“*الواقع الجديد*” الخميس 10 سبتمبر 2020 / متابعات
تحصد الحرب المستمرة نارها في اليمن منذ سنوات الأخضر واليابس وحيوات مئات آلاف العوائل.
“أصبحتُ أقوم بدور الأب والأم لأطفالي السبعة بعد أن فقدتُ زوجتي بقصف الحوثيين منزلي”، بهذه العبارة المؤلمة يروي قصته المأساوية ومعاناته اليومية في حياته مع أطفاله السبعة بعد أن قضت زوجته نحبَهَا بقذيفة أطلقتها مليشيات الحوثي على منزلهم المتواضع.
ولا تزال السماء تمطر بقذائف الهاون الحوثية على منازل المواطنين المدنيين بلا توقف، فتسفك الدماء، وتصنع الموت بطرق دموية بشعة، تيتِّم الأطفال وترمل النساء، وتفقد الازواج زوجاتهم، وتشرد الأُسر، وتنشر الرعب والهلع، وتنزع الطمأنينة من نفوس الأبرياء.
المواطنة (عائشة سلمان يحيى يابلي) من سكان منطقة الجبلية في مديرية التُّحيتا في محافظة الحديدة؛ متزوجة ولديها سبعة أطفال بنين وبنات، وقعت على منزلهم قذيفة هاون حوثية، أردتها قتيلة، كانت هي الضحية بلا ذنب ارتكبته، تركت أولادها السبعة مع والدهم يكابدون مرارة الحياة الصعبة وارتقت روحها إلى السماء شهيدة وشاهدة على جرائم الحوثيين بحقهم.
يتحدث (طالب هندي يابلي)؛ زوج الشهيدة، عن الحادثة المفجعة التي قلبت حياته وأسرته رأسًا على عقب قائلًا: “استُشهدت زوجتي في منزلنا إثر قصف كثيف بقذائف الهاون الثقيل، دمرت منزلنا وأصبحنا مشردين، ونزحنا إلى منطقة المُتينة بعد مصابنا الجلل؛ خوفًا من بطش الحوثيين وحفاظًا على حياة أطفالي”.
ويضيف والألم يُسمع من نبرة صوته، والحزن في عينيه قائلًا: “رحلت زوجتي، تاركة قلبي يعتصر ألمًا على فراقها، وتارة تحاصرني الهموم حين تحملت عبء تربية أطفالي السبعة، ولا أعرف كيف أهتم بهم، وهذا عبء ثقيل على أيّ رجل، ولكنني صرتُ الآن أطبخ وأنظف وأغسل، أصحبت لهم أمًا وأبًا في آنٍ واحد”.
المواطن (طالب يابلي) ليس الوحيد من فَقَد زوجته ويتِّم أطفاله، وشُردت أسرته بسبب قذائف الهاون الحوثية، بل هناك آلاف الحالات المشابهة؛ يعيشون ما عاشه من قهر ويذوقون المرارة والألم نفسه في مدن وقرى محافظة الحديدة بالساحل الغربي.
* نقلاً عن المركز الإعلامي للعمالقة