((الواقع الجديد)) 16 نوفمبر 2016 / القدس – الاناضول
أثار مشروع قانون منع رفع الأذان بمكبرات الصوت، الذي تعتزم الحكومة الإسرائيلية إقراره، غضب الفلسطينيين، واستفز مشاعرهم الدينية.
ويقول المدير السابق للمسجد الأقصى، ناجح بكيرات، إن الأذان لم يتوقف في فلسطين، ومدينة القدس، منذ 1400 عام.
وأضاف لوكالة الأناضول:” أول من صدح بالأذان في القدس، هو الصحابي بلال بن رباح، مؤذن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بعد أن فتحها الخليفة عمر بن الخطاب، في العام الخامس عشر للهجرة، واستمر حتى الآن دون انقطاع.”
ويعمل بكيرات في الوقت الحالي، مؤرخا، ورئيسا لأكاديمية الأقصى للوقف والتراث (خاصة).
وأضاف بكيرات:” بقي الأذان موجودا منذ ذلك الحين قبل 1400 عام، ولم ينقطع، حتى في فترة الحروب الصليبية”.
ولفت إلى أن “الأذان، ليس مجرد كلمات، بل هو شعيرة من شعائر الإسلام، وعرفها العلماء بكونها:” كلمات مخصوصة في أوقات مخصوصة للصلاة”.
وكانت اللجنة الوزارية الإسرائيلية لشؤون التشريع، قد صادقت الأحد الماضي، على مشروع قانون للحد من استخدام مكبرات الصوت في الأذان.
ويسود الاعتقاد على نطاق واسع بأن مشروع القانون، الذي سيعرض قريبا على الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي للمصادقة عليه، يستهدف المساجد القريبة من المستوطنات في القدس الشرقية المحتلة، والمساجد في المدن المختلطة داخل إسرائيل (يقطنها مسلمون ويهود) أو الأحياء والقرى القريبة من المناطق الإسرائيلية.
وقدّر الشيخ بكيرات وجود 95 مسجدا داخل حدود ما يسمى بالبلدية الإسرائيلية في القدس (منها القدس القديمة)، و95 مسجدا آخر في ضواحي المدينة، المصنفة كمناطق تابعة للضفة الغربية.
أما بخصوص المساجد الموجودة داخل إسرائيل، فتقول وزارة الخارجية الإسرائيلية، على صفحتها الناطقة بالعربية في موقع “فيس بوك”، إن عددها يصل إلى 400 مسجد.
وينظر المواطنون العرب، داخل إسرائيل، بخطورة لهذا المشروع، خاصة بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو تأييده العلني له.
وقال المحامي نضال عثمان، مدير الائتلاف لمناهضة العنصرية، في تصريح مكتوب أرسل نسخة منه لوكالة الأناضول:” قرار رئيس الحكومة بدعم مشروع القانون يعّد خطوة اضافية نحو تأجيج الصراع الدينيّ في البلاد، علمًا أنّها غير قادرة على التعامل مع هذا الموضوع في الحياة اليوميّة”.
ولكن الشيخ بكيرات يرى في مشروع القانون، ارتباطا مباشرا مع قانون “يهودية الدولة”، الذي يسعى اليمين الإسرائيلي لتمريره رغم الانتقادات المحلية والدولية.
وقال بكيرات:” مع وصول اليمين المتطرف بزعامة نتنياهو إلى الحكم ومشروع ما يسمونه (يهودية الدولة) أصبح كل شيء عربي يزعج الاحتلال، وبالتالي فإن هذا القرار لا ينفصل عن مشروع قانون يهودية الدولة، الذي قد يظهر للعلن في أي وقت”.
وأضاف:” هي محاولة خطيرة جدا من أجل فرض الدولة اليهودية على الأرض”.
وفي محاولة منه لتبرير مشروع القرار، قال نتنياهو في جلسة الحكومة الإسرائيلية الأحد الماضي، إنه يسعى إلى الحد من “الضجيج الذي تسببه مكبرات الصوت في دور العبادة بإسرائيل حيث يعاني من هذا الضجيج المسلمون واليهود والمسيحيون على حد سواء”.
ولكن بكيرات، يدحض هذا المبرر، حيث قال:” أصوات سيارات الشرطة الإسرائيلية ليل نهار وأصوات المستوطنين في احتفالاتهم شبه الليلية في البلدة القديمة في القدس، والتي تستمر حتى ساعات الفجر، هي الضجيج الحقيقي فلماذا لا يتم وقفها”.
وأضاف:” من كان ينزعج من صوت الأذان فبإمكانه أن يرحل إلى منطقة ليس فيه أذان”.
وتابع بكيرات:” هذا كلام عنصري بامتياز، ويهدف للدفع نحو حرب دينية نعرف اولها ولا نعرف آخرها”.
وقد استنكر مسؤولون وعلماء دين، ونشطاء محليون فلسطينيون، مشروع القرار ودعوا إلى عدم اعتماده في الكنيست الإسرائيلي.
ولا يرى بكيرات أن مثل هذا القانون سيمر بسهولة، وختم حديثه قائلا:” المآذن ستبقى تصدح بنداء الله اكبر، ولن يمر القانون بسهولة كما يعتقد نتنياهو “.