((الواقع الجديد)) السبت 19 نوفمبر 2016م/المكلا
* ما هو الساد؟
الساد (أو الماء البيضاء cataract)، هو تغيّم يحصل في العدسة (التي تقبع خلف بؤبؤ العين) مع تقدم العمر عادة، فتصبح العدسة أكثر كثافة وأقل شفافية ومرونة، وتشير الإحصاءات إلى أن حوالي نصف الذين يبلغون سن الثمانين يتوقع أن يصبحوا مصابين بالساد.
* ما هي العوامل التي تؤدي لحدوث الساد؟
وتلعب عوامل أخرى في تشكل الساد، أهمها بعض الأمراض، مثل داء السكري وارتفاع الضغط والبدانة، كما يمكن للساد أن يحصل في حالات نادرة عند الأطفال (الإصابات الخلقية)، ومن جراء بعض العادات السيئة، كالتدخين والكحول، ومن بعض العقاقير (كالكورتيزول) أو العلاجات الإشعاعية، ومن الرضوض والأذيات.
* أعراض الساد
وينشأ الساد ببطء وبالتدريج خلال فترة سنوات، ولا يظهر بشكل فجائي أبدا.
وتشمل أعراض الساد تشوش الرؤية، واللمعان (التحسس للضوء)، وقصر النظر (خاصة في مراحل تشكله الأولى وعند المسنين)، وضعف الرؤية في العين المصابة، وعتمة الألوان.
* كيف يشخص الساد؟
لأن تشكل الساد بطيء جدا، ينصح الأطباء بعدم الانتظار للكشف عنه إلى حين تفاقم أعراضه، وقد أصبح متعارفا عليه وجوب إجراء فحص وقائي للعينين كل سنتين للبالغين الذين تعدوا الأربعين، وكل سنة بعد عمر 65، حتى وإن لم تكن هناك أعراض.
هذه الفحوص (التي تستخدم توسيع الحدقة والمصباح الشقي slit lamp)، لا تهدف لكشف وجود الساد وحسب، بل ولتشخيص أخطاء الانكسار (قرب وبعد النظر واللابؤرية astigmatism)، وكشف الإصابات العينية الأكثر أهمية، مثل الزرق (الماء الزرقاء glaucoma)، وتنكس الشبكية البقعي macular degeneration.
* كيف يعالج الساد؟
الطريقة الوحيدة لمعالجة الساد هي استبدال العدسة بأخرى اصطناعية. وبما أن هذه العملية (التي أصبحت غير معقدة ومضمونة النتائج في معظم الحالات) هي ليست عملية إسعافية (لأن الساد لا يشكل خطرا على حياة المصاب)، فالسؤالان اللذان يفرضان نفسيهما هما:
– متى يستوجب إجراء العملية؟
– وما نوع العدسة الاصطناعية الأفضل للمصاب؟
– متى يحتاج المصاب لاستبدال العدسة؟
الجواب عن هذا الأسئلة يعتمد كثيرا على رغبة المصاب، فمن الناس من لا يهتمون كثيرا ببعض التشويش في الرؤية، ويستطيعون متابعة حياتهم لفترة طويلة بعد تشخيص الساد، ومنهم من يرغب بالتخلص من هذه المشكلة بأسرع وقت، لأنه يخشى من التعثر في المشي أو تسلق السلم، أو ينزعج من القراءة، أو يقلق من عواقب قيادة السيارة.
ويفضل الأطباء الإسراع بالعملية إن كانت هناك لدى المريض شكوى عينية هامة أخرى، مثل التنكس البقعي، حتى يتمكنون من متابعة الحالة المرضية الأهم بصورة أفضل.
وإذا كانت إصابة الساد مزدوجة (في العينين)، ينصح الأخصائي بإجراء العملية الأولى على العين الأشد مرضا، وقد يختار المصاب ألا يجري العملية الثانية على العين الآخرى لأن رؤيته تحسنت تحسنا ملحوظا، لكن إجراء العملية الثانية غالبا ما يفيد كثيرا في القدرة على القراءة وقيادة السيارة.
وإذا كانت هناك إصابة إضافية هامة بقصر أو بعد النظر، فيُستحسن إجراء العملية الثانية بعد الأولى بفترة قصيرة، لتجنب عواقب اختلاف عمق الرؤية بين العينين، وتحاشي مشكلة “الرؤية المضاعفة”.
* كيف تُجرى العملية؟
لقد تقدمت تقنية عملية الساد أخيرا بحيث أصبحت تُجرى خلال ربع إلى نصف ساعة، وتحت التخدير الموضعي.
والطريقة المفضلة التي يلجأ إليها اليوم معظم الأخصائيون في إجراء العملية تدعى بالأجنبية اختصارا “فاكو phaco”، وتشمل تفتيت العدسة المصابة بالأمواج الصوتية قبل إخراجها، ثم زرع العدسة الاصطناعية داخل غلاف العدسة الأصلية الذي يُحافَظ عليه كما هو.
* ما هي نتائج العملية؟
يستفيد أكثر من 95% من الذين يجرون العملية في تحسين نظرهم، وتعتبر عملية الساد آمنة، ويندر أن تتبعها أية مضاعفات.
ومن المضاعفات النادرة: النزف، والانتان (العدوى البكتيرية)، وتغيّرات الضغط داخل العين، وازدياد احتمالات انفصال الشبكية.
* ما هي العوامل التي تحدد نوع العدسة البديلة المناسب؟
ينتخب معظم الأطباء والمصابين العدسة ذات البؤرة الواحدة monofocal كعدسة بديلة، فهي جيدة لمعظم الفعاليات التي تحتاج لرؤية توفر التباين بين المناظر والخيالات contrast vision، وهي جيدة خاصة لذوي الأعمار غير المتقدمة.
إلا أن علتها أن مستخدميها كثيرا ما يحتاجون لنظارات خاصة للقراءة القريبة أو للمسافات البعيدة، الأمر الذي يمكن تفاديه بواسطة العدسات ذات البؤر المتعددة multifocal، ولو كان ذلك على حساب بعض الوضوح في الرؤية.
وتلعب كلفة العدسة دورا في انتخاب العدسة الأفضل (العدسة الوحيدة البؤرة هي الأرخص)، كما تحدد خبرة الجراح الاختيار المناسب، خاصة بالنسبة للعدسات الحديثة والمختصة (التي تصحح خطأ الانكسار في الوقت نفسه مثلا).
* ماذا عن النقاهة بعد العملية؟
ستحتاج إنْ أجريت العملية لإحدى عينيك إلى أن تقضي فترة قصيرة (حوالي الساعة) في غرفة الإنعاش، تستطيع بعدها الذهاب للبيت بعد وضع ضماد مناسب على عينك.
وقد تصاب ببعض الحساسية للضوء في الأيام القليلة التي تتلو العملية، وأهم ما عليك الانتباه إليه في المنزل هو تجنب تعريض العين للتلوث والتبلل بالماء، وستستخدم قطرات عينية عدة مرات في اليوم يصفها لك الطبيب لتسريع عملية الشفاء، كما سينصحك الطبيب بتحاشي الأجواء الملوثة والتعرض المباشر لأشعة الشمس، وتجنب الفعاليات التي يمكن أن تخلخل وضع العدسة الجديدة، كالركض ورفع الأثقال.
ولا بأس بالقراءة أو مشاهدة التلفزيون أول يوم بعد إجراء العملية، وسيطلب منك طبيبك بعد ذلك أن تراجعه بعد أسبوع، ثم بعد بضعة أسابيع.
* هل يمكن أن نقي أنفسنا من تشكل الساد ومضاعفاته؟
أهم توصية هي الفحص الدوري لدى الطبيب للكشف المبكر عن تشكل الساد، خاصة للمؤهبين له من المتقدمين في السن والمصابين بالسكري وارتفاع الضغط وآفات العين الأخرى.
كما تفيد جميع الإجراءات الوقائية التي تضمن سلامة العين من الأذى، مثل الامتناع عن التدخين والكحول، وتناول الطعام الصحي، وتجنب التعرض الطويل لأشعة الشمس، واستخدام النظارات الطبية الصحيحة عند اللزوم، وتجنب قيادة السيارة في الليل قدر الإمكان، وإخبار طبيب العيون عن جميع الأمراض التي تصيبنا والأدوية الموصوفة لها.