((الواقع الجديد)) الأحد 2 أكتوبر 2016 /دبي
اعتبر النجم البرازيلي رونالدينيو لاعب برشلونة والمنتخب السابق أن منتخب السيلساو مر بفترة صعبة عندما خسر في المباراة النهائية في كأس العالم 2014 أمام ألمانيا بسبعة أهداف مقابل هدف، مبيناً أنها كانت صدمة كبيرة للجماهير التي لم تتوقع سقوط فريقها بهذه الطريقة، وكشف أنه لم يعتزل كرة القدم بعد على عكس ما تم ترويجه.
جاء ذلك خلال تواجد رونالدينيو أمس، لزيارة أكاديميته الخاصة في دبي ويطمح عبرها إلى اكتشاف المواهب ورعاية اللاعبين من الناشئين وتدير الأكاديمية شركة «دوبلايز»، واتخذت الأكاديمية من نادي الوصل مقراً لها، حيث التقى رونالدينيو أمس عدداً من لاعبي الأكاديمية، وتحدث معهم حول ضرورة التركيز في لعب كرة القدم بالطريقة الصحيحة واستعرض اللاعب مهاراته التي ألهمت اللاعبين والجماهير على حد سواء.
أكد رونالدينيو أن المنتخب البرازيلي استفاق من صدمة مونديال 2014 وبدأ خطوات جيدة في بناء الفريق للاستحقاقات المقبلة، مبيناً أن الفوز بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت مؤخراً في ريو دي جانيرو أعاد الثقة للجماهير بالمنتخب.
وقال: تعرض المنتخب البرازيلي لانتقادات عنيفة عقب الخسارة الكبيرة من ألمانيا، لم يتوقع أحد ما حدث، حتى أنا دهشت للخسارة وحزنت كثيراً لذلك، الجماهير كانت تعول كثيراً على الفريق، وكانت تعدّ العدة للاحتفال بالفوز بلقب المونديال الغائب منذ العام 2002 عندما فزنا بتلك النسخة في كوريا الجنوبية واليابان، ولكن ما حدث خالف كل التوقعات وخيب الآمال.
وأضاف: لكن الآن وبعد مرور عامين تحسن الوضع كثيراً، استعاد المنتخب الثقة بنفسه، واستطاع أن يفوز بذهبية ريو دي جانيرو وهذا أمر جيد، الجماهير جددت الثقة بالمنتخب، وهي تنتظر من اللاعبين الكثير في الفترة المقبلة.
وعن هل كان فوز البرازيل بالذهبية بفضل تألق نيمار وتوهجه عكس ما حدث في كأس العالم الأخيرة قال: بلا شك نيمار لاعب كبير كتب اسمه في تاريخ كرة القدم البرازيلية عندما كان في صفوف سانتوس قبل أن يحضر إلى برشلونة الإسباني، إنه لاعب مميز لكن في اعتقادي أن المنتخب أيضاً به لاعبون جيدون ولا أريد هنا أن أتطرق للأسماء، جميع اللاعبين يعملون بجد واجتهاد حتى يصل المنتخب إلى منصات التتويج في كل البطولات، حقق المنتخب الميدالية الذهبية في ريو بفضل تكاتف الجميع، نعم كان نيمار العلامة الفارقة في الفريق، ولكن لا يمكن للاعب أن يلعب وحده، لابد من وجود مجموعة تؤازره، ويجب أن ننسب الانتصار للجميع وفي نفس الوقت يمكننا القول إن نيمار ساهم بشكل كبير في هذا الإنجاز.
وحول قدرة المنتخب للمنافسة على لقب كأس العالم 2018 قال: علينا ألّا نسبق الأحداث، أمام المنتخب التصفيات المؤهلة للبطولة، ويجب عليه التركيز فيها ومن ثم التفكير في البطولة، أعتقد أن الأمور تسير بصورة طيبة في الفترة الحالية، هناك لاعبون مميزون بجانب نيمار مثل جيسوس وباربوسا وغيرهم من اللاعبين وهم قادرون على المنافسة على اللقب إذا ما استمروا بذات الأداء حتى كأس العالم 2018.
وأكد رونالدينيو أنه يشعر بالفخر حينما قارناه بأساطير كرة القدم مواطنه بيليه والأرجنتيني دييغو مارادونا، مبيناً أنه سعيد بهذه المقارنة، وانتقل للحديث عن زميله في برشلونة الإسباني أنيستا الذي كان صرح في العام 2003 أنه سيكون سعيداً بالجلوس على دكة البدلاء عندما تعاقد الفريق مع رونالدينيو وقال: أنيستا لاعب مهاري، تمريراته دقيقة، وما زال يقدم مستوىً مميزاً مع برشلونة، لطالما كان يطلب مني مراوغته لكي يحاول قطع الكرة، وكنت سعيداً باللعب معه.
اعتزال وعودة ميسي
أكد رونالدينيو أن لينويل ميسي لاعب مميز وهو أيقونة برشلونة لكنه تعرض لخيبة أمل كبيرة مع منتخب الأرجنتين حين أخفق المنتخب في الحصول على كأس كوبا أمريكا ليعلن اعتزاله اللعب الدولي قبل أن يعود مجدداً.
وقال: عندما تعول عليك الجماهير في قيادة الفريق للحصول على الألقاب، تلقي على عاتقك حملاً كبيراً، وهذا ما حدث لميسي مع المنتخب، الجميع كانوا ينتظرون أن يقود ميسي الأرجنتين للفوز بكأس العالم وبكوبا أمريكا وهذا لم يحدث، كل هذه الأشياء جعلت ميسي تحت الضغط، خاصة أن هناك مقارنة دائمة بينه مع البرتغالي كريستيانورونالدو لاعب ريال مدريد، كل هذه الأشياء تزيد من توتر اللاعب وتؤثر فيه، لم يستطعْ ميسي الصمود أكثر من ذلك فأعلن اعتزاله في لحظة انفعال كان حينها يشعر بخيبة الأمل مع المنتخب الأرجنتيني.
وأضاف: عودته طبيعية، ما زال شاباً ويمكنه تحقيق ما يطمح له مع المنتخب، أمامه متسع من الوقت في البطولات المقبلة، وأعتقد أنه تعلم من الدروس الماضية.
غوارديولا ويايا
لم يعلق رونالدينيو على الخلاف القائم حالياً بين المدرب الإسباني بيب غواردويلا المدير الفني لمانشستر سيتي ولاعب الفريق العاجي يايا توريه، وحول أنه رحل من برشلونة بسبب غواردويلا وبذات الطريقة التي ربما يرحل بها يايا توريه عن مانشستر سيتي قال: ليس صحيحاً أن غوارديولا كان يريد بقائي لكن الأمور جرت في اتجاه الرحيل وانضممت إلى ميلان الإيطالي. في كرة القدم انتقالات اللاعبين من نادٍ إلى آخر أمر وارد، وذلك ليس بالضرورة بسبب المدربين ولكن ربما بغرض خوض تجربة جديدة.
وأضاف: أعتقد أن غوارديولا سينجح مع مانشستر سيتي، إنه مدرب جيد وقد حقق إنجازات مميزة مع برشلونة وكذلك مع بايرن ميونيخ الألماني، الجماهير رحبت به في السيتي وهو متحمس لكتابة اسمه في تاريخ الدوري الإنجليزي، الفرصة مواتية بالنسبة له، وأتمنى له النجاح في مهمته الجديدة.
كأس العالم للناشئين وكأس القارات
تحدث رونالدينيو عن ذكرياته في المنطقة العربية، حيث خاض كأس العالم للناشئين في مصر عام 1997 وفاز حينها المنتخب البرازيلي باللقب بعد تغلبه في المباراة النهائية على المنتخب الغاني بهدفين مقابل هدف وقال: كانت تجربة جيدة بالنسبة لي وأعتقد أنها كانت زيارتي الأولى للمنطقة العربية، تعرفت حينها إلى الكرة العربية من خلال المنتخبات المشاركة في البطولة، وكنت سعيداً بأن ساهمت في تتويج المنتخب البرازيلي بلقب البطولة.
وعن كأس القارات حيث خاض النسخة الأولى من البطولة مع المنتخب البرازيلي التي أقيمت في المملكة العربية السعودية 1997 وقال: أيضاً كانت تجربة جيدة وكانت البطولة مميزة، شاركت بعد ذلك في نسخ أخرى من البطولة، وسجلت عدداً مقدراً من الأهداف، وأذكر مباراتنا مع المنتخب السعودي، كان الجو ممطراً، وحضرت الجماهير بكثافة وعرفت حينها أن الشعب السعودي مولع بكرة القدم.
عروض خليجية
أكد رونالدينيو تلقيه عروضاً من أندية في المنطقة الخليجية ومنطقة الشرق الأوسط بصفة عامة، لكنه أوضح أنه حتى الآن لم يقرر بعد العودة للعب كرة القدم من عدمها وهو في فترة راحة لحين اتخاذ قرار بخصوص ذلك وقال: ما زلت أدرس الأمور بتروٍّ، تلقيت العديد من العروض من أندية مختلفة حول العالم، ولم أحسم الأمر بعد، هناك عروض من أندية عربية وخليجية وكذلك من الصين، سأجلس لأفكر في كل هذا وبعدها أقرر.
وعن رسالته لجماهيره في المنطقة العربية التي تأمل أن تشاهده مع أحد أندية المنطقة قال: أقدر حبهم وتقديرهم لي وأنا سعيد باهتمامهم وأعلم جيداً أنهم يودون مشاهدتي في الملعب، سأحسم أمري قريباً وأوجه لهم كل الشكر والمودة.
انطباع مثالي عن الإمارات
أكد رونالدينيو أن لديه العديد من الأصدقاء البرازيليين الذي خاضوا تجارب مع أندية إماراتية، مبيناً أنه لا يعرف الكثير عن الأندية في الإمارات والكرة الإماراتية بصفة عامة، لكن لديه فكرة جيدة أن كرة القدم تتطور كثيراً في الإمارات وقال: هناك العديد من اللاعبين البرازيليين الذين خاضوا تجارب في الإمارات وكانوا يتحدثون معي عن كرة القدم في هذا البلد، وأعتقد أن الكرة هنا تطورت كثيراً في الفترة الأخيرة.
وعن زيارته قال: ليست المرة الأولى التي أزور فيها دبي، زرت الإمارات في مرات سابقة، إنه بلد جميل وأحب أن أستمتع بوقتي هنا مع أصدقائي الذين يحضرون لقضاء الإجازة، الأمور هنا جيدة، الأجواء مثالية.
جيسوس وباربوسا
أشاد رونالدينيو باللاعبين غابريل باربوسا المنتقل حديثاً إلى انتر ميلان وجيسوس الذي انضم مؤخراً إلى مانشستر سيتي مبيناً أنهما ساهما بشكل فاعل في حصول البرازيل على ذهبية ريو وقال: إنهما من المواهب المميزة في الكرة البرازيلية وهما الآن على مشارف تجربة جديدة في كرة القدم في أوروبا، عليهما اكتشاف أجواء جديدة بعيداً عن الدوري البرازيلي، وبالتأكيد سيحصلان على مزيد من الخبرة الأمر الذي يصب في مصلحة المنتخب، ما زالا شابين ويمكنهما تطوير مستواهما في أوروبا.