“الواقع الجديد” الثلاثاء 6 أكتوبر 2020 / متابعات
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن المنطقة تمر بمرحلة ليس لها مثيل من حيث حجم التهديدات والتحديات، خاصة التدخلات الإقليمية من جانب إيران وتركيا اللتين تهددان الأمن القومي العربي.
وقال أبو الغيط، في تصريحات لوسائل إعلام مصرية بينها صحيفة «الأخبار» وقناة «صدى البلد» نشرت أمس، أن تدخلات إيران وتركيا تهدد الأمن القومي لدول عربية كثيرة، بل الأمن العربي ككل.
وقال: «لدينا أراض عربية محتلة بقوات عسكرية وميليشيات تابعة لتركيا وإيران».
وأشار إلى أن الميليشيات التابعة لإيران تؤثر بشدة في استقرار عدد من الدول العربية وهذا «وضع غير مسبوق».
كما أشار إلى أن التدخلات التركية أكثر اجتراء في سوريا والعراق وليبيا. وقال إن التدخلات التركية والإيرانية في هذه الدول العربية هدفها زعزعة الاستقرار الداخلي و«هذا تهديد للأمن القومي».
وانتقد أبو الغيط، فكرة تسليم الملفات العربية إلى الأمم المتحدة، مضيفاً أن الأمم المتحدة تتحكم فيها الدول الكبرى وهي ليست على وفاق دائماً ، هناك مصالح متضاربة، وهذا ينعكس على مواقف هذه القوى من الملفات المفتوحة في المنطقة.
مواصلا بالقول : وبالتالي فقد وجدنا أن نزاعات خطيرة كتلك المشتعلة في سوريا وليبيا واليمن يتم تسليم ملفاتها إلى مبعوثين أمميين للتعامل معها. واتهم أحمد أبو الغيط إيران بالحيلولة دون الوصول إلى تحقيق تسوية سلمية شاملة في اليمن خاصة أن قرار الحوثي مرتهن تماماً لدى طهران.
وأضاف: “أرجو أن يكون تبادل أكثر من 1000 أسير بين الحكومة والحوثيين تمهيدا للاتفاق السياسي الشامل”.
وأبدى أبو الغيط استعداد الأمانة العامة للمساهمة في أية ترتيبات لمراقبة والتحقق من وقف إطلاق النار في ليبيا عندما يتم الاستقرار عليها.
حيث قال : ستكون الجامعة بالتأكيد جاهزة أيضاً للمشاركة في مراقبة الانتخابات التي ستجرى في ليبيا عندما يتفق الليبيون على ترتيباتها وقاعدتها الدستورية والقانونية.
أبو الغيط انتقد سياسة الاستيطان الإسرائيلية، مؤكداً أن الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة دونالد ترامب لها موقف حاد للغاية من القضية الفلسطينية.
وقال «إذا جدد للرئيس ترامب سيستمر في موقفه»؛ مشيراً إلى أن كل أفكار ترامب وإدارته موالية للجانب الإسرائيلي ، مؤكدا أن الجامعة العربية لن تخطئ في حق الفلسطينيين. وفي الشأن الفلسطيني، قال أبو الغيط، إنه لا يرى أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام المعروفة إعلامياً ب«صفقة القرن»، تصلح كأساس مقبول للتفاوض الجاد بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
موضحاً: «الخطة بها إجحاف واضح بالطرف الفلسطيني ومحاباة فاضحة للطرف الإسرائيلي.. وربما يعود ذلك لطبيعة انتماءات وتوجهات الأشخاص الذين صاغوا الخطة وروجوا لها، وأقنعوا الرئيس الأمريكي بها».
وأضاف أبو الغيط أن «إدارة ترامب، سواء من خلال الخطة أو عبر عدد من الإجراءات الأخرى التي اتخذتها خلال السنوات الماضية، ظلمت الفلسطينيين ظلماً كبيراً، ومالت جهة الطرف الإسرائيلي بشكلٍ غير مسبوق وغير مقبول بالنسبة للعرب».
وأكد أمين عام الجامعة: «نحن نُدرك حقيقة الانحياز الأمريكي للمواقف الإسرائيلية من بداية عملية المفاوضات، ولكن ما أقدمت عليه إدارة ترامب فاق الانحياز إلى حد استبعاد مطالب الطرف الآخر الذي يتعرض للاحتلال، والعمل على الضغط عليه بصورة غير مسبوقة”.
وعن عودة سوريا لمقعدها الشاغر في الجامعة العربية، قال إن هذه القضية ليست مسألة تحظى “بالتوافق” المطلوب حتى الآن.