((الواقع الجديد)) الاثنين 21 ديسمبر 2020م / متابعات
يوما بعد يوم، تتكشف ملامح أزمة تعيشها قطر، في ظل مساع دولية، لملاحقتها جنائيا حول دعمها للانقلابيين الحوثيين بالطائرات المسيرة (درونز).
وفي هذا الإطار، قالت المحامية وخبيرة الأمن القومي الأمريكية الشهيرة، أيرينا تسوكرمان، في تصريحات لـ”العين الإخبارية” إن وزارة العدل الأمريكية تجري في الوقت الحالي تحقيقا في تمويل عائلة “آل ثاني” عملية تزويد الحوثيين بطائرات مسيرة صينية وإيرانية، تستخدم في مهاجمة السعودية والبحرين.
وتابعت: “قبل نهاية العام الجاري، يدلي فريق من عملاء الاستخبارات الأمريكيين يترأسهم عميل سابق للاستخبارات الأمريكية، بشهادة أمام محققي الوزارة حول التمويل القطري لهذه الدرونز، ويقدم الأدلة والمعلومات حول الأفراد والشركات الوهمية المتورطين في القضية”.
وأضافت :”لقد تحدثت بصفة شخصية مع العميل السابق للاستخبارات الأمريكية (رئيس الفريق) في لقاء في برلين مؤخرا، وفحصت وتأكدت من الأدلة التي يملكها” حول تمويل قطر عملية تزويد الحوثيين بالدرونز.
وأوضحت أن “المسؤولين الفاسدين المتورطين في هذه الأنشطة يستخدمون أوغندا ومصافي الذهب لغسل الثروات المسروقة من بلدانهم، ثم تمويل عمليات شراء مكونات الطائرات المسيرة بالأموال الناتجة عن تجارة الذهب”.
ومضت قائلة: “تسمح عائلة آل ثاني مباشرة بتمويل الطائرات بدون طيار للحوثيين، وتدعم التعاون مع المسؤولين الفاسدين في دول مختلفة، لزعزعة الاستقرار في المنطقة”.
وعن هدف عمليات تمويل هذه الطائرات والهجمات الناتجة عنها، قالت الخبيرة الأمريكية “إنهم (في إشارة لقطر وحلفائها) يسعون إلى تعطيل تدفق التجارة وتعطيل الاقتصاد السعودي من خلال استهداف ناقلات النفط ومواقع أرامكو والمدنيين”.
وأضافت أنه “لهذا السبب، لا تصب محادثات المصالحة الخليجية في صالح المصالح الأمنية للمملكة العربية السعودية”.
الخبيرة الأمريكية قالت أيضا إن “حكومة الولايات المتحدة التي دفعت من أجل محادثات المصالحة وتوسطت فيها تشعر بالقلق الشديد من التعاون القطري مع إيران، بما في ذلك تمويل الطائرات بدون طيار للحوثيين”.
ولفتت إلى أن “شهادة فريق عملاء الاستخبارات الأمريكيين أمام محققي وزارة العدل ستقدم نظرة ثاقبة ومفصلة حول مدى التهديد الذي يمثله تعاون قطر مع الحوثيين، بما في ذلك توفير هذه الطائرات بدون طيار، للمصالح الأمنية الأمريكية، بما في ذلك قواعدها العسكرية في الخليج، ومسارات توريد النفط والأمن البحري”.
الأمر لا يتوقف عند ذلك، حيث قال العميل السابق للاستخبارات الأمريكية، في تصريحات سابقة لـ”العين الإخبارية”، إن فريق عملاء الاستخبارات الأمريكيين، سيقدم في وقت لاحق من الأسبوع الجاري، شهادة أمام الأمم المتحدة، حول دعم قطر للحوثيين.
وقال أيضا إن “قطر متورطة في تمويل ونقل مكونات الطائرات بدون طيار من الصين وأوروبا إلى الانقلابيين الحوثيين في اليمن”.
وفي اليمن، تجمع مليشيا الحوثي هذه المكونات، لتصبح طائرات بدون طيار بدائية ومفخخة، ثم يستخدمونها لمهاجمة السعودية، حسب العميل السابق ذاته.
ومضى قائلا: “تواصلت معنا أيضا، المحكمة الجنائية الدولية، من أجل فتح تحقيق حول دعم قطر للحوثيين بمكونات الطائرات بدون طيار”.
وكانت صحيفة “دي برسه” النمساوية العريقة نشرت في سبتمبر الماضي، تحقيقا صحفيا حول تمويل قطر للحوثيين في اليمن.
ووفق الصحيفة، فإن التكنولوجيا التي يستخدمها الحوثيون في الطائرات المسيرة، إيرانية بالأساس، لكن تمويل شراء مكونات الطائرة من الصين وأوروبا، يأتي من قطر.
الصحيفة قالت أيضا أنمحاولات جمع حطام الطائرات المسيرة التي يستخدمها الحوثيين، أسفرت عن معرفة بعض المعلومات عن هذه الطائرات”.
وأوضحت: “تسمى هذه الطائرات، شهيد 129، وهي نسخة طبق الأصل من الطائرة الأمريكية (بريداتور)”، مضيفة “مكونات هذه الطائرة تأتي من الصين وأوروبا”.
ووفق الصحيفة، يستخدم الحرس الثوري الإيراني هذه الطائرة التي يبلغ طولها ثمانية أمتار على الحدود البرية وفي سوريا، ويسلحها بقنابل انزلاقية.
وقبل أشهر، فجرت صحف أوروبية وأمريكية قضية تمويل قطر للتنظيمات الإرهابية مثل الحوثيين وحزب الله بناء على معلومات قدمها عميل استخباراتي سابق خدم لمدة 16 عاما في جهاز استخباراتي غربي، وكان جزءا من عملية سرية في الدوحة بين عامي 2016 و2017 استطاع خلالها جمع المعلومات التي يملكها عن أنشطة قطر المشبوهة في الشرق الأوسط.