((الواقع الجديد)) الأحد 10 يناير 2021م / متابعات
لم يكن يوسع المليشيات الحوثية الإرهابية أن تعلن جهاراً نهاراً نيتها استهداف الجنوب من دون أن تتأكد من أنها تقف على أرضية صلبة في الشمال، وهو أمر تحقق بعد أن سلمت مليشيات الإخوان الجبهات إلى العناصر المدعومة من إيران والتي تحاول حالياً استغلال استمرار تعاونها مع العناصر الإرهابية الإخوانية من أجل استهداف الجنوب.
منذ أن تطهر الجنوب من المليشيات الحوثية في العام 2015 لم تتمكن العناصر المدعومة من إيران اختراق أي جبهة جنوبية، وظلت الضالع عاصية على إي محاولات عسكرية هدفت إلى اختراق الجبهة الشمالية الشرقية للجنوب، لكن يبدو واضحاً أن الحوثيين حصلوا على تطمينات من مليشيات الإخوان لشن هجوم مكثف على جبهات جنوبية مختلفة في ظل اختفاء عناصر قوات الجيش من الجبهات الشمالية وتسهيل مهمة العناصر الحوثية لارتكاب عمليات إرهابية متتالية في محافظة تعز مؤخراً.
يبدو واضحا أن تماسك الجنوب استفز قوى الاحتلال اليمني الشمالية بعد أن استطاع المجلس الانتقالي أن يحظى بشرعية داخلية وخارجية باعتباره ممثلاً عن الجنوب ومشاركاً في حكومة المناصفة، ولعل التعاون الذي تظهر ملامحه بين الإخوان والحوثيين في حادث تفجير مطار عدن قد يكون قابلاً للتكرار مجدداً من خلال التهديدات الحوثية بالتصعيد مجدداً ضد الجنوب، وبل والذهاب باتجاه شن حرب على المحافظات الجنوبية.
تسعى المليشيات الحوثية إلى توسيع دائرة عملياتها الإرهابية في جنوب الساحل الغربي بحثاً عن منفذ من الممكن أن يساعدها على التصعيد ضد الجنوب، إلى جانب أنها قامت خلال الأسبوع الماضي بتعزيز قواتها الموجودة على حدود جبهة الضالع، إلى جانب حشدها في محافظة تعز بالتعاون مع مليشيات الإخوان، غير أن خططها تعرضت للإحباط بعد أن تمكنت القوات الجنوبية من صد محاولاتها للتقدم في جبهة الضالع.
استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي أن يكشف مخطط المليشيات الحوثية مبكراً ولعل تصريحات الرئيس عيدروس الزًبيدي، رئيس المجلس التي أدلى بها الأسبوع الماضي، أكدت على أنه لا تراجع عن مواجهة المليشيات الحوثية ما يبرهن على أن هناك استعدادات جنوبية للتعامل مع أي محاولات تستهدف المحافظات الجنوبية.
اعترف اجتماع لقيادات حوثية في صنعاء، بحضور شخصيات جنوبية، بالعمل على فتح قنوات تواصل مع الفعاليات المؤثرة في الجنوب، وكان “المشهد العربي”، قد كشف سابقًا عن توجيه المليشيات الحوثية، الشخصيات الجنوبية بالعمل على تكوين خلايا في مناطق الجنوب.
وقالت وسائل إعلامية، تابعة للمليشيات الحوثية، إن اجتماعًا تشاوريًا لرئيس حكومة الميلشيا غير المُعترف بها عبدالعزيز بن حبتور، وشخصيات جنوبية مُقيمة في صنعاء، ناقش تقارير بشأن الإجراءات المتخذة في جوانب استنهاض المجتمع لمواجهة ما أسماه “المحتل وأدواته” وفتح قنوات تواصل مع الفعاليات المجتمعية المدنية المؤثرة.
يشار إلى أن مصادر قد أوضحت لـ”المشهد العربي” أن مليشيا الحوثي تُخطط لتشكيل خلايا في مناطق الجنوب لتنفيذ عمليات إرهابية، واستغلال تدهور العملة للتحريض على التحالف.
ونظمت مليشيا الحوثي، سلسلة من اللقاءات والاجتماعات في صنعاء، بحضور شخصيات جنوبية؛ لبحث اختراق محافظات الجنوب، حيث حضر بعض اللقاءات قيادات من مكتب زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي.
وخلال الأسبوع الماضي حاولت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، شن هجومًا على تمركزات القوات المسلحة الجنوبية في قطاع جبهة بتار الواقعة بين مديريتي قعطبة والحشا، وخاضت القوات الجنوبية المواجهات مع عناصر المليشيات الحوثية، وتمكنت من صدها في معركة بالأسلحة المتوسطة والقذائف الصاروخية الكتفية.
ميدانيًّا أيضًا، كشفت مصادر عسكرية عن رصد تحركات المليشيات الحوثية خلال تحركها في زحف واسع على مواقع الحبيل – وغول عباد، وقالت إنّ المعلومات الاستخباراتية منحت القوات الجنوبية سيطرة على الموقف العسكري لتكبد المليشيات الحوثية خسائر بشرية كبيرة.