((الواقع الجديد)) 17 نوفمبر 2016 / واشنطن – فرانس برس
اعرب وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاربعاء، مدعوما بمئات الشركات الاميركية، عن ثقته بان الاقتصاد والتحول الى مصادر الطاقة المتجددة سيقنع الرئيس المنتخب دونالد ترامب بالعدول عن عدائه لاتفاق المناخ.
وقال كيري في كلمته امام مؤتمر الاطراف الثاني والعشرين حول المناخ في مراكش ان “العالم باسره يتجه نحو مصادر الطاقة المتجددة مستقبلا وانا ارى هذا التحول في بلادي”.
واضاف ان مصادر الطاقة المتجددة باتت اليوم تتمتع بتنافسية اكبر و”الاسواق” هي التي تحدد الخيارات المتعلقة بالطاقة والمناخ بدءا بالولايات المتحدة.
وقال كيري ان “الولايات المتحدة في طريقها لتحقيق الاهداف الدولية في اطار الاتفاقالعالمي للمناخ و”لا اعتقد انه يمكن عكس هذا الاتجاه”، وسط تصفيق الحاضرين.
ومنذ الثلاثاء، تناوب ممثلو حوالى 180 بلدا من بينهم 80 من قادة الدول والحكومات ووزراء كما سبق ان فعلوا العام الماضي خلال اليوم الاول من المؤتمر على المنصة لتأكيد الحاجة الملحة لتطبيق اتفاق باريس الذي بدأ سريانه في 4 تشرين الثاني/نوفمبر.
واعرب بعضهم بكلمات مبطنة عن القلق من ان تدير الولايات المتحدة ظهرها للاتفاق بعد ان ساهمت في التوصل اليه الامر الذي سيعيق التحرك العالمي.
واشار الجميع الى ان الاتفاق الذي ابرم العام الماضي يلزم الاسرة الدولية برمتها وان تطبيقه اساسي جدا “حتى يرث اولادنا عالما اكثر امنا وسلامة” على ما اكد رئيس النيجر يوسفو محمدو.
– لا مكان للايديولوجيا –
واعرب بعضهم بكلمات مبطنة عن القلق من ان تدير الولايات المتحدة ظهرها للاتفاق بعد ان ساهمت في التوصل اليه الامر الذي سيعيق التحرك العالمي.
واشار الجميع الى ان الاتفاق الذي ابرم العام الماضي يلزم الاسرة الدولية برمتها وان تطبيقه اساسي جدا “حتى يرث اولادنا عالما اكثر امنا وسلامة” على ما اكد رئيس النيجر يوسفو محمدو.
وتحدث وزير الخارجية السريلانكي مانغالا ساماراوويرا عن “الاجيال المقبلة التي قد تكون عواقب الاحترار المناخي كارثية عليها”.
– لا مكان للايديولوجيا –
ومن شأن الالتزامات الحالية للدول المختلفة والمرتبط بعضها بالمساعدات الدولية ان تؤدي الى ارتفاع في الحرارة يفوق الثلاث درجات مقارنة بمرحلة ما قبل الثورة الصناعية ما سيؤدي الى اضطرابات مناخية قصوى من جفاف وموجات حر وفيضانات وارتفاع مستوى المحيطات وغيرها. وهذا الامر سيجعل الكثير من مناطق العالم غير قابلة للسكن. ويعتبر موضوع تمويل تطبيق التدابير المتعلقة بمكافحة التغير المناخي رئيسيا على جدول الاعمال.
وينص اتفاق باريس على ان ترفع الدول بشكل تطوعي اهدافها المتعلقة بخفض الغازات المسببة لمفعول الدفيئة بحيث ينحصر الارتفاع باقل من درجتين مئويتين.
وقال الوزير السريلانكي متوجها الى الدول المتطورة “امل ان تبقى الالتزامات التي وقعت العام الماضي من اجل مواجهة التحديات التي تقف في وجهنا”.
ودعا كيري في كلمته التي استغرقت قرابة ساعة، ترامب الى استشارة العلماء والاقتصاديين والى ان يسال “ما الذي اقنع البابا وقادة العالم اجمع بتحمل مسؤولياتهم”، واضاف ان “الوقت ليس في جانبنا. العالم يتغير بوتيرة متسارعة ومنذرة مع تداعيات متسارعة مقلقة”.
واضاف “في مرحلة ما، لا بد حتى لأعتى المشككين ان يعترفوا بحدوث شيء مقلق (…) ليس لاحد الحق في اتخاذ قرارات تؤثر على حياة مليارات الناس فقط استنادا الى موقف ايديولوجي من دون مدخلات سليمة”.
واضاف ان “قوى السوق وليس السياسة هي التي تملي السياسة العالمية المقبلة في مجال الطاقة (…) لهذا انا واثق من المستقبل بغض النظر عن السياسة التي قد يتم اعتمادها، وذلك نظرا لتأثير قوى السوق”.
وصف ترامب التغير المناخي بانه “خدعة” تروجها الصين ووعد بالغاء اتفاق باريس المبرم السنة الماضية للحد من الانبعاثات الملوثة المسببة للاحترار العالمي، وباعادة تنشيط صناعة الفحم الحجري الاميركية.
وقبل خطاب كيري، وجهت اكثر من 360 شركة اميركية بغالبيتها بينها دوبون وغاب وكيلوغ وهويلت باكارد وهيلتون ونايك ومارس، رسالة الى الرئيس الاميركي المنتخب داعية اياه الى احترام الاتفاق حول المناخ.
وكتبت هذه الشركات “ندعو (نوابنا) الى دعم الاستثمارات في مشاريع ذات انبعاثات كربونية منخفضة في الولايات المتحدة والخارج لكي تتضح الصورة لدى اصحاب القرار الماليين ولتعزيز ثقة المستثمرين”.
واضافت ان “عدم تشجيع الاقتصاد المنخفض الكربون سيعرض الازدهار الاميركي للخطر”.
– توازن التمويل –
وبالتوازي مع الجلسة العامة، عقد اجتماع وزاري الاربعاء حول تمويل مكافحة الاحترار.
فمن اجل انجاح العملية الانتقالية في العالم ينبغي الاعتماد اقل على الكربون وعدم تجاوز عتبة الدرجتين المئويتين ولا سيما على صعيد وقف دعم مصادر الطاقة الاحفورية وفرض رسوم على انبعاثات ثاني اكسيد الكربون ودعم مصادر الطاقة المتجددة ووسائل النقل النظيفة وبنى تحتية اقل استهلاكا للطاقة.
ولتحقيق ذلك ينبغي على الدول النامية الحصول على دعم مالي وتكنولوجي.
وخلال الجلسة العامة، اسف رئيس جيبوتي اسماعيل عمر غيله للنقص “في التمويل ونقل التكنولوجيا (..) فيما افريقيا مسؤولة فقط عن اقل من 4 % من الانبعاثات العالمية”.