“الواقع الجديد” الاربعاء 26 اغسطس 2020 / وام
عززت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، مبادراتها لمحاربة العطش، وتوفير مصادر المياه في اليمن، حيث نفذت خلال السنوات الماضية مئات المشاريع في مجال إمدادات المياه الصالحة للمناطق والمحافظات اليمنية، التي تعاني شحاً في هذا المرفق الحيوي، والتي استفاد منها مئات الآلاف من السكان في المناطق الجبلية والصحراوية.
ودشنت الهيئة في هذا الإطار مشروعاً تنموياً جديداً، لتوفير مصادر المياه في صحراء حضرموت، تمثل في افتتاح بئر ارتوازية في منطقة حوارم بمديرية القف في حضرموت، بعمق 470 متراً، يستفيد منها أربعة آلاف نسمة، لتلبية احتياجات سكان المناطق الصحراوية في محافظة حضرموت، التي تعاني من شح المياه.
وشمل المشروع أيضاً تركيب منظومة طاقة شمسية متكاملة بعدد 204 ألواح، وبناء خزان سعة 200 متر مكعب، وربطه بشبكة مياه الخط الرئيسي بطول 36 ألف متر وتزويدها بغطاس، ويتراوح إنتاجها من المياه، 3.5 لتر في الثانية، ونسبة ملوحة المياه بلغت 0.52 ملي، والتي تعتبر من المياه الصحية النقية الصالحة للشرب وفقاً للمعايير الدولية.
وتأتي هذه المبادرات والمشاريع، ضمن توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، لتقديم الدعم الإنساني للأشقاء في اليمن.
وأكد الدكتور محمد عتيق الفلاحي، الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أن الهيئة أنجزت المشروع في زمن قياسي، رغم التحديات التي تواجهها الساحة اليمنية، إضافة إلى أن المنطقة صحراوية، وتتكون من قرى مترامية الأطراف، وموزعة على قمم الجبال بارتفاعات شاهقة عن سطح البحر، ما تطلب الحفر لأعماق بعيدة للوصول إلى المياه الصالحة، واستخراجها عبر مضخات، وتوزيعها عبر شبكات طويلة إلى منازل السكان المتناثرة في الصحراء.
وقال: إن مشروع محاربة العطش في اليمن، يأتي كذلك ضمن التزام الهيئة، بتعزيز الخدمات الأساسية في اليمن، من خلال خطة تنموية شاملة، تلبي احتياجات الساحة اليمنية في المجالات كافة.
وأضاف الفلاحي: «تسعى الهيئة دائماً للقيام بواجبها في اليمن، وتقديم كافة أشكال الدعم الإنساني، في ظل توجيهات القيادة الرشيدة بتوفير المستلزمات الضرورية للسكان، ومساعدتهم على تجاوز التحديات التي يواجهونها، خاصة فيما يتعلق بالحاجات الأساسية».
من جانبه، أوضح حميد راشد الشامسي، مستشار المساعدات الدولية بهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أن هذا المشروع يأتي في إطار الجهود التي تقدمها دولة الإمارات العربية المتحدة، التي وضعت في أجندتها حزمة من المشاريع الإنسانية لتلبي الاحتياجات المجتمعية، ودعم مشاريع البنية التحتية في محافظات عدة، منها محافظة حضرموت، التي تعمل بها الهيئة وفق خطة محكمة تفضي إلى تطوير آليات العمل والحركة، والانتشار في مناطق المحافظة المترامية الأطراف، مشيراً إلى أن هذا المشروع من المشاريع التي توفر حلولاً ناجعة لمشكلة شح المياه على الساحة اليمنية.
ولاقى افتتاح هذا المشروع الحيوي ترحيباً واسعاً من قبل الأهالي، وبالأخص سكان المناطق الصحراوية الذين عاشوا حقبة من الزمن في معاناتهم مع شحة المياه، إلى أن أطلقت الهيئة هذا المشروع الحيوي الهام المنفذ بالشريط الصحراوي، وتوجهوا بخالص الشكر والتقدير لدولة الإمارات وقيادتها الرشيدة، ولهيئة الهلال الأحمر الإماراتي على مواقفهم، التي لا يمكن أن ينساها أبناء وأهالي حضرموت.
وأعرب محمد محسن العامري، مدير عام مديرية قف العوامر، عن شكره وتقديره لدولة الإمارات، وذراعها الإنساني هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، على جهودها الخيرة وإسهاماتها المتميزة في صحراء حضرموت بشكل خاص، ومحافظة حضرموت بشكل عام، على صعيد المشاريع التنموية والخدمية، لا سيما ما يتعلق بإعادة تأهيل البنى التحتية، فضلاً عن الجوانب المتعلقة بالمشاريع الإغاثية.
وأشار العامري، إلى أن افتتاح مثل هذه المشاريع تمثل شريان حياة لسكان الصحراء الذين يعانون من ندرة المياه، وتسهم بشكل كبير في التخفيف من حدة الظروف الإنسانية الصعبة التي تواجه الأسر، إضافة إلى الأثر الصحي الإيجابي على حياتهم، خاصة الأطفال والنساء وكبار السن.
حضر الافتتاح وفد فريق هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بمحافظة حضرموت، وعضو مجلس النواب الشيخ صالح سالم العامري، والشيخ عيضة مسلم العامري أحد أعيان المنطقة، وعدد من الشخصيات الاجتماعية، وسط فرحة كبيرة من الأهالي الذين احتشدوا في موقع الافتتاح، احتفاء بهذه المناسبة.