“الواقع الجديد” الأحد 1 أكتوبر 2023م /خاص
دفعت مليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، خلال اليومين الماضيين، بتعزيزات كبيرة إلى شوارع صنعاء ومحافظة إب بشكل خاص، تحسباً لأي احتجاجات مناهضة ضد سياسة الجماعة القمعية.
وأفادت مصادر أمنية في صنعاء بأن الميليشيات الحوثية عززت من انتشار عناصرها المعززين بالآليات العسكرية في أنحاء متفرقة من صنعاء وأمانة العاصمة بهدف قمع أي احتجاجات شعبية تطالب بإطلاق سراح المئات من الشبان الذين جرى اختطافهم بتهمة رفع العلم الوطني والاحتفاء بالذكرى الـ61 لثورة الـ26 من سبتمبر قبل أيام.
وأشارت المصادر إلى أن قيادات حوثية عليا أعلنت حالة طوارئ، غير معلنة، لمواجهة أي غضب شعبي على خلفية الاعتقالات التعسفية التي نفذتها عناصرهم منذ عشية السادس والعشرين من سبتمبر الماضي، موضحة أن التوجيهات قضت بنشر آلاف العناصر التابعين لهم في أزقة وشوارع وميادين صنعاء للتصدي لثورة الغضب الشعبية المتصاعدة.
وبحسب مصادر حقوقية في صنعاء، بلغ عدد الذين تم اختطافهم على خلفية احتفالات ذكرى ثورة سبتمبر 1200 مدني، وجهت لهم اتهامات بإثارة الفوضى والفتنة والعمالة مع الحكومة ودول التحالف.
وقالت، إن الميليشيات سارعت للإفراج عن معظم المعتقلين عقب تصاعد الدعوات التي أطلقها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي للخروج للاحتجاج ورفض سياسة القمع الوحشية التي تمارسها الميليشيات بحق المواطنين.
وأكدت المصادر، أنه لا يزال هناك أكثر من 200 شاب محتجزين لدى إدارة البحث الجنائي في صنعاء وعدد من سجون مراكز الشرطة وترفض الميليشيات إطلاق سراحهم، مشيرة إلى أن الميليشيات الحوثية رفضت إعادة هواتف الكثير من المختطفين لديها، في حين البعض تم إعادة هواتفهم بعد مسح كل المحتويات.
الاستنفار في صنعاء ترافق أيضا مع انتشار مماثل شهدته مدينة إب، التي شهدت هي الأخرى احتفالات شعبية خلال الأيام الماضية بذكرى ثورة سبتمبر.
وقالت مصادر محلية، إن الميليشيات الحوثية استقدمت عناصرها المتواجدين في ذمار وتعز المجاورتين لمحافظة إب لإسناد جهودها في قمع أي احتجاجات شعبية مناهضة لها، لافتة إلى أن الحوثيين نشروا آليات عسكرية في شوارع رئيسة ومداخل المدينة الرئيسة وأمام الساحات والمساجد والأسواق الشعبية، وسط تحذيرات أطلقتها قيادات حوثية في إب بمنع التجمعات.
ما يجري في صنعاء وإب منذ أيام يعكس حالة الهلع والتوتر التي تعيشها الميليشيات الحوثية التي تواجه سخطا شعبيا متصاعدا للمطالبة بإنهاء أعمال القمع الوحشية التي طالت المحتفين بذكرى ثورة سبتمبر.
وقال الصحفي عمر الصلاحي، إن ميليشيا الحوثي تعيش حالة رعب شديدة في صنعاء والمدن التي احتفلت بذكرى ثورة 26 سبتمبر، موضحا في تغريدته على حسابه في موقع “إكس”، أن انتشارا أمنيا كثيفا وحملات اعتقال واسعة تطال شبابا احتفلوا بيومهم الوطني ولا تهمة عليهم ولا جناية الا انهم رفعوا العلم الجمهوري وهتفوا بالروح بالدم نفديك يا يمن!، مضيفا: “عجبي لمن يصف نفسه بأنه لا يقهر!!”.
من جانبه أكد المحلل السياسي ياسر اليافعي، في تغريدة على حسابه في منصة “إكس”، أن “الاحتجاجات الأخيرة في صنعاء يجب أن تتحول إلى حراك سلمي لرفض الممارسات الحوثية، ومحاولة تمليك آل الحوثي البلد بكل مقدراته، وتحويل الناس إلى سادة وعبيد”.
وقال: “يجب دعم هذه الاحتجاجات في كل المحافظات الشمالية حتى تتحول إلى ثورة عارمة تجتث مليشيا التخلف والإرهاب”.