“الواقع الجديد” الخميس 15 ابريل 2021 / خاص
لم تمنع حرمة شهر رمضان “إخوان اليمن” من وقف الانتهاكات الإنسانية والتي تعدت لقمع “أيادي الخير” والاعتداء على المتطوعين لإفطار الصائمين.
وطالت حملة إخوانية مسعورة عددا من المتطوعين لدى توزيع مشروع خيري لإفطار الصائمين في محافظة شبوة، جنوبي اليمن، وذلك في ثاني أيام الشهر الفضيل.
وقالت مصادر حقوقية”، إن دوريتين إخوانيتين تقلان عناصر مسلحة اعتدوا على لجنة إغاثية تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي ومنعوهم من تنفيذ مشروع “إفطار الصائم”، قبل أن تلجأ لاختطاف العاملين والمتطوعين في مدينة عتق، حاضرة شبوة الواقعة تحت نفوذ التنظيم الإرهابي باليمن.
وأوضحت أن من بين المختطفين مدير دائرة حقوق الإنسان بقيادة “انتقالي شبوة” أحمد الهقل وآخرين كانوا من المتطوعين الذين يستهدفون المرضى والمسافرين والمحتاجين في شوارع عتق.
وأضافت أن العناصر الإخوانية احتجزت المتطوعين وحققت معهم لأكثر من 8 ساعات في مبنى قرب محطة الكهرباء بمدينة عتق قبل أن تصادر هواتفهم وتأخذ منهم تعهدات بعدم القيام بأي أنشطة خيرية وتطلق سراحهم تحت ضغط رسمي وشعبي.
وكان المشروع يستهدف المرضى في مراكز العزل والمستشفيات وبعض الأسر المحتاجة والمسافرين في الخط الدولي بعدد 1000 وجبة إفطار و1000 وجبة عشاء ضمن حملة تنفذها لجنة إنسانية للانتقالي في جميع محافظات جنوب اليمن.
الجريمة الإخوانية جاءت في رمضان لتنتهك حرمة شهر الصوم والذي لطالما أكثر فيه المسلمون الخير من إفطار الصائمين وإغاثة الفقراء والمحتاجين ابتغاء كسب الأجر.
وقوبلت جريمة الاعتداء واختطاف المتطوعين بتنديد حقوقي وسياسي وشعبي، فيما اعتبرها نشطاء استهدافا ممنهجا لقمع “أيادي الخير”.
وأعرب المجلس الانتقالي في شبوة في بيان، وصلت “العين الإخبارية” نسخة منه، عن الأسف فيما وصفها “تصعيدا بوليسيا” من قبل المليشيات الإخوانية لعرقلة نشاط الخير.
واعتبر البيان الاعتداء على اللجنة الإغاثية والمتطوعين “تأكيدا جديدا على طبيعة حكم الإخوان التي تقع شبوة رهينة لها، ما يترتب عليه ضرورة إنهاء غطرسة هذه المليشيات ومن مختلف أعمالها العدوانية”.
وأشار إلى أن “عملية التصعيد الإخوانية في رمضان تتنافى مع قيم وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وإثباتا لهوية المليشيا الحاكمة التي لا تقبل الآخر وتنتهك المواثيق وفي طليعتها اتفاق الرياض”.
من جانبه، روى مدير دائرة حقوق الإنسان بالمجلس الانتقالي بشبوة أحمد الهقل أنه “تفاجأ مع المتطوعين بدوريات أمنية للإخوان قامت بدون سابق إنذار بتمزيق لافتات المشروع الخيري واعتقالهم بطريقة غير لائقة وكأننا مجرمون نفذنا جرائم جسيمة أو إرهابيون تابعون لتنظيمات إرهابية”.
كما “قاموا بسحبنا بالقوة إلى متن الدوريات كمجرمي حرب ولم يراعوا جموع الصائمين وحرمة العمل الإنساني”، على حد قول الهقل في بلاغ على حسابه في موقع “فيسبوك” تصفحته “العين الإخبارية”.
واعتبر القيادي اليمني -وهو عضو لجنة الإغاثة والطوارئ الحكومية- أن ما حدث معهم “عمل ضد الإنسانية وضد شراكة اتفاق الرياض المدعوم إقليميا ودوليا”.
وأوضح أنه خضع مع المتطوعين لجلسات تحقيق مطولة وأطلق سراحهم بعد تعهد بمنع أي أنشطة خيرية وتهديدهم بالاعتقال والاخفاء القسري حال تنفيذ أي عمل إنساني للانتقالي بما فيه استهداف المرضى والأسر المحتاجة.
يشار إلى أن منظمة “فرونت لاين” البريطانية وثقت أكثر من 787 عملية اعتقال للسلطات الإخوانية في محافظة شبوة منذ أغسطس/آب 2019 وحتى مارس/آذار 2021 الجاري.