“الواقع الجديد” الخميس 5 نوفمبر 2020 / متابعات
ذكرت صحيفة عدنية نقلا عن مصادرها ان ملامح الحل النهائي في اليمن بدأت تأخذ شكلها وسط تعتيم كامل لما يدور خلف الأبواب الموصدة في الرياض.
ونقلت صحيفة “الايام” العدنية عن سياسيين يمنيين وخليجيين في الرياض، تأكيدهم أن حل الدولتين وإنهاء الوحدة أصبح اقرب الحلول الواقعية التي يتم بلورتها الآن بشرط قبول الأطراف المسيطرة على الأرض في الشمال والجنوب بنظرائهم واستيعابهم في الحل السياسي النهائي.
وبحسب بعض السياسيين، فإن المساعي قد بدأت بالفعل من قبل أطراف دولية وإقليمية للاعتراف بالحوثيين سلطه قائمة في الشمال شريطة قبوله بالشخصيات المؤتمرية والإصلاحية في السلطة، وعودة جميع أبناء الشمال السياسيين إلى صنعاء وترتيب الأوضاع لهم.
وبعد حصول الانتقالي الجنوبي وحلفائه على صفة الممثل الشرعي للجنوب أصبحت المعضلة الحقيقية هي غياب ممثل شرعي للشمال وهنا يمكن تفسير تصريح السفير البريطاني الأخير بضرورة التوقيع على الإعلان المشترك للمبعوث الأممي مارتن جريفيثس “على وجه السرعة” بأنه يصب في هذا الاتجاه.
وأضاف السياسيون بأن هناك مساعي من قبل بريطانيا وعمان وإيران لإنها الحرب كلياً في اليمن، وذلك عبر إقناع الحوثيين بقبول الأطراف السياسية الأخرى مقابل الاعتراف الدولي.
السفير الإيراني الجديد في صنعاء جزء من عملية الحل الجديد، وقالت المصادر إن الدور المناط به هو إقناع قيادة الحوثيين بالمقترحات الدولية بشأن إنهاء الصراع الدائر في اليمن وشكك السياسيون اليمنيون في أن يكون دخول السفير الإيراني إلى اليمن قد تم دون علم التحالف، بل إن بعضهم أكد أنه وصل إلى صنعاء على متن الطائرة التابعة للأمم المتحدة، التي كانت تقل الأسرى المشمولين في اتفاق تبادل الأسرى، والتي أقلعت من سيؤون، وحطت في أديس أبابا في إثيوبيا قبل أن يصعد السفير الإيراني على متنها وينتقل مع الأسرى الى مطار صنعاء. وذهب بعضهم إلى أن السفير الإيراني وصل بعد أن طلبت كل من بريطانيا وعمان وألمانيا من دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية السماح بدخوله لإنجاح المساعي الدولية.
دور السفير الإيراني أكده السياسي اليمني علي البخيتي الذي التقاه قبل سنوات في طهران، وقال عنه في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي :”أعرف “حسن إيرلو” السفير الإيراني لدى الحوثيين جيدًا، التقيته في لبنان أكثر من مرة، كما سافرت في إحدى المرات إلى إيران بدعوة منه على رأس وفد من الصحفيين والكتاب “من الجنسين” ونزلنا في أحد فنادق طهران في عام 2014م، كنيته أو اسمه الحركي “أبو حسن”، وهو مسؤول الملف اليمني”.
وأضاف البخيتي: “حسن إيرلو شخصية رائعة، دمثة الأخلاق، لطيفة المعشر، عقائدي متعصب، ويعمل مباشرة مع آية الله علي الخامنئي، مرشد الثورة الإيرانية، ولا علاقة له مطلقًا بوزارة الخارجية الإيرانية، وليس ضمن دبلوماسييها، جريح سابق في الحرب العراقية الإيرانية، وكان ضمن الحرس الثوري، لكن لا أدري ما هي رتبته، ولا المناصب التي تقلدها… تعيين إيرلو سفيرًا لدى حكومة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون له دلالات وأبعاد خطيرة جدًا، بحكم علاقاته بأغلب القادة الحوثيين، فقد كان يستضيفهم ويصرف لهم المخصصات في بيروت وإيران، ويرسلها لليمن كذلك خلال العقد الأخير، ولديه سطوة معنوية عليهم، بحكم أنه أطعمهم من جوع وأغناهم من فقر”.
وبرر البخيتي سطوة السفير الإيراني الجديد على قادة الحوثيين عندما قال: “إن بعضهم كان يتقاضى منه مخصصات إضافية دون علم عبد الملك الحوثي، وكانت تسلم لهم تلك المخصصات باستلامات موقعة، وهناك من يخشى منهم. بحسب علمي، إن هناك توثيق فيديو للحظة استلام الأموال، وبالتالي سيكونون تابعين مخلصين له حبًا وتقديرًا له، وخوفًا مما أخذوه منه دون معرفة قيادة الحركة”. وبالنسبة للجنوبيين قال وزير النقل الأسبق صالح الجبواني في إحدى تغريداته :”إدخال الانتقالي في الحكومة ومنحهم فيها وزارات مهمة أعطى لهم الشرعية الكاملة، وخلع عنهم لقب مليشيات” وهي نقطة محورية حيث تغير من وضع المجلس الانتقالي سياسياً أمام العالم. فمحافظ عدن المعين رسمياً ضمن إطار اتفاق الرياض جعل من الممكن لدول العالم التخاطب معه مباشرة وهو أمر كان محرماً في السابق باعتبار المجلس حركة تمرد. ويرى العديد من أعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي ألّا مشكلة لديهم مع الرئيس عبدربه منصور هادي، بل إنهم في عدة مناسبات وبيانات رسمية وصفوه بـ “الأب” مما يفسح المجال أمام مصالحة جنوبية-جنوبية كبرى تفضي إلى انضمام جنوبيي الشرعية إلى معسكر الجنوب بشكل صريح. وقال سياسي يمني: “لا شأن للجنوبين بما يدور في عاصمة الجمهورية العربية اليمنية صنعاء فبعد لقاء عيدروس قاسم الزبيدي وعبدربه منصور هادي سيتم الاتفاق لأنها التوتر بين الجنوبيين بقبول المجلس الانتقالي الجنوبي بشراكة اتباع هادي ومواليه في سلطة الجنوب ولم يتبقى من أمر الجنوبيين سوى التشاور حول الأسماء فقط”. أمام كل المعطيات الحالية يبدو أن موسم القفز من سفينة الوحدة الغارقة قد بداء وسيقوم عدد من السياسيين اليمنيين باللحاق بالمعسكرين الجديدين، سواء الانتقالي في الجنوب أو الحوثي في الشمال لتأمين مستقبلهم.بحسب “الايام”.