الأحد , 24 نوفمبر 2024
e698c819a9.jpeg

معركة مأرب تستكمل أركان الكارثة الإنسانية

“الواقع الجديد” الأربعاء 7  أكتوبر 2020 / خاص

تسببت المعارك في محافظة مأرب الغنية بالنفط، آخر معاقل السلطة المعترف بها دوليا في الشمال، بنزوح تسعين ألف شخص منذ بدايتها قبل عشرة أشهر، حسبما أفادت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة امس الثلاثاء.

ويشن الحوثيون منذ يناير الماضي حملة شرسة لطرد قوات الحكومة المدعومة من قبل تحالف عسكري تقوده المملكة العربية السعودية من مدينة مأرب الواقعة على بعد 120 كلم شرقي العاصمة اليمنية صنعاء وهي مركز للمحافظة التي تحمل الاسم ذاته، بهدف استكمال سيطرتهم على الشمال اليمني.

ودفعت المعارك في هذه المنطقة الاستراتيجية إلى نزوح الآلاف من العائلات وباتت تهدد خصوصا مخيمات النازحين فيها والبالغ عددها 140 مخيما يعيش فيها بين 750 ألفا ومليون شخص نزحوا من مناطق أخرى خلال السنوات الماضية، بحسب السلطات المحلية.

وقالت منظمة الهجرة في بيان “دخل القتال الدامي الآن شهره العاشر في شمال شرق اليمن، حيث نزح أكثر من 90 ألف شخص في محافظة مأرب وداخلها منذ يناير 2020”.

وأضافت المنظمة أنّ هذا العدد “يمثّل أكثر من نصف جميع حالات النزوح المرتبطة بالنزاع في اليمن هذا العام”، محذّرة من أن الوضع “على وشك أن يصبح أسوأ”.

وقالت كريستا روتنشتاينر رئيسة بعثة المنظمة في اليمن “نشعر بقلق بالغ إزاء الأثر المدمر للقتال العنيف الذي يقترب من المناطق المكتظة بالسكان من النازحين والسكان المحليين والمهاجرين”.

وتابعت “نأمل أن يتم التوصل إلى حل سلمي قريبا لمنع حدوث أزمة نزوح ضخمة، فقد يضطر مئات الآلاف من الناس إلى الفرار وكثير منهم سيهربون من هذا الصراع للمرة الثانية أو الثالثة أو حتى الرابعة”.

وبعد ست سنوات من الاقتتال في نزاع حصد أرواح الآلاف، يشهد اليمن انهيارا في الصحة والاقتصاد والتعليم وغيرها من القطاعات، فيما يعيش أكثر من 3.3 ملايين نازح في مدارس ومخيمات تتفشى فيها الأمراض كالكوليرا بفعل شح المياه النظيفة.

وكانت مدينة مأرب بمثابة ملجأ للكثير من النازحين الذين فروا هربا من المعارك أو أملوا ببداية جديدة في مدينة ظلت مستقرة لسنوات، ولكنهم أصبحوا الآن في مرمى النيران مع اندلاع القتال للسيطرة عليها.

وحتى بداية 2020 استطاعت مدينة مأرب أن تعزل نفسها إلى حد ما عن الحرب وآثارها بفضل النفط والغاز فيها، وقربها من الحدود الشمالية لليمن مع السعودية، والتوافق بين قبائلها.

وازدهرت الأعمال في المدينة على مر السنوات من افتتاح المطاعم إلى مشاريع البناء، إلى أن اشتعلت المعارك فيها مهددة بسقوطها في أيدي المتمردين الذي يسيطرون على العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال وغرب البلاد.

يأتي ذلك في وقت تقلّصت المساعدات للبلد الفقير بسبب فايروس كورونا المستجد ما تسبّب بتعليق عشرات برامج الإغاثة.

وحذرت روتنشتاينر من أنه “بينما تعمل فرق وشركاء المنظمة الدولية للهجرة بجد للاستجابة، فإنها تواجه صعوبة شاقة نظرا لحجم المعاناة. العائلات النازحة في حاجة ماسة إلى المأوى الآمن والمياه النظيفة والصرف الصحي والدعم الغذائي”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.