الإثنين , 23 ديسمبر 2024
27-07-18-570673171

عواصم خليجية تفاجئ إيران والحوثيين بقرارات حازمة وغير مسبوقة رداً على استهداف سفينة النفط السعودية

((الواقع الجديد)) الجمعة 27 يوليو 2018م / متابعات

 

كشفت حادثة استهداف ناقلة نفط سعودية امس الاربعاء 25 يوليو/تموز 2018م ، أن الحوثي ما هو الا «اداة رخيصة» في معركة اكبر من حجمه وامكانياته، طرفاها امريكا وايران.

وفيما تقول وسائل الاعلام العالمية ان ايران استهدفت ناقلة نفط سعودية ، في باب المندب عبر مليشياتها في اليمن ، يستمر الحوثيون في كذبتهم بأنهم استهدفوا «بارجة حربية للعدوان» ويصدقهم في ذلك اتباعهم. اما ايران فلا تحتاج الى الكثير من الدبلوماسية لتعلق على الحادثة بالقول : “البحر الأحمر لم يعد آمنا للقوات الأميركية”، وكان هذا أول تعليق من قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بعد ساعات من إعلان السعودية وقف تصدير نفطها عبر مضيق باب المندب عقب استهداف الحوثيين ناقلة نفط سعودية بصاروخ أمس الأربعاء.

وتصريحات سليماني تنقل ما شهده باب المندب أمس الأربعاء للمربع الأول المتعلق بصراع بلاده مع الولايات المتحدة التي تستعد لفرض عقوبات وصفتها بـ”الأكثر قسوة في التاريخ” وتستهدف بالأساس منع إيران من تصدير نفطها.

ورسائل إيران جاءت بعد ساعات من صاروخ باب المندب، والتي فسرها سليماني بوضوح بعد أن هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤكدا أن واشنطن يمكن أن تبدأ الحرب “لكن نهايتها لن تكون بيده أو بقرار أميركي”.

والرد الإيراني جاء عمليا هذه المرة عبر استهداف جماعة الحوثي الموالية لها ناقلة النفط السعودية، وهو ما قرأ فيه مراقبون أنه “تمرين ساخن” تنفذ فيه إيران تهديداتها بعد أن أكد رئيسها حسن روحاني هذا الشهر أن منع بلاده من تصدير النفط يعني أن لا نفط سيصدر من المنطقة برمتها، وهي التصريحات التي أيدها المرشد علي خامنئي وصفق لها كافة الجنرالات في طهران.

باب المندب قبل هرمز وفيما كانت الأنظار تتجه إلى تهديدات إيران لمضيق هرمز الذي تمر منه معظم صادرات النفط الخليجي وما رافقها من تبادل التهديدات بين القادة العسكريين الإيرانيين والأميركيين جاء صاروخ الحوثيين في باب المندب ليغير قواعد اللعبة التي تزداد سخونة كلما اقتربنا من تاريخ بدء العقوبات الأميركية في الرابع من الشهر المقبل لتصل ذروتها في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل عندما تستهدف قطاع النفط الإيراني.

وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد أعلن عام 2015 أن أهم أهداف الحرب تأمين المضيق الذي يعتبر رابع أهم ممر تجاري دولي بعد مضيقي هرمز وملقا وقناة السويس.

وأهمية باب المندب أيضا تكمن في أنه ممر لنحو خمسة ملايين طن من النفط يوميا، ونحو 10% من تجارة الغاز الطبيعي المسال في العالم، لكن طبيعته الجغرافية تجعله سهلا لاستهداف السفن التي تمر فيه، حيث لا يتجاوز عرضه عشرين كيلومترا في ممر يربط البحر الأحمر ببحر العرب، ويعتبر ممرا رئيسيا لقناة السويس التي يمر منها 12% من حجم التجارة العالمية.

وغداة قرارها وقف تصدير النفط أعلنت السعودية عن ترؤس الأمير محمد بن سلمان اجتماعا لمجلس الشؤون السياسية والأمنية.

وبحسب وكالة الأنباء السعودية، فإن الاجتماع ناقش إيجازا سياسيا وأمنيا بشأن عدد من الموضوعات، إضافة إلى جملة التطورات والأحداث الإقليمية والدولية، دون أن تذكر تفاصيل عن طبيعة تلك المواضيع.

ولا يستبعد مراقبون سعوديون تحدثوا عبر وسائل إعلام سعودية أن تتخذ بلادهم وربما دول أخرى في المنطقة قرارات أخرى تتعلق بوقف حركة التجارة عبر مضيق باب المندب، حيث نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول كويتي أن بلاده تدرس وقف صادرات ناقلاتها عبر باب المندب. أسعار النفط.

والرسائل السعودية التي بدأت تصدر عن الرياض وتوجه إلى العالم مفادها أن التهديد الحوثي لباب المندب سيؤدي إلى خلل في سوق الطاقة العالمي، مما سيؤدي لارتفاع الأسعار واضطراب الأسواق، وهو الأمر الذي تريد منه أن يشكل ضغطا على سيد البيت الأبيض الذي طالب السعودية تحديدا بتخفيض أسعار النفط بعد أن لامس سعر البرميل ثمانين دولارا في الأسابيع القليلة الماضية.

ومنذ إعلان السعودية وقف صادرات نفطها عبر باب المندب ارتفعت أسعار خام برنت بأكثر من 1% لتلامس حاجز الـ75 دولارا للبرميل، وهي أخبار تريد الرياض منها أن تضغط على صانع القرار الأميركي والأوروبي للضغط أكثر على إيران.

ويتحدث مراقبون سعوديون عن أن بلادهم قادرة على تجاوز عقدة باب المندب عن طريق تعزيز صادراتها عبر البحر الأحمر عن طريق نقل النفط عبر خطوط تربط منابعه في المنطقة الشرقية بميناء ينبع شمال البحر الأحمر والقريب من قناة السويس.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.