((الواقع الجديد)) الأربعاء 21 ديسمبر 2016 / ميونيخ
يستعد لايبزيغ لخوض لقاء للتاريخ حين يحل ضيفاً على بايرن ميونيخ في مباراة قد تسمح للنادي الشرقي بخطف صدارة البوندسليغا قبل الدخول باستراحة الشتاء ورغم كبر هذا الإنجاز إلا أن المدرب النمساوي رالف هاسينهوتيل (49 عام) يملك العديد من الأمور الإضافية التي تشغل ذاكرته قبل هذه المواجهة.
هذه الصورة الاستثنائية ليست نتاج “فوتوشوب” أو برنامج تعديل آخر بل هي تعود لعام 2002 حين انتقل هاسينهوتيل للعب بقميص بايرن ميونيخ لكن مسيرته ببافاريا اقتصرت على التواجد مع الفريق الرديف قبل أن يعتزل اللعب عام 2004.
مسيرة هاسينهوتيل كلاعب كرة قدم شهدت على تواجده مع العديد من الأندية النمساوية الكبرى أهمها أوستريا فيينا خاصة وأن ذات الفترة شهدت على انضمامه لمنتخب بلاده، وعام 1998 اختار المهاجم النمساوي الانتقال لكولن كي يبدأ مسيرة لم تدُم كثيراً بالبوندسليغا حيث انتقل بعدها إلى فورث ومنه إلى رديف بايرن.
أما رحلته كمدرب فبدأت بعد اعتزاله اللعب مباشرة حيث عمل مع فرق الصغار بأونتيراختينغ منذ عام 2004 قبل أن يتولى تدريب الفريق الأول بالنادي لثلاث سنوات اعتباراً من عام 2007.
عام 2011 انتقل النمساوي لتولي تدريب آلين لكن نقطة التحول الأهم بمسيرته بدأت تتبلور عام 2013 حين تولى تدريب فريق إنغولشتادت الذي كان يلعب بذلك الوقت بالدرجة الثالثة.
صدم هاسينهوتيل مع فريقه الجميع حين صعد للدرجة الثانية قبل أن يخطف الأنظار مع فوزه بلقب الدوري ليصعد بجدارة للدرجة الأولى ويوصل إنغولشتادت للمرة الأولى بتاريخه إلى البوندسليغا، أما الموسم الأول للفريق الجنوبي بالدوري فشهد تألقاً كبيراً جعله يملك أحد أفضل المعدلات الدفاعية.
تألق هاسينهوتيل وأسلوب لعب إنغولشتادت السريع دفع لايبزيغ للتحرك سريعاً لتتسجل أكبر صفقة انتقال مدرب بالبوندسليغا ليتخلى بذلك المخ المفكر رانجنيك عن كرسي التدريب ويعود لمزاولة مهمته الأساسية بالإدارة الرياضية.
مع هاسينهوتيل تعرض لايبزيغ لهزيمة وحيدة بأول 16 مباراة رسمية وحقق المدرب نسبة انتصار بلغت 66,67% بظل الأسلوب الهجومي المميز الذي يتبعه الفريق.
لايبزيغ نجح بتقديم صلابة دفاعية مميزة خاصة مع تألق القائد أوربان لكن أكثر ما ساعد الفريق على الوصول لما هو عليه اليوم هو سرعة المهاجمين وفعاليتهم العالية خاصة صانع الألعاب السويدي فورسبيرغ الذي سجل 5 وصنع 8 أهداف مقابل تسجيل الشاب تيمو فيرنير \21 عام\ لتسعة أهداف.
ربما كان المنتظر بالنسبة للكثيرين أن يبحث لايبزيغ عن التعاقد مع مدرب قدير لقيادة مشروعه لكن الإدارة أرادت إثبات أن تحضير جيل شاب يحتاج لمدرب من نمط فكري خاص وهو ما تحقق فعلاً مع هاسينهوتيل واليوم سيكون المدرب أمام فرصة لتغيير مسار التاريخ فخروجه عام 2004 من بايرن لم يثير أي صخب با كان كنهاية أي لاعب رديف لكنه الآن يملك فرصة إحداث نقلة تاريخية بحال نجح فعلاً باقتناص نقاط الفوز.