((الواقع الجديد)) الخميس 2 فبراير 2017م/المكلا
الحمّى المعويّة هي عبارة عن متلازمة حمى، الآم في البطن، بطء نسبي في النبض (Bradycardia)، تضخم الطحال (splenomegaly)، وانخفاض نسبة كريات الدم البيضاء (lycopene). يعتبر التلوث بجرثومة السلمونيلة التيفية (Salmonella typhi) اسم مرادف للمرض على الرغم من أنه يمكن لجراثيم أخرى أن تسبب هذا المرض، مثل السلمونيلة غير التيفية واليرسينيا أنتروكوليكا (Yersinia enterocolitica). هنا سنتطرق الى المرض الناجم عن السلمونيلة التيفية، التي تعتبر مسببا للمرض داخل الخلايا، والمتوطنة بشكل كبير في دول العالم الثالث، خاصة في الهند، أمريكا الجنوبية، جنوب شرق أسيا وجزر الكاريبي.
في كل عام يجري التبليغ عن قرابة 16 مليون حالة جديدة، من بينها، ينتهي قرابة 600.000 منها بموت المصاب. لقد اختفت الحمّى المعويّة، تقريبا، في الدول الصناعية، وتظهر في الأساس، لدى المسافرين الذين مكثوا في المناطق الموبوءة، وتترافق بنسبة وفاة ضئيلة جدًّا.
تتم الإصابة بالجرثومة جراء استهلاك الغذاء أو مياه الشرب الملوثة ببراز الإنسان. وتحتاج الجراثيم التي يتم ابتلاعها إلى التغلب على حموضة المعدة، ومن ثم تغزو العقد اللمفاوية (Peyer’s patches) المتواجدة في الأمعاء، ومنها تنتشر في جميع الجسم عن طريق المسالك اللمفاوية أو عن طريق الدم، خاصة في الأعضاء اللمفاوية (الطحال، الكبد والنخاع العظمي). إن نسبة الحموضة المنخفضة في المعدة تساعد على الإصابة بالجرثومة، علما ان جسم الإنسان يعتبر الموطن الطبيعي لهذه الجرثومة.
تستغرق فترة احتضان الجرثومة بين 5-21 يوما، فيما يبدأ المرض بالتطور بشكل تدريجي. وتتراوح درجة الحرارة في معظم الحالات بين (100%-75%). في الأسبوع الأول ترتفع درجة حرارة المريض بشكل تدريجي (Remittent)، لتستقر في الأسبوع الثاني، وأحياناً، بين 39-40 درجة مئوية. ويترافق ذلك بتباطؤ نسبي لنبض القلب، وظهور طفح جلدي أسفل الظهر أو على البطن (Rose spots) والتي تساعد في تشخيص المرض.
قد يترافق المرض بحالة إمساك (لدى نصف الحالات) أو الإسهال (في النصف الأخر) وأحيانًا بالتهاب الملتحمة، والآم في الحنجرة والسعال. تبدأ مضاعفات المرض بالظهور في الأسبوع الثالث من سريان الجرثومة في مجرى الدم، ومن الممكن أن تشمل هذه المضاعفات التهاباً رئوياً، التهاب شغاف القلب (endocarditis)، التهاب العظام (osteomyelitis)، التهاب المفاصل،التهاب سحايا الدماغ (meningitis) وتمزق الأمعاء.
تشخيص الحمى المعوية
في معظم الحالات يعتمد التشخيص على فحص عينات الدم أو إجراء خزعة (biopsy) من النخاع العظمي. كما أن نمو الجرثومة في عينة من البراز والبول متداول أيضا ولكن بنسبة أقل. أما اختبار ويدال (Widal) التقليدي فلا يعتبر وسيلة ناجعة لتشخيص الحمّى المعويّة.
علاج الحمى المعوية
إن العلاج بالمضادات الحيوية الموصى به، هو باستخدام مجموعة الجيل الثالث من ادوية السيفلوسبورين (Cephalosporines) مثل: سيفتريكسون (Ceftriaxone) أو من مجموعة الكوينولونات (Quinolones) مثل السيفروفلوكساتسين (Ciprofloxacin).
العلاج التقليدي باستعمال كلورومفينيكول (Chloramphenicol) فعال ولكن بدرجة أقل، وينتهي بنسبة عالية جدا من حالات الوفاة أو تكرر الحمّى المعويّة. لدى قسم من المرضى تعيش الجرثومة في المسالك الصفراوية ما يجعل من هؤلاء المرضى يحملون المرض ويشكلون مصدرا للعدوى.
الوقاية من الحمى المعوية
يستطيع المسافرون للمناطق الموبوءة وقاية أنفسهم من الإصابة عن طريق التزام قواعد الحذر الأساسيّة فيما يتعلّق بالأكل والشرب، وكذلك عن طريق التطعيم.
يتوفر نوعان من اللقاح (التطعيم):
لقاح من جرثومة حية ومضعفة والذي يتم تناوله عبر الفم، ولقاح آخر يعتمد على السكريات المعقدة (متعددة السكر) المتواجدة في جنبات الجرثومة ويتم تزويده عبر الحقنة. نجاعة اللقاح تعادل 50%-80% وصلاحيّته تمتدّ لسنتين وحتى خمس سنوات