الجمعة , 15 نوفمبر 2024
11-47

تزامن “افتعال” أزمة سقطرى مع انتصارات التحالف باليمن يسلط الضوء على “إخوان الشرعية”

((الواقع الجديد)) الاثنين 7 مايو 2018م / وكالات 

 

احتلت الضجة الإعلامية، المناهضة للتحالف العربي، حول جزيرة “سقطرى” اليمنية مساحة واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التابعة لجماعة الإخوان المسلمين ومواليهم خلال اليومين الماضيين، تزامنًا مع تقدم كبير للقوات المسنودة من التحالف العربي، في جبهات القتال من الساحل الغربي وتعز إلى البيضاء وصعدة معقل ميليشيات الحوثيين التابعة لإيران.

ويثير هذا التزامن “الريبة” بحسب متابعين، فما حصل في سقطرى “أمر طبيعي” لا يمكن تحويله إلى أزمة كما يؤكد محافظ الجزيرة الأسبق اللواء سالم عبدالله السقطري في حديث لـ”إرم نيوز” قائلًا: ” الإمارات متواجدة في سقطرى كتواجدها في عدن وفي حضرموت.”

لكن هذا التزامن وفقًا لمحللين يسلط الضوء أيضًا على التناقض الذي تعيشه جماعة الإخوان وحلفاؤها من الأطراف السياسية الراغبة في إطالة أمد الحرب في اليمن، عبر منع حدوث أي اختراق عسكري أو تحقيق أي تقدم في الجبهات التي يمسك بزمامها هؤلاء لاسيما تلك التي في محافظة مأرب والجوف ومنطقة نهم ومناطق في محافظة البيضاء وتعز.

تمدد إخواني أفقي

وسبق أن أكدت تقارير ومصادر يمنية سياسية مطلعة أن التغيير الكبير الذي تم استحداثه في قوام الحكومة الشرعية باليمن في العام 2016 ساهم إلى حد كبير في إحداث فجوة عميقة بين الشرعية ودول التحالف العربي خاصة وأن تلك التغييرات تسببت باختراق الشرعية من قبل جماعة الإخوان والتي سبق لدول التحالف أن أعلنتها جماعة إرهابية محظورة .

وفي المقابل، كثفت جماعة الإخوان المسلمين والدول الراعية لها في تكثيف حملاتها الهجومية المعادية للتحالف العربي، وعمدت قطر وجماعتها على تشويه دور التحالف والتشويش على الانتصارات التي يحققها في اليمن، وتركز الهجوم الإعلامي على دولة الإمارات على خلفية مواقف أبوظبي وإجراءاتها الصارمة ضد جماعة الإخوان الموالية لقطر والتنظيمات المتشددة التابعة لها في المناطق المحررة باليمن.

ومع استمرار تدفق الأسلحة الإيرانية على الميليشيات الحوثية بدعم وتسهيل مباشر من قيادات ومسؤولين في الحكومة الشرعية موالين لجماعة الإخوان، نشر التحالف العربي قواته معززة بعناصر محلية مدربة في محافظات المهرة وحضرموت وشبوة وعدن وسقطرى وأبين، وعزز من قواته على طول الشريط الساحلي الغربي لليمن ابتداء من باب المندب والمخا والخوخة وحيس لتأمين المنافذ البرية والبحرية للبلاد ومكافحة عمليات تهريب الأسلحة.

ويدرك التحالف العربي وكثير من دول المنطقة والعالم أن عملية تحرير اليمن من الانقلابيين الحوثيين لن تحقق أهدافها المتمثلة بتأمين البلاد والحفاظ على استقرار المنطقة الخليجية والمياه الإقليمية في حال كان البديل جماعة الإخوان المسلمين، وما توفره من بيئة خصبة للتنظيمات المتطرفة وفقاً لمراقبين سياسيين.

جزيرة سقطرى

ظلت جزيرة سقطرى في سلة مهملات الحكومات اليمنية المتعاقبة، وحرمت من أبسط مقومات العيش بحسب سكان محليين، وعندما امتدت يد الإغاثة والتنمية الإماراتية للجزيرة، خرجت الحكومة عن صمتها ونددت بالتواجد الإماراتي في الجزيرة، بينما ما زالت الحكومة تقص أشرطة مشاريع تنموية وخدماتية عدة نفذتها الإمارات خلال الفترة الماضية في الأرخبيل، وهو ما يكشف مدى التخبط والارتباك التي تعيشه الحكومة اليمنية جراء النفوذ الإخواني.

يقول السياسي والكاتب اليمني صلاح أبو لحيم إن “السبب الرئيس لما يحدث من تجاذبات سياسية في سقطرى يعود إلى أن تنظيم الإخوان المسلمين الذي يشكل أعضاؤه أكثر من 60% في الحكومة الشرعية وبتمويل قطري يسعى إلى تحويل سقطرى إلى كانتون تابع له أو معسكرات تدريبية للجماعة”.

وأضاف في حديثه لـ “إرم نيوز” أن : “الأحداث الأخيرة التي تشهدها الجزيرة العربية هي مِن عمل قطر عبر عملائها ضد التحالف العربي الساعي للقضاء على أي مشاريع إرهابية عالمية ولذلك وقعت الموجة بين مشروع البناء الإماراتي ومشروع الإرهاب في حكومة الشرعية “.

إخفاء الأسباب الحقيقية

بدوره أكد المجلس الانتقالي الجنوبي باليمن أن البيان الصادر عن الحكومة اليمنية بشأن سقطرى وما حمله من ادعاءات غير صحيحة حول مسألة “السيادة” ماهو إلا محاولة بائسة لإخفاء الأسباب الحقيقية للأزمة.

وقال إن المجلس الانتقالي “وهو يؤكد جنوبية جزيرة سقطرى، يرحب بالدور التنموي الكبير الذي يقوم به التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في المحافظات المحررة بما يدعم تثبيت الأمن والاستقرار ودعم المشاريع الاقتصادية والإنسانية ويشدد المجلس على ضرورة تأمين المياه الإقليمية وطرق الملاحة البحرية من أي تسللات للقوى الإرهابية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين”.

وأوضح المجلس أن “افتعال هذه المعارك الجانبية من قبل الحكومة اليمنية تارة في سقطرى وتارة أخرى في عدن ومحافظات الجنوب الأخرى يكشف بشكل واضح السعي الحثيث لمراكز النفوذ والشر وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين ومن يقف خلفها للهيمنة وللاستحواذ على مقدّرات البلاد وتعزيز مراكز نفوذها”.

وغرد الناشط اليمني الجنوبي جمال بن عطاف: “بينما الإمارات العربية المتحدة مشغولة في تحرير #تعز المفصعين من ابناء الأخيرة مشغولين في مهاجمة الإمارات في سقطرى خدمة لمشروع ولاية الفقية وأسيادهم في اسطنبول والهضبة الزيدية.”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.