((الواقع الجديد)) الثلاثاء 7 مايو 2019م / متابعات
انتقدت القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بالعاصمة المؤقتة عدن، صمت وتجاهل المبعوث الأممي الخاص لليمن، مارتن غريفيث، بشأن التحركات الحوثية الأخيرة تجاه محافظات جنوبية منها الضالع ولحج وأبين.
وقال عبدالناصر الوالي رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بعدن، في رسالة شديدة اللهجة موجها خطابه لغريفيث: ”يؤسفني أن هذه الجبال القاحلة لا تطل على باب المندب ولا البحر الأحمر، حتى تتحرك مشاعركم نحوها، ولكن صدقني السيد الكريم نحن أيضًا بشر مثلك تمامًا، بلا مطار ولا ميناء ولا خطوط إمداد، ولكن بشر تصور!!“.
واعتبر الوالي أن ما يجري حرب على الجنوب بشكل كامل، وأوضح، قائلاً: ”هي حرب على الجنوب العالم كله يعرف ذلك، وأنت بالذات متأكد من ذلك، ربما تتألم لذلك في داخلك، ولكن هذا لا يكفي، لا يبدو عليك أنك لا تهتم، ولكن لا نرى ما يشيرإلى أنك تهتم“.
وألمح الوالي إلى أن هناك أطرافًا انشقوا عن الحوثيين مؤخرًا، وهربوا إلى عدن، يحاولون اليوم أن يجعلوا من عدن ساحة لتصفية الصراعات“.
وقال الوالي مخاطبًا غريفيث: ”لا تقبل أن تكون عدن عاصمة بديلة للمنشقين من نظام صنعاء، تكون قاعدة لهم لمشاكسة صنعاء ومساومتها، فلا صنعاء تهتم بماذا سيحدث لعدن من عبثهم ولا عدن مدينة منشقي صنعاء، حتى يهتموا بما سيحدث لها، هي مجرد أرض هربوا إليها عسى أن يعودوا منها يومًا ما إلى صنعاء“.
ولفت إلى أن ”عدن هي عاصمة الجنوبيين، وستبقى كذلك، مهما كلفهم ذلك من تضحيات، حتى وإن لم يفهم ذلك الحلفاء والأعداء“.
وتابع الوالي: ”في 2015 لم نكن نحن الجنوبيين (مقاومة وحراكًا وشعبًا) جزءًا من الصفقة، تفاجأوا بوجودنا الحي، وإلى اليوم وهم محتارون كيف يتعاملون معنا، هم مستمرون في إيجاد الحيل، ونحن شعب لا يخضع ولا يركع إلا لله“.
وأشار القيادي الجنوبي إلى أن ”الجنوبيين فرضوا واقعًا جديدًا على الأرض ويجب التعاطي معه بدلاً من تجاهله، ومضى إلى القول: ”نحن لسنا موجودين على ورق القرار الدولي كبند من بنود 2216، ولكن أنت تعلم جيدًا أننا موجودون على الأرض، يمكنكم إعطاؤهم المزيد من الوقت لإبادتنا، ولكن ياصديقي أخشى أنك وإياهم، ستنتظرون طويلاً“.
وفي ختام رسالته وجه الوالي حديثه للمقاومة الجنوبية التي تقاتل في حدود الجنوب، داعيا إياهم إلى الدفاع عن الجنوب وعدم تجاوز ذلك، وأضاف: ”إلى رجالنا البواسل في كل الجبهات، فوهات بنادقكم نحو الأعداء وقلوبكم وعيونكم على عدن، حدودنا أمانة في أعناقكم، لا تتجاوزوها إلا دفاعًا عن النفس نحن حررنا أراضينا فليحرر الآخرون أراضِيَهم (إن أرادوا)“.
ومنذ نحو شهر تحاول الميليشيات الحوثية التقدم إلى الجنوب من خلال تجدد المعارك في مناطق حدودية كالضالع ولحج ولودر، فيما سقط عشرات القتلى والجرحى، وسط صمت المجتمع الدولي والمبعوث الخاص الذي لم يتدخل حتى الآن، حسب المراقبين.