((الواقع الجديد)) الاحد 25 ديسمبر 2016م/المكلا
بقلم/سعود الشنيني
يعتقد البعض من الأخوة أنني نسيت أخي وصديقي الشهيد سعد بن حبريش رحمة الله تغشاه .. فقد نشرت على صفحتي في ذكرى أستشهاده صورته مع عبارة قصيرة ترمز لمكانته .
الزعيم سعد بن حبريش أحد الرموز الوطنية الحضرمية التي تشغل مكانة في وجداننا تجعلنا نعتز به ، ورغم ترجله عن صهوة جواده مبكرا إلا أنه سيظل خالدا في ذاكرتنا ماحيينا ، وستبقى ذكراه نبراسا يضيء لنا طريق الخلاص من قيود التبعية والظلم التي جثمت على حضرموت لخمسين عاما مضت، وكان هو أول من بدأ الخطوات الأولى لدحر جحافل قوى الفيد والظلم بتأسيس الحلف ولهذا اغتالوه .
لن أنسى عزة سعد بنفسه وحبه لحضرموت وأبنائها وأخلاقه العالية وطيبته وكرمه ورزانة عقله وحكمته وصلابته في المواقف الصعبة .
ولن أنسى كل لقاءاتي به في كل مكان ألتقينا به ولن أنسى حديثه والهم الذي أثقل كاهله تجاه ما يجري في حضرموت من ممارسات كانت تمارسها القوى الطاغية بعساكرها من ظلم ونهب وسيطرة واستعلاء ، فعندما كنا نلتقي سرعان ما تفرض تلك الممارسات نفسها على حديثنا والبحث عن الخلاص منها ، كان يشعر أنه لوحده يحمل مسئولية الأمة ويبحث عن من يناصفه الرأي ويقف إلى جانبه ويضع له المقترحات والأفكار للبدأ بالخطوات الأولى … كان عندي نفس الهم والمشاعر تجاه حضرموت وعندما نلتقي نشعر بالأنس والأطمئنان لبعضنا ووجد كل منا في الآخر ما كان يبحث عنه .
ألتقيت بسعد بن حبريش وتحاورنا وخططنا وعملنا وكانت نتائج مثمرة بقيام حلف قبائل حضرموت الذي أعتز وأفخر به .
واجهتنا بعد قيام الحلف بعض المحاولات من جانب السلطة تهدف لشق القميص بيننا إلا أنها فشلت . وأثناء تواصلنا بالهاتف كنا نشعر بمن يشاركنا السمع ومراقبتنا بشكل واضح ولكننا نتجنب الحديث في بعض الأمور وأحيانا هو يغتاض من تقييده في الكلام فينطلق بالحديث بلا شعور وعندما أحاول فرملته وتذكيره بالمراقبة يقول خلهم يسمعوا لما يشبعوا .
نزل علي خبر أستشهاده كالصاعقة عندما أخبرني به عمرو ولكنه قدر الله الذي لا يرد ، وباستشهاده أهتزت كل حضرموت من أقصاها إلى أقصاها وشعرت الأمة الحضرمية في الداخل والخارج أنها فقدت قائدها بارزا من خيرة أبنائها .
رحم الله أخي أبا قحطان وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أؤلائك رفيقا .