((الواقع الجديد)) الاثنين 12 أكتوبر 2020م / متابعات
اعتبر خبراء يمنيون، العلاقة بين تنظيم الإخوان الإرهابي والإدارة الديمقراطية الأمريكية، إبان تولي هيلاري كلينتون وزارة الخارجية، أنها كانت السبب الرئيسي الذي عمّق الأزمة اليمنية وأدى بنهاية المطاف لسقوط البلد الفقير، في يد الحوثيين وكلاء إيران.
وقالوا، في أحاديث منفصلة لـ”العين الإخبارية”، إن تأثير المشروع الديمقراطي الأمريكي كانت كارثية بكل المقاييس بالشرق الأوسط، واليمن على وجه التحديد، عقب دعم كلينتون، لإيصال تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي إلى سدة الحكم عبر ما يسمى بثورات الربيع العربي.
وأماطت فرحة موظفي الخارجية الأمريكية، التابعين لهيلاري كلينتون، عقب حصول اليمنية توكل كرمان على جائزة نوبل للسلام 2011، وفقا لما كشفته رسائل البريد الإلكتروني الخاص بكلينتون والتي رفعت عنها السرية، ووفقا للخبراء، فقد سعت الإدارة الديمقراطية الأمريكية حينها لإعطاء إخوان اليمن بُعدا مدنيا لحركاتهم المتطرفة.
فداحة أحلام الديمقراطيين
وقال رئيس مركز عدن للبحوث الاستراتيجية والإحصاء، حسين الحنشي، إن اليمن لم يكن منفصلا بل جزءا من كل شرق أوسطي شمله المشروع الديمقراطي الأمريكي، وكانت التأثيرات فيه كارثية.
وأوضح أن الديمقراطيين أرادوا القدوم بالإخوان في كل الشرق الأوسط وجعلهم تحت الوصاية التركية، ومن جهة أخرى اعطاء إيران اتفاقا نوويا لا تحلم به، ما أطلق يدها لنشر الخراب في المنطقة.
وذكر الخبير الاستراتيجي اليمني، في حديث لـ”العين الإخبارية”، أن اليمن مثل بقية الدول، أطلق فيه يد الإخوان وتم دعمهم، وكان نقطة مهمة لموقع البلد الجغرافي وتأثيراته الديمغرافية على الخليج وتحديدا السعودية، ولذلك لقي عناية خاصة.
وعن توكل كرمان أضاف الحنشي، أن دعمها استهدف إعطاء التحرك في اليمن بعدا مدنيا ولدفع العرب لدعم هذا التحرك باعتبار هذا البلد القبلي المنسي تقود فيه الفتيات ثورات التغيير، وكانت نوبل جزءا من التأكيد والثقة وزيادة المعرفة العالمية بالفتاة والثورة.
ولكن أحلام وخيارات الديمقراطيين، طبقا للخبير اليمني، دائما تعود بالضرر حتى في الولايات المتحدة، فهم كتيار ليبرالي يساري في الولايات المتحدة يؤيدون اليمين المتطرف في الشرق الأوسط المتمثل في الإخوان وأذرعهم في المنطقة.
ولفت الخبير اليمني، إلى أن فداحة حلم الديمقراطيين اعتقادهم أن تنظيم الإخوان الإرهابي مثل الحزب المسيحي الألماني وليس حركة خرجت منها كل جماعات اللإرهاب وترتبط بها تنظيما في “نظام خاص”.
كارثية التقارب مع الإخوان
من جانبه، يرى المحلل السياسي اليمني، مروان محمود، أن إدارة الديمقراطيين لملف الشرق الأوسط إبان رئاسة أوباما كانت كارثية بكل المقاييس، خصوصاً وقد سعت وزيرة الخارجية آنذاك هيلاري كلينتون، لإيصال جماعة الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم في عدد من الدول العربية، ومنها اليمن.
وقال محمود، في حديث لـ”العين الإخبارية”، إن الإدارة الديمقراطية اعتمدت حينذاك – بسبب الصراع مع الجمهوريين – على إجراء تغيير في خارطة التحالفات والتقرب من الإخوان بعد وعود من أردوغان بالتزام جماعته بالديمقراطية في حال وصولهم إلى السلطة وهي الكارثة التي أدخلت بلدان مثل اليمن نفقا مظلما.
ونجحت كلينتون، وفقا للمحلل اليمني، بمساعدة الإخوان المسلمين في الوصول إلى السلطة في اليمن، لكن تطرف التنظيم الإرهابي لم يتجه لبناء دولة وكان لتداعيات حكمه أبعادا كارثية، أخرجت الحوثيين من صعدة إلى صنعاء قبل أن يستثمروا كل الأخطاء ويعلنوا انقلابا على السلطة وتنفجر حرب بلا هوادة.
وأدت سياسية الديمقراطيين، التي تتزعمها هيلاري كلينتون، وفقا للمحلل اليمني، إلى اختلالات عنيفة في منظومة الحكم التقليدية بالشرق الأوسط واليمن بشكل خاص، وأفرزت موجة من الفوضى وقوضت الاستقرار في الإقليم.