقع الجديد” الإثنين 3 مايو 2021 / خاص
على أمتداد الطريق الساحلي الواصل من شقرة وأحور في محافظة أبين وصولاً إلى مديرية رضوم في محافظة شبوة المجاورة تتمركز العشرات من النقاط التفتيشية التابعة للقوات الموالية لتنظيم الإخوان الذي بات يسيطر على شريط ساحلي واسع مطل على بحر العرب. من الوهلة الأولى وأن تمر في الطريق تشعر أن تلك النقاط وضعت لغرض لهدف خفي وليس كما يتم الترويج له حماية الطريق الدولي من قطاع الطرق أو التحركات الإرهابية ، فخلال سيرنا لم نلحظ أية إجراءات تفتيش للمركبات أو الشاحنات أكثر ما لمسناه من محاولة ابتزاز المسافرين وإجبار ملاك وسائقي الشاحنات على دفع الإتاوات للمرور دون المبالاة بما تحملة تلك الشاحنات.
تنامت عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات على طول الشريط الساحلي الممتد من مدينة شقرة محافظة أبين وصولاً إلى مديرية رضوم بمحافظة شبوة الخاضع لسيطرة ميليشيات الإخوان الإرهابية حيث باتت تلك الميليشيات تشرف على تلك العمليات وتؤمن لها الحماية، وفق ما أفادته به مصادر أمنية مسؤولة.
وقالت مصادر أن الشريط الساحلي في شقرة وأحور بات مسرح لعمليات تهريب واسعة تمارسها خلايا إجرامية مدعومة من ميليشيات الإخوان الإرهابية المتمركزة في تلك المدينتين ، موضحا أن السلطة المحلية والأمنية الموالية للإخوان تتجاهل البلاغات التي يقدمها المواطنين بشأن عمليات تهريب واسعة تمارس على الشريط الساحلي في شقرة وأحور حيث باتت تلك العمليات تمارس في وضح النار وأمام مرى المواطنين دون أي تدخل من القوات الإخوانية المنتشرة
أثناء فترة سيطرة ميليشيات الحوثي ظلت سواحل أبين تمثل منفذ رئيسي لتهريب الأسلحة والمخدرات القادمة من إيران، إلا أن تحريرها وسيطرة قوات الحزام الأمني المدعومة من التحالف العربي أحجم تلك العمليات ودفع بالميليشيات الحوثية للتوجه صوب سواحل محافظة المهرة التي كانت منفذ أمن خصوصا وأن المحافظة لم تشهد أية عملية اجتياح للحوثيين وبعيده عن أنظار التحالف كونها خاضعة لسيطرة الإخوان الذي أمن عمليات تهريب واسعة على مدى سنوات الحرب.
تأمين سواحل أبين من قبل قوات الحزام الأمني لم يدم طويلاً قبل أن تتعرض المحافظة لإجتياح غاشم من قبل قوات عسكرية موالية للإخوان وتمكنها من السيطرة على أجزاء واسعة من الشريط الساحلي المطل على بحر العربي من مدينة شقرة في أبين وصولاً إلى شبوة، الأمر الذي أعاد الحياة إلى عمليات التهريب التي توقفت خلال فترة سيطرة قوات الحزام الأمني حينه وأشارت المصادر إلى أن عمليات التهريب وبرزت بشكل كبير عقب اجتياح القوات الإخوانية لمحافظتي أبين وشبوة وسيطرتها الشريط الساحلي الطويل الممتمد بين المحافظتين من مدينة شقرة في أبين وصولاً إلى سواحل مديرية رضوم في محافظة شبوة.
وأشار المصدر إلى عصابات منظمة تمارس التهريب وأن بعض قيادات تلك العصابات على صلة بالميليشيات الإخوانية المتمركزة في شقرة وأحور حيث يتم تسهيل مرور شاحنات التهريب من على الخط الساحلي بإتجاه مناطق مجهولة ، موضحا أن شحنات يعتقد أنها قادمة من إيران وصلت إلى سواحل أحور خلال الأشهر الماضية وتم إيصالها إلى ميليشيات الحوثي بينها أجزاء طائرات مسيرة وصواريخ محدثة تصل إلى العمق السعودي.
وخلال الشهر الماضي أطلقت ميليشيات الإخوان حملة عسكرية واسعة لاستهداف مواقع قوات الحزام الأمني والمقاومة الجنوبية التي تتمركز في الطريق الدولي قبال منطقة خبر المراقشة عقب إفشال القوات الجنوبية الكثير من محاولات التهريب التي كانت تشهدها مدينة أحور خلال الفترة الماضية.
وأكدت المصادر إلى أن القوات الإخوانية انتشرت على طول الشريط الساحلي الممتد من جهة شقرة أو الجهة الواصلة إلى مديرية رضوم الساحلية في شبوة ، حيث بات هذا الطريق منفذ تهريب رئيس يتم استغلاله من قبل عصابات التهريب الإخوانية للوصول صوب مناطق نائية قبل تهريبها إلى مناطق سيطرة الحوثيين.
وقال مصدر محلي في أحور أن مواطنين أبلغو أجهزة الأمن عن أسماء عناصر متهة بعمليات تهريب الأسلحة والمخدرات على الشريط الساحلي إلا أن السلطات المحلية والأمنية لم تحرك ساكناً ، موضحا أن عمليات التهريب تتم عبر زعائم وقوارب كبيرة تابعة لمهربين من الصومال حيث يتم إيصال الشحنات إلى سواحل أحور قبل أن تقوم عصابة أخرى بإستلام الشحنة والخروج بها إلى منطقة نائية في أحور تمهيدا لتهريبها إلى مناطق يمنية أخرى.
وبحسب المصادر أن السنوات الماضية وتحديدا منذ انقلاب الحوثيين على السلطة شهدت السواحل اليمنية خصوصا سواحل الحديدة والمهرة عمليات تهريب منظمة مارستها الميليشيات من أجل إدخال الأسلحة الإيرانية عقب تضييق الخناق عليها من قبل التحالف العربي في تلك المناطق ، حيث وجدت الميليشيات الحوثية صعوبة في استمرار منفذ التهريب التي كانت تعتمد عليها في تلك المحافظتين بعد التشديد الأمني ورقابة قوات التحالف العربي عليها الأمر الذي دفعها إلى الإتجاه صوب السواحل الخاضعة لسيطرة الإخوان وخلق تنسيق مشترك معها لتسهيل عمليات التهريب وإيصال الدعم العسكري القادم لها من إيران.