الجمعة , 22 نوفمبر 2024
%d8%b1

وفاة الرئيس الاسرائيلي السابق شيمون بيريز

((الواقع الجديد)) وكالة فرانس برس– تل ابيب- الاربعاء 28 سبتمبر 2016

توفي الرئيس الاسرائيلي السابق شيمون بيريز حائز جائزة نوبل للسلام عن 93 عاما فجر الاربعاء بعد اسبوعين من اصابته بجلطة دماغية في مستشفى في احدى ضواحي تل ابيب.

وقال ابنه حيمي للصحافيين الذين توجهوا الى مستشفى تل هاشومير في رامات غان بعد اعلان وفاته “نودع اليوم بحزن عميق والدنا العزيز، تاسع رئيس لدولة اسرائيل شيمون بيريز”.

وقال رافي والدن طبيب بيريز وصهره في نفس الوقت لوكالة فرانس برس ان بيريز توفي اثناء نومه قرابة الساعة الثالثة فجرا متأثرا بجلطة دماغية. واكد والدن للصحافيين بعد ذلك ان “شيمون بيريز وافته المنية دون معاناة”.

وصرح مصدر قريب من العائلة لفرانس برس مشترطا عدم نشر اسمه ان بيريز اسلم الروح محاطا بافراد عائلته.

وبيريز هو الشخصية الاخيرة من جيل مؤسسي دولة اسرائيل واحد المهندسين الرئيسيين لاتفاق اوسلو للسلام مع الفلسطينيين في 1993.

تولى بيريز رئاسة الحكومة مرتين بين 1984 و1986، ثم في 1995-1996، والرئاسة بين 2007 و2014. وشغل على مدى اكثر من خمسين عاما جميع مناصب المسؤولية تقريبا من دفاع وخارجية ومالية وسواها.

كان بيريز ايضا احد مهندسي البرنامج النووي لاسرائيل التي تعتبر القوة الذرية العسكرية الوحيدة في الشرق الاوسط.

واعرب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن “حزنه العميق” بيريز، بحسب بيان صادر عن مكتبه. واشار البيان ان نتانياهو “سيعقد جلسة خاصة للحكومة” حدادا على بيريز.

وفي ردود الفعل على وفاته، اشاد الرئيس الاميركي باراك اوباما ببيريز “احد الآباء المؤسسين لدولة اسرائيل ورجل الدولة الذي اعتمد في التزامه من اجل الامن والبحث عن السلام على قوته المعنوية الثابتة وتفاؤله الراسخ”.

من جهته، اشاد الرئيس الاميركي السابق جورج بوش (الابن) بالتزامه طوال حياته السلام والحرية.

وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان بيريز كان يعمل “بلا كلل في السعي الى السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين”.

في باريس، اشاد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند باحد “اشد المدافعين عن السلام” و”صديق وفي لفرنسا”، ووصفه بانه “كان اسرائيل في نظر العالم”.

وفي برلين نعى الرئيس الالماني يواكيم غاوك بيريز الذي “ترك اثرا في اسرائيل اكثر من اي سياسي آخر وخدم بلده في وظائف عدة بمبادئ صلبة عندما يكون الامر متعلقا بامن اسرائيل، وبارادة قوية عندما يكون الامر مرتبطا بدفع عملية السلام مع الفلسطينيين قدما”.

وكان بيريز اصيب في 13 ايلول/سبتمبر الماضي بجلطة دماغية رافقها نزيف داخلي نقل على اثرها الى قسم العناية الفائقة في مستشفى تل هاشومير، حيث اعلن الاطباء ان وضعه حرج واخضع للتنفس الاصطناعي في قسم العناية المركزة.

واكد مصدر في محيطه طالبا عدم كشف هويته لفرانس برس ان وضعه الصحي تدهور الاثنين. واعترف المصدر نفسه الثلاثاء بان “الرئيس بين الحياة والموت” وبان الجلطة تسببت باضرار دماغية دائمة.

– نوبل السلام ومجزرة قانا-

كان بيريز في قلب المعارك الكبرى في تاريخ اسرائيل وفي صلب السجالات العنيفة التي واكبت الحياة السياسية في هذا البلد، وتحول إلى شخصية توافقية، وينظر إليه الإسرائيليون على أنه احد حكماء البلاد.

وفي 1994 نال بيريز مع رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق رابين والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات جائزة نوبل للسلام عن “جهودهم لإحلال السلام في الشرق الأوسط”.

ويرتبط اسم بيريز ببداية انشطة الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة وبقصف مخيم تابع للامم المتحدة في بلدة قانا في جنوب لبنان في 1996 في مجزرة راح ضحيتها اكثر من مئة مدني.

وكان بيريز يصنف من بين “صقور” حزب العمل، وقد وافق حين كان وزيرا للدفاع في السبعينيات على بناء اولى المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة.

غير انه انتقل فيما بعد الى صفوف “الحمائم” ولعب دورا حاسما في ابرام اتفاقات اوسلو مع الزعيم الفلسطيني التاريخي ياسر عرفات في 1993 فيما كان اسحق رابين رئيس الوزراء آنذاك يشكك بقوة في العملية السلمية.

وكان بيريز المعروف عنه اعتناؤه الشديد بصحته ومحافظته على نشاطه رغم تقدمه في السن، قال في احدى المرات ان سر عمره المديد يكمن في ممارسة الرياضة يوميا وتناول كمية قليلة من الطعام وشرب كأسين من النبيذ يوميا.

وفي سن الـ93 كان بيريز لا يزال ينشط من خلال مركز بيريز للسلام الذي يشجع التعايش بين اليهود والعرب، في وقت باتت آفاق تسوية النزاع الاسرائيلي الفلسطيني مسدودة اكثر من اي وقت مضى.

واضطر الى وقف نشاطاته مرتين في كانون الثاني/يناير لاصابته بعارضين في القلب خلال عشرة ايام. غير انه اكد بين الفترتين اللتين قضاهما في المستشفى، عزمه على استئناف العمل.

وحين سألته مجلة “تايم” في شباط/فبراير عما يفتخر به بصورة خاصة، أجاب “الامور التي سيتوجب علي القيام بها غدا. الامور التي قمنا بها تمت. وهي من الماضي. ما يهمني هو الامور التي يمكننا ويجب علينا القيام بها غدا”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.