((الواقع الجديد)) الثلاثاء 21 فبراير 2017م/ المكلا
تبرز السُرّة (Navel / umbilicus) إلى الخارج لدى كثيرين من الأطفال عند البكاء. هذه هي علامة كلاسيكية على فتق السرة (Umbilical hernia)، وهي حالة شائعة جدا، لكنها ليست خطيرة في معظم الحالات.
يحدث الفتق السري عندما يبرز، أو ينتفخ، جزء من الأمعاء من خلال منطقة ضعيفة في عضلة البطن. الفتاق السري هو حالة شائعة جدا بين الأطفال الرضع، لكنه موجود أيضا لدى البالغين.
في معظم الحالات، يغلق فتق السرة من تلقاء نفسه حتى سن السنة، إلاّ أن الشفاء يحتاج إلى فترة أطول في نحو 10% من الحالات. ففي الحالات التي لا يختفي فيها فتق السرة تلقائيا حتى سن 4 سنوات، أو عندما يظهر في سن متقدمة، فمن الضروري تصحيحه بواسطة عملية جراحية، لمنع حدوث مضاعفات.
ما هي أهم الأعراض لفتق السرة ؟
كيف يتم تشخيص فتق السرة؟كيف يتم علاج فتق السرة؟اي علاج بيتي يمكن استخدامه لفتق السرة؟
أعراض الفتق السري :
يُحدِث الفتقُ(يخلق) انتفاخا طفيفا، أو نتوءا لينا بالقرب من السرة. ويتراوح قُطر النتوء، عادة، بين سنتيمتر واحد وخمسة سنتيمترات.
ومن الممكن مشاهدة الفتاق السري عند الرضع أثناء البكاء أو بذل مجهود، فقط. وقد يختفي النتوء عندما يهدأ الطفل، أو عندما يستلقي على ظهره.
ولا يسبب الفتق ألما عند الأطفال، عادة. أما الفتق السري الذي يظهر لدى البالغين فقد يسبب شعورا بعدم الارتياح في البطن.
أسباب وعوامل خطر الفتق السري :
خلال فترة الحمل، يمرّ الحَبْلُ السُّرِّيُّ (Umbilical cord) من خلال فتحة صغيرة في عضلة بطن الطفل. وتنغلق هذه الفتحة، عادة، قبل الولادة. لكن عندما لا تلتقي (تلتحم) العضلات بشكل تام وكامل في خط الوسط، تنشأ منطقة ضعيفة في جدار البطن، يمكن أن تسبب الفتق السري عند الولادة، أو في وقت لاحق من الحياة.
أما عند البالغين، فقد يؤدي الضغط الشديد في منطقة البطن إلى الفتاق السري. ومن العوامل التي قد تسبب الضغط الشديد في منطقة البطن :
السمنة (Obesity)
رفع الأحمال الثقيلة السعال
تعدد حالات الحمل
السوائل في البطن (الاستسقاء – Ascites)
وإجمالا، يشكل الفتق حالة شائعة جدا بين الأطفال، وخاصة الخُدّج، وبين الرضع منخفضي الوزن عند الولادة. وقد يحدث الفتق السري لدى الفتيان والفتيات، على حد سواء.
وتزيد السمنة، أو تعدد حالات الحمل، من خطر حدوث الفتق السري لدى البالغين.
مضاعفات الفتق السري :
مضاعفات الفتق السري عند الأطفال نادرة. وفي الحالات النادرة، قد تبقى أنسجة البطن محصورة في الخارج وتفشل في الاندفاع، مجددا، إلى داخل تجويف البطن. ونتيجة لذلك، ينخفض تزويد الدم إلى الجزء المحصور، مما قد يسبب ألما في السرة وضررا للأنسجة.
هذه الحالة من انحصار الأنسجة وانسداد الأمعاء هي أكثر شيوعا بين البالغين، وغالبا ما تستدعي إجراء عملية جراحية عاجلة للفتق، من أجل معالجة هذه المضاعفات.
تشخيص الفتق السري :
يمكن تشخيص الفتق بواسطة الفحص الجسماني. وللتحقق من وجود مضاعفات، من الضروري في بعض الحالات إجراء فحوصات دم أو فحوص تصوير (Imaging) مختلفة, مثل التصوير فائق الصوت (التصوير بالموجات فوق الصوتية – Ultrasound) للبطن أو الأشعة السينية (رنتجن – X – ray).
علاج الفتق السري :
في معظم الحالات، ينغلق فتق السرة تلقائيا حتى سن سنة واحدة. وفي بعض الحالات، يمكن أن يقوم الطبيب بدفع النتوء وإعادته إلى داخل البطن، خلال الفحص الجسماني.
ويتم اللجوء إلى إجراء الجراحة للأطفال فقط في الحالات التي يكون فيها فتق السرة كبيرا ويسبب الألم، أو في الحالات التالية :
ازدياد حجم الفتق بعد سن عام أو عامينعدم اختفاء الفتق بعد سن الرابعةانحصار النتوء أو تسبُّبه في انسداد الأمعاء
أما بالنسبة للكبار، فيوصى باعتماد الجراحة بشكل عام لتجنب المضاعفات، وخاصة في الحالات التي يزداد فيها حجم الفتق، أو يسبب الألم.
خلال جراحة الفتق، يتم فتح شق صغير في قاعدة السرة، ثم يتم إعادة الأنسجة الناتئة إلى داخل تجويف البطن، ومن ثم خياطة الشق وإغلاقه. يمكن لمعظم الناس العودة إلى بيوتهم بعد ساعات قليلة من إجراء الجراحة، ثم العودة إلى مزاولة الحياة العادية في غضون أسبوعين حتى أربعة أسابيع.