الثلاثاء , 24 ديسمبر 2024
%d9%a2%d9%a0%d9%a1%d9%a7-%d9%a0%d9%a2-%d9%a0%d9%a7-%d9%a1%d9%a5-%d9%a0%d9%a7-%d9%a0%d9%a6-389892660

اكتشاف جديد : يقضي على اثار ما بعد الجروح (الندب)

((الواقع الجديد)) الثلاثاء 7 فبراير 2017م/المكلا

 

 

 

تمكن الأطباء من اكتشاف طريقة لجعل الجروح تلتئم بدون تكوّن ندب، تشمل تحويل الخلايا الأرومية الليفية العضلية الأكثر شيوعا في الجروح، إلى خلايا دهنية، بعد أن ساد الاعتقاد بأن تحول هذه الخلايا هو أمر مستحيل عند الإنسان، ما يفتح نافذة الأمل بإمكانية التأثير على الأنسجة لجعلها تتجدد، بدلاً من تكوين الندب بعد الإصابة بجرح.

 

وسجل الباحثون نجاح تجاربهم التي تمت على الفئران وعلى خلايا الندب البشرية المستنبتة في المختبر، آملين أن يتمكنوا خلال السنوات المقبلة من إجراء تجارب سريرية على البشر لاستكمال دراستهم.

 

وأجرى الباحثون في مدرسة بيرليمان الطبية في جامعة بنسلفانيا، وبالتواصل مع مختبرات بليكس لعلوم الأحياء التطورية والمتجددة في جامعة كاليفورنيا هذه الدراسات لعدة سنوات، واستطاعوا نشرها مؤخراً.

 

واستند الباحثون في هذه الدراسة إلى الحقائق الآتية:

1- وجود الخلايا الدهنية (fat cell) بصورة طبيعية في الجلد، وخلو مكان التئام الجرح منها (عند تكون الندب)، إذ يغلب وجود الخلايا الأرومية الليفية العضلية (myofibroblast)، والتي كان يعتقد سابقا أنها تكون الندب فقط.

 

2- عدم وجود بصيلات الشعر في مكان الندب، وهذه خاصية ثانية تعطي للندوب شكلاً مختلفاً عن باقي الجلد.

 

ما دفع الباحثين للعمل على فكرة تحويل الخلايا الأرومية الليفية العضلية (fibroblast) إلى خلايا دهنية، والتي لا تسبب تكون الندوب.

 

وقال البروفسور جورج كوتسارلس رئيس قسم طب الأمراض الجلدية في جامعة بنسلفانيا في أميركا وكبير الباحثين في المشروع: إن بإمكاننا معالجة التئام الجروح بطريقة تؤدي إلى تكوين الجلد بدلا من تكون الندوب، والسر في هذا يكمن في تجديد بصيلات الشعر أولا وبعدها ستتكون خلايا دهنية نتيجة للإشارات المنبعثة من هذه البصيلات.

 

وأظهرت نتائج الدراسة ما يلي:

1. يبدأ أولا تكون بصيلات الشعر، إذ تمكن الباحثون في مختبرات كوتسارلس من اكتشاف عوامل ضرورية لإنبات بصيلات الشعر.

2. تقوم بصيلة الشعر المستنبتة بإفراز مواد تعمل على تحويل الخلايا الأرومية الليفية العضلية (والتي تعمل على تكوين الندب) المجاورة للبصيلة إلى خلايا دهنية، بدلاً من تكوينها للندب. ولا يتم تكون هذه الخلايا الدهنية بدون وجود بصيلة الشعر.

 

ومن الجدير بالذكر أن الخلايا الدهنية المتكونة مشابهة تماما للخلايا الدهنية الموجودة بصورة طبيعية في الجلد، مما يمنع تكون الندب ويعطي الجلد مظهراً طبيعياً.

 

ومن خلال فحص العوامل التي كانت ترسل من بصيلات الشعر إلى الخلايا الأرومية الليفية العضلية، تمكن الباحثون من اكتشاف عامل يسمى البروتين المخلق للعظم، حيث يوجه هذا البروتين الخلايا الأرومية الليفية العضلية لتتحول إلى خلايا دهنية، وقد غير هذا الاكتشاف كل المفاهيم السابقة عن الخلايا الليفية العضلية، ولكنه ما زال في قيد البحوث ولم يتم بعد.

 

وأضاف البروفسور جورج كوتسارلس: “كان يعتقد في السابق بأن الخلايا الليفية العضلية غير قابلة للتحول، لكن الأبحاث التي أجريناها بينت إمكانية التأثير عليها وتحويلها إلى خلايا دهنية بصورة مستقرة، وتمت هذه الأبحاث على الفئران وكذلك خلايا الندب البشرية المستنبتة في المختبر”.

 

وأضاف الكاتب الرئيسي للدراسة الدكتور ماكسيم بليكس، الأستاذ المساعد المختص في علم الأحياء الخلوية والتطورية في جامعة كاليفورنيا: إن هذا الاكتشاف يفتح نافذة الأمل بإمكانية التأثير على الأنسجة لجعلها تتجدد، بدلاً من تكوين الندب بعد الإصابة بجرح.

 

ويعد هذا الاكتشاف ثورة في مجال طب الأمراض الجلدية، وسيكون الاستعمال الأول له في مجال إيجاد علاج يساعد في التئام الجروح بدون تكون ندب.

 

كما أن عملية زيادة الخلايا الدهنية في الأنسجة ستكون مساعدة ليس فقط في تحسين التئام الجروح، بل إن فقدان الخلايا الدهنية هو من المشاكل التي تواجه الأطباء في حالات أخرى كالمرضى الذين يتناولون علاجات لنقص المناعة المكتسبة الأيدز، وبسبب العمر، خاصة في الوجه، مسبباً ظهور تجاعيد عميقة ودائمية.

 

ويضيف كوتسارلس: إن اكتشافاتنا بإمكانها أن تدفع بنا إلى استراتيجية لتجديد الخلايا الدهنية في تجاعيد الجلد، مما سيقودنا إلى علاجات جديدة مضادة لآثار تقدم العمر. وتركز مختبرات كوتسارلس في عملها حاليا على آلية تتيح تجدد الجلد، خاصة في ما يتعلق بتجدد بصيلات الشعر.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.