بعد عامين، وفي منتصف 2017، كان لا بد للدول الداعية لمكافحة الإرهاب أن تباشر خطوات حقيقة تجاه داعمي الإرهاب، حتى لو كانوا من الأشقاء.
فخرج أمير قطر بتصريحات تعبر عن موقف الدوحة الداعم والممول والمحرض للإرهاب، والمتعاون مع أعداء العرب وخصومهم لا سيما إيران التي تكن لهم العداء، حتى إن سياسات طهران العدائية لا تستهدف المنطقة وحسب بل سائر العالم.
ضاق المحيط العربي بسياسات قطر، فكانت الدعوة إلى الدوحة بالعودة إلى الحضن العربي والتعاون مع الأشقاء لا التعاون عليهم، وحددت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ما على قطر الالتزام به بـ 6 مبادئ و13 مطلبا، كلها وافقت عليها قطر منذ أعوام لكنها لم تنفذها.
ورغم اشتداد الأزمة حينها، كان الأمل يعم المنطقة أن تقبل قطر مطالب أشقائها، فليس فيها أي شيء يضر الدوحة، فمطالب مثل وقف التحريض ودعم الإرهاب وتمويله من مصلحة الجميع، بل من مصلحة قطر نفسها التي تناست ربما أن من يشعل النار يكتوي بها، وأنه آن الآوان لوقف اللهيب.
لكن قطر بدلا من التعقل، ذهبت بعيدا وجالت كل أصقاع الأرض تبحث عن حل لأزمتها، فأبرمت اتفاقات شراء سلاح من الغرب، أملا في استمالته، وأدخلت إيران إلى ساحتها الخلفية، وأتت بالجيش التركي إلى داخل قصر أميرها، وشددت تعاونها ودعمها لجماعات إرهابية مثل تنظيم الإخوان.
وتمر الأيام، وتنحدر الحال الاقتصادية في قطر إلى مستوى غير مسبوق، وتبتعد السلطات في الدوحة ببلدهم العربي عن حضنه الطبيعي، فتبدو أزمة قطر تصغر أكثر وأكثر، لأن الزمن لا يقف عند حدود أزمات لا يريد المتضررون منها إنهاءها.
وتسير الدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب في مشروعاتها التطويرية والتنموية، وتكافح في الوقت ذاته الأخطار المقبلة عليها من الجماعات الإرهابية والدول المتربصة التي يتحالف معها الشقيق القطري.
لينتهي العام الذي انكشفت فيه أفعال قطر، بعزلة ما تنفك تشتد أصابت الدوحة نفسها بها، فبات 2017 “عام الانكشاف والاختفاء” بالنسبة لقطر