“الواقع الجديد” الأربعاء 27 نوفمبر 2019م /خاص
فصل جديد دشنه اليمن، خلال الأيام الماضية، بتوقيع اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، عنوانه نبذ الفرقة وإعادة الأمل بدحر المشروع الحوثي والإخواني والإيراني في البلاد.
اتفاقٌ وُلد من رحم اجتماعات أرست دعائمها السعودية بالتوازي مع جهود الإمارات التي قدمت الغالي والنفيس لأجل عروبة اليمن، ليُظهر صلابة التحالف بين البلدين إزاء حماية أمن واستقرار المنطقة ومواجهة موجات الفوضى والتطرف والإرهاب.
وكان مشهد حضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والأطراف اليمنية صاحبة الشأن، في مراسم توقيع الاتفاق، بمثابة ضربة موجعة لدعاة الانقسام ومشرعني الانقلاب.
الاتفاق الذي وُقع في الخامس من الشهر الجاري، وأعاد الهدوء للجنوب ووحد الهدف هو لبنة في بناء استمر لسنوات من الشراكة بين السعودية والإمارات دعمتها السياسة الثابتة للبلدين والتي تضع نصب عينها دعم استقرار المنطقة.
شراكةٌ حافظت على أمن واستتباب أمن المنطقة وجه تحديات كبيرة، لعل أبرزها دعم مصر في حرب أكتوبر 1973، واتفاق الطائف الذي وقع في 1990 لينهي سنوات من الحرب الأهلية في لبنان. لتمتد تلك الشراكة إلى التصدي للغزو العراقي للكويت، والتنسيق الإيجابي المشترك لحفظ وحدة العراق بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003، وصولا إلى “عاصفة الحزم” في 2015 وعملية “إعادة الأمل” كرافعة سعودية إماراتية لإنقاذ اليمن. وتمثل الزيارة الرسمية التي يقوم بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، للإمارات، اليوم الأربعاء، وثبة عملاقة لذلك التحالف القوي بين البلدين في مجمل العلاقة الثنائية بين البلدين. تقدير متبادل وعقب توقيع اتفاق الرياض الأخير، أعرب الأمير محمد بن سلمان عن شكره للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مشيدا بما قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة من تضحيات جليلة في ساحات الشرف مع جنود المملكة وزملائهم في بقية قوات التحالف على الأرض اليمنية. في المقابل أشاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالجهود الكبيرة التي قامت بها المملكة العربية السعودية في إنجاز اتفاق الرياض. وقال: “أثمّن الجهود الكبيرة التي قامت بها السعودية في توحيد الصف اليمني ودورها المحوري في التوصل إلى اتفاق الرياض”.
وأضاف: “تمنياتنا القلبية أن يعم الخير والسلام ربوع اليمن وأن ينعم شعبه بالأمن والاستقرار والتنمية”. ثمرات التحالف السعودي الإماراتي عديدة ولعل اتفاق الرياض إحداها وهو الاتفاق الذي وصفه الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، بالحدث الإيجابي الأهم في المنطقة”.
وقال قرقاش إن الاتفاق يوحّد الصف، ويعزز الأمل، ويؤكد أهمية الدبلوماسية الحكيمة وتأثيرها.
ويضمن “اتفاق الرياض” حلولا جذرية لجميع المشاكل السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية التي تواجه الحكومة الشرعية، بما يضمن توحيد القرار وحضور الدولة ومؤسساتها بجميع المحافظات المحررة