“الواقع الجديد” الأربعاء 06 مارس2019م/خاص
الى وقت قريب، كان وصول الأجهزة الأمنية إلى جبال محافظة أبين، أمراً مستحيلاً، بسبب انتشار الجماعات الإرهابية في هذه المناطق، والتي تستغل صعوبة الطريق والتضاريس الجبلية الصعبة لتوفير الحماية لها ولمعسكراتها التدريبية ومخازن أسلحتها، ما جعلها تشكل تهديداً للداخل والخارج من وإلى المحافظة، وصنف تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بأنه من أخطر التنظيمات على مستوى العالم.
لم يقتصر الأمر على محافظة أبين، بل امتد الأمر إلى عدد من المحافظات، منها شبوة وحضرموت، التي استغلت فيها التنظيمات الإرهابية تساهل النظام السابق وتوغل عناصر متشددة فيه، لتسهيل تحركاتهم وحمايتهم في أوقات كثيرة.
وعقب انقلاب الحوثيين على الشرعية في العام 2014، وجدت هذه التنظيمات مساحة كبيرة للتحرك بالتعاون مع هذه الميليشيا الإرهابية، وتمكنت من السيطرة على مدينة المكلا في حضرموت، وزنجبار في أبين وعدد من مناطق شبوة ولحج.
دعم إماراتي
وبالتوازي مع المعركة التي يخوضها التحالف العربي ضد ميليشيا الحوثي الإيرانية لاستعادة الشرعية وقطع يد إيران في اليمن، يدعم التحالف معركة أخرى لا تقل أهمية، وهي الحرب ضد التنظيمات الإرهابية التي استغلت الانقلاب للانتشار في عدد من المحافظات، حيث تخوض دول التحالف أكثر من معركة، وفي نفس الوقت، من أجل إنقاذ اليمن من خطر الحوثيين المدعومين من إيران، والتنظيمات الإرهابية التي تشكل خطراً، ليس على اليمن فحسب وإنما على المنطقة والعالم.
ومنذ عاصفة الحزم في العام 2015، تحققت انتصارات ساحقة ضد الجماعات الإرهابية، ما ساهم في الحد من خطرها وشل قدرتها على التحرك وتنفيذ عمليات إرهابية في الداخل أو الخارج.
وبدعم إماراتي كبير، تم تأسيس أجهزة أمنية متخصصة في مكافحة الإرهاب، وتزويد هذه الأجهزة بكل الإمكانيات والقدرات التي تؤهلها لخوض معارك ضد التنظيمات الإرهابية في الجبال والصحارى.
وخلال وقت قصير، تمكنت هذه الأجهزة من تطهير مدينة المنصورة في عدن، ومحافظة لحج، وشبوة، وتحرير مدينة المكلا وتأمينها، ومطاردة العناصر الإرهابية في جبال أبين.
وأسهم الدعم الإماراتي بشكل كبير جداً في تراجع عمليات تنظيمي القاعدة وداعش في مختلف المحافظات، بسبب تفكيك خلاياهم، ومطاردتهم في أوكارهم والوصول إلى مخازن أسلحتهم ومعسكرات تدريبهم.
- تهاوٍ
وبعد أن كانت الجماعات الإرهابية تتجول وتسرح وتمرح في مراكز المدن والمحافظات، باتت اليوم تلفظ أنفاسها الأخيرة في جبال وشعاب الأرياف البعيدة عن المدن. وعلى الرغم من ذلك، تواصل الأجهزة الأمنية مطاردتها داخل معاقلها الأخيرة في الجبال الوعرة، حيث تقوم قوات الحزام الأمني والدعم والإسناد بملاحقة فلول هذه الجماعات في جبال مودية بمحافظة أبين. وتنفذ هذه الأجهزة عملية نوعية في المديرية، من خلال الهجوم على آخر معاقل الإرهاب في هذه المنطقة، وتحديداً في معسكر وادي عومران، حيث تمكنت قوات الحزام الأمني من السيطرة على المعسكر وقتل عدد من عناصر القاعدة، والعثور على كميات كبيرة من المتفجرات والأسلحة.
وفي تصريح لـ«البيان» قال العميد منير اليافعي، قائد اللواء الأول دعم وإسناد والمشارك في المعركة، إن التنظيمات الإرهابية في تراجع كبير بفضل دعم الأشقاء في دولة الإمارات. وأضاف أن قوات الحزام الأمني نفذت عملية ناجحة في منطقة عومران، بدعم وإسناد من طائرات التحالف، حيث تم السيطرة على معسكر تدريبي للقاعدة، بالإضافة إلى أسلحة مختلفة كان يستخدمها التنظيم في عملياته.
عمليات انتحارية
أكد العميد عبداللطيف السيد، قائد الحزام الأمني في أبين، أن قواته اقتحمت أحد أهم معسكرات القاعدة، حيث نفذ عناصر التنظيم حوالي 20 عملية انتحارية ضد قوات الحزام الأمني في المحافظة من خلال هذا المعسكر. وأضاف أن أهمية معسكر عومران، نقطة التقاء العناصر الإرهابية وانتشارهم في محافظات أبين والبيضاء وشبوة وحضرموت، لتنفيذ عمليات إرهابية ضد قوات الحزام الأمني والنخبة الشبوانية والحضرمية. وشكر دولة الإمارات على دعمها المتواصل لقوات الحزام الأمني في أبين، حيث كان لهذا الدعم الأثر الكبير في الانتصارات التي تحققت ضد الإرهاب