“الواقع الجديد” الأربعاء 6 يناير 2021 / خاص
واشنطن – أفاد بحث جديد أن فيروس كورونا المستجد يمكن أن يسبب تلفا شديدا في الدماغ بسبب استجابة الجسم الالتهابية للعدوى، ويؤدي الى حدوث سكتةدماغية.
وكوفيد-19، المرض الذي يسببه فيروس كورونا المستجد، هو أساسا اعتلال في الجهاز التنفسي ويؤثر على الرئتين إلا أن علماء الأعصاب واطباء الدماغ يقولون إن أدلة تظهر أن له تأثيرا على الدماغ تبعث على القلق.
اكتشف باحثون من المعهد الأميركي للصحة تلفا في البصلة الشمية لدى أدمغة مرضى كورونا المتوفين، وهي منطقة تتحكم في حاسة الشم، وجذع الدماغ الذي يتحكم في التنفس.
ودرس الفريق أنسجة المخ لمرضى توفوا بالوباء وتراوحت أعمارهم بين 5 و73 عاما، وعانى البعض منهم من أمراض مزمنة ومستعصية.
وكشفت الفحوصات وجود نزيف في مناطق المخ مرتبطة بتسارع معدل ضربات القلب والتنفس.
ويخطط العلماء على ضوء الدراسة الجديدة الى دراسة كيفية إلحاق وباء كورونا الضرر بالدماغ وتسببه في السكتة الدماغية.
ويمكن علاج السكتة الدماغية بنجاح كبير في كثير من الحالات باستخدام الأدوية المضادة للجلطات خلال 4.5 ساعة من التعرض لها.
ومع ذلك، فإن 15% من حالات السكتات الدماغية تحدث بسبب السكتة النزفية عندما تنفجر الأوعية الدموية في الدماغ، ما يؤدي إلى تلف دائم في المخ.
وبينما يستفيد الأشخاص الذين يتعرضون للسكتة الدماغية الحادة من العلاج، لا يوجد حاليًا علاج محدد للسكتة الدماغية النزفية، وهناك العديد من الأشخاص المتضررين يموتون في غضون بضعة أيام من تعرضهم لها، وغالبا ما يعاني أولئك الذين بقوا على قيد الحياة من إعاقات أبرزها الشلل وعدم القدرة على الكلام.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية تأتي في صدارة أسباب الوفيات في جميع أنحاء العالم.
وقال كبير معدي الدراسة الجديدة الدكتور أفيندرا ناث، إن الخبراء وجدوا أن أدمغة مرضى كوفيد-19 قد تكون عرضة لتلف الأوعية الدموية الدقيقة.
وكشفت عمليات المسح التي أجريت على المرضى اصابتهم بمضاعفات تشبه السكتة الدماغية تتوافق مع احتقان الأوعية الدموية.
ورغم ان الدراسة لم تجد أي علامة على الإصابة بفيروس كورونا في أنسجة المخ الفعلية، فان العلماء استنتجوا أن الضرر الذي عثر عليه نتج عن استجابة الجسم الالتهابية للفيروس.
ويعزز البحث الجديد نتيجة دراسة بريطانية أولية عن مرضى عولجوا بالمستشفيات من كوفيد-19.
حيث أشارت الدراسة إلى أن كورونا يمكن أن يضر بالمخ ويسبب مضاعفات مثل الجلطات الدماغية والالتهابات والذهان وأعراض تشبه الخرف في بعض الحالات الشديدة.
وتتفاوت خطورة أثار ومضاعفات الاصابة بفيروس كورونا على صحة الدماغ وفقا للحالة الصحية للمريض وقوة جهاز مناعته وعمره ومدى معاناته من أمراض مزمنة.
وأظهرت دراسة أميركية أخرى أن أوجاع الرأس والشعور بالتشوش وحتى الهذيان التي يعاني منها بعض مرضى كوفيد-19 قد تكون نتيجة مهاجمة فيروس كورونا المستجد الدماغ بشكل مباشر.
ووفقًا للدراسة التي قادها عالم المناعة في جامعة ييل الأميركية أكيكو إيواساكي، فإن الفيروس قادر على التكاثر داخل الدماغ، كما أن وجوده يحرم خلايا الدماغ القريبة من الأكسجين، إلا أن مدى انتشاره لم يتضح بعد.
كما حذرت دراسة بريطانية من تأثير فيروس كورونا المستجد على وظائف المخ وتدهور الحالة العقلية للمصاب بما يعادل شيخوخة الدماغ لمدة 10 سنوات.
وقال قائد البحث آدم هامبشاير الطبيب في إمبريال كوليدج لندن: “تتوافق النتائج مع الضبابية في الدماغ التي أبلغ عنها العديد من الأشخاص الذين حتى بعد شهور من التعافي، يقولون إنهم لا يستطيعون التركيز في العمل او ممارسة الحياة اليومية بشكل طبيعي”.