((الواقع الجديد)) الجمعة 4 نوفمبر 2016 / رويترز
قالت الشركة المالكة لناقلة الغاز جاليسيا سبيريت يوم الخميس إن المهاجمين المجهولين الذين فتحوا النار على الناقلة الأسبوع الماضي قبالة الساحل اليمني كانوا يحملون أيضا “كمية كبيرة من المتفجرات” وقال مصدر بالملاحة البحرية إنها ربما كانت محاولة لتنفيذ هجوم انتحاري.
وقال خبراء أمنيون إن التفاصيل الجديدة التي ظهرت بشأن الحادث الذي وقع في 25 أكتوبر تشرين الأول ستزيد من المخاوف على الملاحة في مضيق باب المندب الذي يمر فيه الكثير من النفط إلى الأسواق العالمية.
وفي بيانها المبدئي الأسبوع الماضي قالت مجموعة تيكاي للشحن إن ناقلتها للغاز الطبيعي المسال واجهت “هجوما من قراصنة فيما يبدو وهي قبالة سواحل اليمن” لكن لم يتمكن أحد من اعتلاء ظهر السفينة اثناء الحادث.
وفي تحديث أصدرته يوم الخميس قالت تيكاي إنها أجرت تحقيقا بالتعاون مع خبراء أمنيين أشار إلى أن “القارب الصغير الذي هاجم جاليسيا سبيريت باستخدام أسلحة خفيفة كان يحمل أيضا كمية كبيرة من المتفجرات.”
وأضافت الشركة “على الرغم من أنه لم يعرف نوايا المهاجمين واستخدام المتفجرات إلا أن ما توصل إليه التحقيق يشير إلى أن المتفجرات كانت كافية لإلحاق ضرر كبير بالناقلة… لكن يبدو أن المواد الناسفة انفجرت والقارب على بعد 20 مترا تقريبا من الناقلة مما دمر القارب وأنهى الهجوم.”
ولم تتكشف تفاصيل عن عدد المهاجمين أو ما حدث لهم لكن مصادر ملاحية قالت إن المعلومات المتوفرة حتى الآن تشير إلى أن هذا لم يكن قرصنة على الأرجح.
وقال مصدر لديه معرفة بتفاصيل المنطقة “إذا كانت الملابسات كما جرى وصفها فقد كانت محاولة طموحة شنها أشخاص لم يتوقعوا البقاء على قيد الحياة.”
وأضاف قائلا “أي ناقلة للغاز المسال لها هيكل مزدوج لكن إن كانت المتفجرات كافية لاختراق الهيكل الأساسي فمن المؤكد أنها قد تلحق ضررا بالهيكل الداخلي وقد يتسرب الغاز ويشتعل.”
وقالت تيكاي إن أضرارا طفيفة لحقت بالناقلة ولم يصب أحد من أفراد الطاقم بأذى.
* هجمات سابقة
وقع الحادث -وهو الأول على سفينة تجارية منذ يوليو تموز – في أعقاب اطلاق صواريخ من اليمن في الأسابيع القليلة الماضية على سفن عسكرية منها سفن تابعة للبحرية الأمريكية.
وتمكن متشددون من شن هجمات بحرية في المنطقة من قبل. وشنت القاعدة -التي لها فرع إقليمي قوي في اليمن- هجوما انتحاريا قتل 17 بحارا على المدمرة الأمريكية كول في ميناء عدن في عام 2000. وبعد ذلك بعامين ضربت القاعدة ناقلة فرنسية في خليج عدن جنوبي باب المندب.
وقالت مصادر أمنية بحرية إن الهجوم على الناقلة جاليسيا سبيريت وقع قرب جزيرة ميون الواقعة على بعد بضعة كيلومترات من ساحل جنوب اليمن وموقع منارة للسفن المارة عبر مضيق باب المندب.
وقال مايكل إيدي من شركة (درياد ماريتايم) الأمنية البريطانية “مثل هذه الهجمات ليست شائعة وتتطلب قدرا معينا من التدريب والموارد لتنفيذها… سيزيد الأمر بالتأكيد من المخاوف على السفن المارة في المنطقة.”
ورغم أن شركات الشحن لم تلجأ حتى الآن إلى تحويل مسار السفن إلا أن المخاطر كبيرة خصوصا أن نحو أربعة ملايين برميل من النفط تشحن يوميا إلى أوروبا والولايات المتحدة وأسيا عبر مضيق باب المندب بالاضافة إلى سلع تجارية أخرى.
وقالت شركة ماست البريطانية للأمن البحري في تقرير هذا الأسبوع “الحوادث التي وقعت مؤخرا قبالة الصومال وفي باب المندب والمحيط الهندي تشير إلى مستوى متنام من الخطر على السفن من القرصنة والإرهاب البحري.”
وتستعر في اليمن حرب أهلية بين جماعة الحوثي المدعومة من إيران وحلفائها من القوات الموالية للرئيس السابق على عبد الله صالح وبين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا والمدعومة من السعودية.
ونفذت الولايات المتحدة ضربات بصواريخ كروز في 15 أكتوبر تشرين الأول ضد مواقع للرادار في مناطق خاضعة للحوثيين في اليمن بعد محاولتين مؤكدتين لضرب المدمرة الأمريكية ماسون بصواريخ كروز أطلقت من الساحل قرب باب المندب. ونفت جماعة الحوثي إطلاق أي صواريخ على المدمرة الأمريكية.
وأكدت الجماعة هجوما منفصلا في وقت سابق على سفينة تابعة للإمارات العربية المتحدة في المنطقة.