الإثنين , 23 ديسمبر 2024
zahihawas

تراث السعودية القومي

((الواقع الجديد)) الخميس 21 ديسمبر 2017  / متابعات

زاهي حوس

عندما ذهبت إلى السعودية لحضور ملتقى الآثار الأول للمملكة العربية السعودية، شاهدت نهضة أثرية كبيرة، ونقلة نوعية غير مسبوقة في الحفاظ على التراث الحضاري للمملكة. كان الملتقى برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز… والحقيقة أن أي نهضة في مجال التراث الحضاري في عالمنا العربي تأتي فقط عندما يكون المسؤول الأول عن البلد مهتماً بالتراث ويعطي من وقته وجهده للحفاظ على الآثار… وقد وجدت أن هناك تأكيداً من الجميع بأن الملك سلمان يعطي هذا التأييد للآثار والأثريين… وقد يتضح ذلك من خلال المشروع القومي لترميم آثار الدرعية، حيث إن هذا المشروع الأثري العظيم، الذي لا يوجد مثيل له في أي بلد آخر في العالم، قد بدأ عندما كان الملك سلمان أميراً لمنطقة الرياض، وكنا نشاهد سيمفونية رائعة سواء للأثريين الذين يقومون بالتسجيل الأثري، أو المرممين والمعماريين الذين يعيدون الحياة للمنازل والطرق والقصور الموجودة في الدرعية، بالإضافة إلى الوسائل الجديدة التي تتبع من أجل إعادة تأهيل هذه الأماكن، وقد وضع الملك سلمان حجر الأساس لأول فندق تراثي تاريخي يقام بالدرعية، وقد وجدت أن الملك سلمان يقوم ويشرف بنفسه على تأسيس وإنشاء مركز الملك عبد العزيز؛ وذلك بمناسبة مرور مائة عام على استرداد الرياض، وهناك ترى مواقع مهمة جداً في هذا المركز من المتحف الوطني، ودارة الملك عبد العزيز، والتي سوف نتحدث عنها في مقال آخر بإذن الله.
وليس هناك شك في أن متحف الرياض الوطني يعتبر من أهم المتاحف على مستوى العالم العربي كله من ناحية طرق العرض الحديثة، وندرة القطع الأثرية المعروضة داخل المتحف، والتي تحكي تاريخ المملكة منذ عصر ما قبل الإسلام حتى العصور الحديثة.
والحقيقة أنني قمت بزيارة المتحف أكثر من مرة، وفي كل مرة أحس بأن هذا المتحف يظهر شيئاً جديداً، وقد شاهدت في المرة الأخيرة معرضاً رائعاً يعرف باسم «روائع آثار المملكة»، وقد سافر هذا المعرض إلى أكثر من 10 مدن عالمية، وجاء ليعرض في السعودية، ومنها يسافر مرة أخرى ليكون أعظم سفير لآثار المملكة العربية السعودية وتاريخها… وقد استطاعت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تسجيل الدرعية في قائمة التراث العالمي باليونيسكو، وذلك حتى يظهر اعتراف العالم كله بالمكانة التاريخية والتراثية للدرعية، والتي تبناها الملك سلمان منذ البداية حتى الآن.
وقد قام الملك سلمان أيضاً بافتتاح متحف المصمك، وخاصة العرض المتحفي الجديد لهذا المتحف المشوق. والمهم هو أن الملك سلمان يقف دائماً وراء الآثار عندما يوافق دائماً على عرض الآثار بالخارج وإرسال المعارض الأثرية، بل ويقوم أيضاً بالمتابعة الشخصية لأعمال الحفائر التي تجري في موقع اليمامة الأثري، وفتح وادي حذيفة. وأخيراً أقول إن من أهم ما قام به الملك سلمان بن عبد العزيز لآثار المملكة هو تبنيه لمشروع خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة. أعتقد أن المستقبل القريب سوف يشهد طفرة في العمل الأثري داخل السعودية.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.