السبت , 23 نوفمبر 2024
img-20170113-wa0015

ماذا تعرف عن السالمونيلا والتيفوئيد

((الواقع الجديد)) الجمعة 13 يناير 2017م/المكلا

 

 

تحصل بين الفترة والأخرى في كافة أنحاء العالم -بما فيها البلدان الغربية- هجمات أو جائحات صغيرة من الإصابة بجراثيم تدعى (السالمونيلا)، وتحظى هذه الجائحات بتغطية إعلامية كبيرة تثير الرعب بين الناس.

وفي حال أثبتت الفحوص المخبرية وجودها لدى الطفل، يصاب الأهل بالذعر الشديد، ويعتقدون أن طفلهم لديه مرض (التيفوئيد) ويسارعون إلى طلب المضادات الحيوية لعلاجه.

 

فما هي السالمونيلا؟ وهل كل إصابة بها هي بالضرورة حالة من التيفوئيد؟ وما هو دور المضادات الحيوية في التخلّص منها؟

 

ما هي السالمونيلا؟

السالمونيلا Salmonella هي نوع من الجراثيم من نموذج يدعى (العصيّات) بسبب شكلها المجهري، وتتميّز بوجود أهداب على سطحها تعطيها إمكانية الحركة وتزيد من قدرتها على إحداث المرض.

تمّت تسميتها بهذا الاسم نسبة للعالم Daniel Salmon الذي كان مِن أهم مَن ساهم في اكتشافها.

 

ولهذه الجراثيم نوعان:

البونغورية Bongori والالتهابية المعوية Enterica، وهذه الأخيرة لها أنماط كثيرة تعدّ بالمئات، والنقطة الهامة من وجهة النظر المرضية هي أنها تقسم إلى السالمونيلا اللاتيفية،

وهي الأكثر شيوعا وتؤدّي إلى التهابات معوية بسيطة تشفى عفوياً، ويمكن أن تنتقل للإنسان والحيوانات ذوات الدم الحار والبارد، وهي المسؤولة عن معظم الجائحات التي يمكن أن نسميها (حالات التسمم الغذائي) التي نسمع عنها إعلامياً، وهي تشفى عفوياً.

والسالمونيلا التيفية، وهي تصيب الإنسان فقط وتنتقل من شخص إلى آخر من خلال تلوّث الماء والطعام ببراز المصابين.

والإصابة بهذا النوع من الجراثيم هي أشد من الأولى، وهي المسؤولة عمّا يسمى بالحمى التيفية أو التيفوئيد Typhoid Fever.

 

أنواع السالمونيلا:

– السالمونيلا اللاتيفية

إن أغلب حالات الإصابة بهذا النوع هي -كما ذكرنا- أمراض مَعِديّة مَعَويّة بسيطة من نمط التسمم الطعامي الناجم عن تلوّث الأطعمة بهذه الجراثيم.

والرضّع أكثر عرضة لهذا الشكل من الإصابات نظرا لقلة المقاومة لديهم، وبالتالي فإن كمية قليلة من الجراثيم كافية عندهم لإحداث المرض.

 

وتحدث الأعراض نتيجة لتحرر ما يدعى بالتوكسين الداخلي Endotoxin، وهي مادة سُـمّية موجودة داخل الجراثيم، تتحرر عند موت الجراثيم، وتسبب الأعراض التي هي عبارة عن: إسهال قد يكون مدمّى، وحرارة، وألم البطن، والإقياء.

وهذا الشكل من المرض منتشر حتى في العالم الغربي، حيث تحصل حوالي المليون ونصف المليون حالة في الولايات المتحدة الأميركية وحدها كل عام.

 

وبينما تكون الإصابة بهذا النوع من الجراثيم (اللاتيفية) هي نوع من التسمم الغذائي في الدول المتقدمة كما ذكرنا، ففي الدول النامية قد تؤدّي هذه الأنواع الجرثومية إلى شكل أكثر شدّة ينجم عن وصول الجراثيم إلى مجرى الدم، وتكون خطرة جداً، حيث قد تصل الوفيات إلى 25 % من الإصابات وتشابه الإصابة في هذه الحالات السالمونيلا التيفية، ويزداد الأمر سوءا في حال كون المريض ذا مناعة ضعيفة.

 

– أمراض السالمونيلا التيفية

هذه الأنماط من الجرثوم تؤدّي إلى الحمى التيفية التي تدعى في بلادنا (التيفوئيد)، وهي تصيب البشر دون الحيوانات كما ذكرنا.

 

وما يحصل في التيفوئيد هو أن الجراثيم تجتاز الجهاز اللمفي وتصل إلى الأمعاء وتدخل إلى مجرى الدم وصولا للكبد والطحال والكليتين، فتتشكل بؤر جرثومية ثانوية في هذه الأعضاء.

 

ويقوم التوكسين الداخلي الذي تنتجه الجراثيم بالتأثير على الجهاز العصبي والأوعية، مما يزيد نفوذيتها ويؤثر على التنظيم الحراري في الجسم، كما يؤثر على آلية الإسهال والإقياء.

وقد يحصل ضياع شديد في السوائل مما يؤدّي إلى الصدمة، فيتطوّر الأمر إلى نقص التبوّل وقصور الكلية ونقص الأكسجة.

 

كيف تتم العدوى؟

إن أيا من الخضر أو الفواكه هي عرضة للتلوّث بالسالمونيلا اللاتيفية، مما يجعلها وسيلة لنقل المرض، هذه الجراثيم موجودة في براز الحيوانات المصابة مثل الماشية والطيور والزواحف والضفادع.

ويمكن أن تصاب قشور الخضر (مثل البندورة)، بالتلوّث من خلال التماس مع الحيوانات التي يشيع تواجدها في أماكن الزراعة والتوزيع، وإن قدرة الجراثيم على التكاثر هي أعلى بكثير في حال تركت المحاصيل دون تبريد، مما يزيد قدرتها على إحداث المرض، كما أن استخدام الماء الملوّث لسقاية النباتات يؤدّي إلى وجود الجراثيم في لبّ الثمار إضافة إلى القشر.

 

وبالنسبة للجراثيم التيفية، فإن العدوى تتم من خلال تلوّث الخضر والفواكه واللحوم ببراز المصابين من العاملين على إعداد هذه المواد الغذائية من مزارعين وعمّال.

 

الوقاية

لابد من غسل الخضرة بالماء والصابون للتخلّص من الجراثيم الموجودة على القشور، وفي حال كانت الخضرة ملوّثة من الداخل بالجراثيم فالحل الوحيد هو الطبخ الكامل.

وينطبق الأمر نفسه على لحم وبيض الدجاج ولحوم وحليب الأبقار والأغنام وغيرها، حيث لابد من غليها لفترة كافية للقضاء على الجراثيم.

 

التشخيص

يتم التشخيص بفحص براز المصاب بالمرض.. فالإسهال والحرارة والألم البطني يمكن أن تنجم عن الإنتانات الفيروسية، كما أنها يمكن أن تحصل بسبب الجراثيم الأخرى غير السالمونيلا، وبالتالي فإن إجراء “زرع البراز” والبحث بشكل نوعي عن السالمونيلا يقود للتشخيص الصحيح.

 

العلاج

يكون علاج حالات التسمم الغذائي عن طريق تعويض السوائل لمنع التجفف، وأيضا بضبط الغذاء حيث يتم التركيز على الأطعمة النشوية كالخبز والبطاطا مع تجنّب الحليب والألبان والأجبان والأطعمة الزيتية والدسمة.

 

ويمنع في هذا النمط من الأمراض استخدام المضادات الحيوية لأنها تزيد من (حالة الحامل) أي أن المريض يصبح حاملا للمرض وينقله للآخرين.

 

أما الأشكال التيفية التي يصل فيها الجرثوم إلى الدم فلابد من قبول المريض للمستشفى وإعطائه المضادات الحيوية والسوائل الوريدية.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.