“الواقع الجديد” الجمعه 27 سبتمبر 2019 / خاص
لعلّ الحالة الغريبة التي يشهدها وادي وصحراء حضرموت تضع عدة علامات استفهام لمن تتبع هذه القوة العسكرية وبالتحديد قيادة المنطقة العسكرية الأولى الممتدة بطول وعرض الوادي ومعسكراتها المنتشرة وافرادها دونما فائدة أو ضبط مجرم او جاني.
وتبرز هذه التساؤولات بعد الحالة الأمنية التي يعيشها الوادي وانفلات الوضع فيه فيعيش المواطن يومياً على وقع القتل والاغتيال المجهول في ظل ترسانه عسكرية كبيرة تمتلكها قيادة المنطقة العسكرية الأولى ولكن دونما جدوى وحس امني بل أن معلومات استخباراتية وتأكيد محلي أكد على تواطئ هذه القوة مع العناصر الأرهابية وتسهيل لها مسرح لعملياتها اليومية بل وحتى عودتها لمعسكرات المنطقة الأولى بعد تنفيذ عمليتها كما أكدها مواطنيين من وادي حضرموت.
ولعل الحدث الأبرز هذا الأسبوع يبرز في مقتل قائد قوات التحالف بوادي حضرموت أبو نواف العتيبي والذي ذهب ضحية عملية غادرة كما أكدها متتبعون ومصادر وليس تفكيك لغم أرضي، فمن غير المعقول أن يعرف عناصر الأرهاب والتطرف تحركات مثل هذه القيادات وخروجها ومغادرتها دونما تسهيل وتسريب لعناصر الأرهاب بتحرك هذه القيادات من قبل استخبارات المنطقة العسكرية الأولى والتي تعد شريكاً أساسياً لحزب الأصلاح الأرهابي وجنرال الحرب الذي يحركها علي محسن الأحمر وقيادات عسكرية أخوانية تدير هذه المليشيات.
دول التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والمسؤول الأمني الأول عن وادي حضرموت أصيبت بصدمة من قبل من تظنه حليفاً لها ضد المليشيات الحوثية ولكنه أثبت أنه خنجر مسموم يطعن التحالف العربي وراء ظهره وبمسلسل درامي مكشوف ومتكرر، فالمملكة لم تثق بالرواية الرسمية لقيادة المنطقة العسكرية الأولى بسيئون وأرسلت فريق تحقيق سعودي خاص بهذه الحادثة وستكشف نتائجه قريباً وستتفاجئ بنتائجه في ظل ضبابية تنتهجه هذه المليشيات التي لم تحرك كتيبة واحدة لمحاربة مليشيات الحوثي الأنقلابية وظلت جاثمة ومتفرجة وتكدس حجماً كبيراً من السلاح والعتاد العسكري، والمصيبة الكبرى أنها تقوم بتمويل وتغذية العناصر الأرهابية بوادي حضرموت وامداده بالمعلومات المهمه لتصفية وقتل الجنود الحضارم وقوات التحالف العربي بوادي حضرموت.
فالمواطنون بوادي حضرموت والمجتمع المدني والتكوينات القبلية والمجتمعية ضاقت ذرعاً بهذه القوات العسكرية التي لم تكن سوى عامل مساعد في اقلاق الأمن وتغذية الفوضى والأنفلات الأمني فبدلاً من أن نراها تتعقب المجرمين والأرهابيين اتجهت ببطشها وقوتها بوجه المواطن، فحادثة اقتحام ونهب مقر المجلس الأنتقالي الجنوبي بمديرية القطن خير برهان ودليل على عنجهيتها، فقد قام المدعو مهدي مطيرة باقتحام المبنى ونهب معونات وسلل غذائية للمحتاجين والفقراء وبغطرسة وأفعال ميليشات وليس أفعال دولة، وهو ما رفضه المواطنون بمديرية القطن واستنكرته جميع أطياف المجتمع والمكونات ومنظمات المجتمع المدني بوادي وصحراء حضرموت، ومعروف عن مطيرة نزعته العدائية لدول التحالف العربي ودعمه وتأييدها للمليشيات والأرهاب.
ويظل السؤال المتكرر والأبرز متى سيتم تخليص وادي حضرموت من هذه المليشيات واحلال قوات النخبة الحضرمية بدلاً عنها وتعزيز الدور المحلي بوادي حضرموت؟