(( الواقع الجديد)) الجمعة 21 أكتوبر 2016
الأمم المتحدة تسعى إلى إجلاء المرضى والمصابين من شرقي حلب
وصف المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، رعد زيد الحسين، يقول عن مدينة حلب السورية إنها أصبحت مذبحا.
وقال في خطاب، أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للامم المتحدة في جنيف، إن الحصار والقصف الذي تتعرض له الأجزاء الشرقية من المدينة الخاضعة لسيطرة المعارضة من بين “الجرائم ذات الأبعاد تاريخية” التي ترتكب حاليا في سوريا.
وقتل 500 شخص وأصيب 200 آخرون بجروح منذ أن شنت القوات الحكومية، مدعومة بالغارات الجوية الروسية، حملة عسكرية على شرقي المدينة الشهر الماضي.
وتقول الحكومة السورية إن المدنيين يعانون بسبب “الإرهابيين”.
وقالت الأمم المتحدة إنها تأمل في إجلاء المرضى والمصابين من حلب إذا استمرت “الهدنة الإنسانية المؤقتة” التي أعلنتها الحكومة وحليفتها روسيا.
وقد أخطرت روسيا الأمم المتحدة الخميس بأنها ستوقف الغارات الجوية على مناطق المعارضة لمدة 11 ساعة في اليوم لأربعة أيام، لفسح المجال للمدنيين والمسلحين بالمغادرة، ولكن فصائل المعارضة رفضت العرض السوري ووصفته بأنه يشكل استسلاما.
تعرضت الأجزاء الشرقية من حلب لدمار واسع
وكانت حلب ثاني كبريات المدن السورية والمركز الاقتصادي في البلاد، ولكنها تعرضت لدمار كبير بسبب القتال منذ 2012، وأصبحت مقسمة بين القوات الموالية للرئيس، بشار الأسد في الغرب والمعارضة المسلحة في الشرق.
وفي سبتمبر/ أيلول، قطعت القوات الحكومة ومليشيا تدعمها إيران آخر معبر للمعارضة إلى شرقي حلب، وحاصرت بذلك 275 ألف من سكان المدينة.
وبعد أسبوعين، انهارت الهدنة التي توسطت فيها الولايات المتحدة وروسيا، فشنت القوات الحكومية حملة لاستعادة السيطرة على المناطق الشرقية من المدينة، وتساندها في ذلك غارات جوية روسية كثيفة غير مسبوقة.
وقال رعد الحسين، إن العاملين معه “سجلوا انتهاك القانون الدولي الإنساني من قبل جميع الأطراف”
وأضاف “أن المعارضة تواصل قصف الأحياء المدنية في الجانب الغربي من حلب، ولكن القوات الحكومية وحلفاؤها يشنون غارات جوية بلا تمييز على الجانب الشرقي وهم مسؤولون عن غالبية الخسائر البشرية”.
وقال أيضا إن “هذه الانتهاكات تشكل جرائم حرب، وإذا تمت بعلم وعلى نطاق واسع وبطريقة منهجية فإنها تشكل جرائم ضد الإنسانية”.
أما ممثل سوريا في الأمم المتحدة، حسام الدين علاء، فكان رده غاضبا إزاء تصريح المفوض الأممي، قائلا إن الحكومة السورية تشن حربا على الإرهاب، وأن المدنيين السوريين يعانون من أعمال الجماعات الإرهابية.
وستنظر لجنة حقوق الإنسان في مشروع قرار تقدمت به بريطانيا يعبر عن “الاستياء من تزايد عدد الضحايا المدنيين، الذي تسببت فيه الغارات الجوية بلا تمييز”.
وأودعت روسيا تعديلا يحذف دعوة إلى وقف الغارات الجوية.