((الواقع الجديد)) الأربعاء 30 مايو 2018م / وكالات
في موقف لافت، تتعاقب التصريحات الإيرانية على نحو غير مسبوق طلبًا لهدنة في اليمن بذريعة “الأزمة الإنسانية”، التي لم تكترث لها طهران إلا بالتزامن مع انهيارات كبيرة لحلفائها الحوثيين على جبهات القتال.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول إيراني بارز”وافقنا على العمل مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا لإنهاء الصراع في اليمن بسبب الكارثة الإنسانية هناك”.
وأضاف “الهدف هو التوصل إلى وقف لإطلاق النار لمساعدة المدنيين الأبرياء. سنستخدم نفوذنا لإحضار حلفائنا إلى مائدة التفاوض”.
ويعتبر هذا التصريح هو الأحد بين سلسلة تصريحات إيرانية مشابهة خلال الفترة الأخيرة.
ولم تكترث إيران سابقًا للأزمات الإنسانية في سبيل تحقيق أهدافها السياسية؛ خاصة وأن معاناة اليمنيين سببها انقلاب الحوثيين المدعومين من إيران، بينما كانت طهران المحرك الرئيس لحصار وقتل وتشريد مئات الآلاف في سوريا، وقبل ذلك دفعت الموالين لها في بغداد للتضييق على ملايين العراقيين المعارضين للنفوذ الإيراني.
غير أن ما يفسر الرغبة الإيرانية الجديدة في هدنة باليمن وفقًا لمحللين ومتابعين هو تسارع وتيرة هزائم حلفاء طهران الحوثيين، إذ باتوا مهددين بخسارة مدينة الحديدة التي يعد ميناؤها المنفذ الوحيد المتبقي للجماعة على العالم الخارجي.
وكتب الإعلامي اليمني ماجد الداعري: “هذا التخوف الإيراني الواضح والمعلن بكل هذه الصراحة خير دليل على الخطرالمحدق بأذنابهم الحوثيين وقرب نهايتهم الحتمية باليمن”.
وعلى جانب آخر علق الكاتب الصحافي اليمني صالح البيضاني: “إيران تقول على لسان أحد مسؤوليها إنها ستضغط على “حلفائها” في اليمن لفرض هدنة والحضور إلى طاولة الحوار.
المشكلة هي أن اليمنيين لن يقبلوا أصلاً بوجود حلفاء لإيران في اليمن.”