((الواقع الجديد)) 14 ديسمبر 2016 / ابوظبي – وام
اهتمت صحف الإمارات في مقالاتها الافتتاحية الصادرة صباح اليوم بقمة رواد التواصل الاجتماعي العرب التي انطلقت في دبي أمس وتكريم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله لأكثر من أربعين مؤثرا في مواقع التواصل الاجتماعي .
كما تناولت الصحف موضوعين بشأن التفجير الإرهابي الذي استهدف الكنيسة البطرسية في القاهرة .. وما يجري في الأحياء الشرقية لمدينة حلب إبادة وتدميرا وإعدامات .
فتحت عنوان “قمة التواصل الاجتماعي” .. قالت صحيفة “البيان” إن تكريم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لأكثر من أربعين مؤثرا في مواقع التواصل الاجتماعي يعد تقديرا للقيم الإيجابية في الإمارات والعالم .
ونوهت في افتتاحيتها بأن هذا التكريم الذي جاء خلال انطلاق قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب في دبي أمس يؤشر إلى قدرة دبي على التفاعل مع المستقبل خصوصا مع تحول وسائل التواصل الاجتماعي إلى وسائل مؤثرة جدا على كل الأصعدة فهذه هي لغة العالم الجديد ودبي خير من يجيد استشراف المستقبل والتعامل مع لغته على المستويات كافة .
وأكدت أن انطلاق القمة في دورتها الثانية بمشاركة آلاف الخبراء والمؤثرين عبر جلسات عمل تبحث كل المفاهيم وتستهدف تحقيق حوارات قائمة على أساس التسامح والسعادة وإشاعة الثقافة والاعتدال أمر مهم جدا فلا يمكن لهذا العالم الحيوي أن يتم تركه لمن يوظفون وسائل التواصل بطريقة سلبية ودبي هنا تؤمن حصرا أن على الجميع الاستفادة من هذه الوسائل لإشاعة مناخات إيجابية.
وقالت إن إطلاق مبادرة نادي التواصل الاجتماعي العربي الذي سيتم تأسيسه بمبادرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في دبي وسيتعاون مع مؤسسات ومنصات عربية رائدة أمر يؤكد صدارة دبي وقدرتها على الإبداع والابتكار في الوقت ذاته .
وفي موضوع آخر بعنوان “الإرهاب صناعة إخوانية” .. قالت صحيفة “الخليج” إن التفجير الإرهابي الذي استهدف الكنيسة البطرسية في القاهرة كشف عن تحالف بين جماعة الإخوان والمجموعات الإرهابية العاملة في شمال سيناء فما لا تستطيع داعش تنفيذه داخل مصر ينفذه الإخوان بمسميات أخرى وهذا ما قام به الإرهابي الإخواني المدعو محمود شفيق محمد مصطفى “أبو دجانة الكناني” الذي التحق قبل عامين بما يسمى “تنظيم بيت المقدس” .
واستطردت الصحيفة قائلة إن مراجعة تاريخ الإخوان توضح أن هذه الجماعة هي القابلة القانونية لكل الجماعات الإرهابية التي ظهرت في المنطقة العربية ومن رحمها ولدت داعش وجبهة النصرة والقاعدة وكل المنظمات الرديفة الأخرى. ومن أفكار حسن البنا وسيد قطب شربوا كل المياه الآسنة التي تفيض الآن إجراما وتدميرا وتقتيلا وذبحا في طول الوطن العربي وعرضه .
وأكدت أنهم انتهجوا العنف والاغتيال سبيلا كلما فشلوا في تحقيق أهدافهم واتخذوا من السيف شعارا ليحققوا به أحلامهم ولجأوا إلى الجحور ودهاليز العتمة يخططون ويتآمرون على أوطانهم وشعوبهم وعندما تضيق بهم الحال لا يجدون حرجا في اللجوء إلى الأجنبي طلبا للجوء والدعم وهو ما فعلوه طوال فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في خمسينات وستينات القرن الماضي من علاقات موثقة مع المخابرات البريطانية وغيرها من المخابرات الغربية وما كشفت عنه تجربة حكمهم بعد ثورة يناير من علاقة مع الإدارة الأمريكية الحالية وصولا إلى العدو الصهيوني حيث لم يتورع الرئيس المخلوع محمد مرسي في وصف شمعون بيريز بالأخ العزيز .
وقالت إن الإخوان استغلوا الدين الإسلامي أفضل استغلال بزعم إصلاح حال الأمة وتطبيق أحكام الإسلام وأحكامه للاستحواذ على عقول وقلوب عامة الناس الذين هم مسلمون بالفطرة مدعين أن الحلول الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي يعانيها المجتمع العربي لن تأتي إلا على أياديهم .. لكن ممارساتهم في الدول التي وصلوا إلى الحكم فيها أكدت أنهم مجرد جماعة جائعة إلى السلطة والاستئثار بها بما يتعارض مع كل تعاليم الدين الإسلامي .
ونبهت في ختام إفتتاحيتها إلى أن تداعيات العملية الإرهابية التي استهدفت الكنسية البطرسية في القاهرة أثبتت أن الشعب المصري يعي تماما الهدف من الجريمة ويعرف أن المقصود منها هو ضرب الوحدة الوطنية .. وقد أكدت ردود الفعل وعيا عاليا ومسؤولية في التصدي للمجرمين وأهدافهم .
وبعنوان “حلب حيث تضيع الكلمات” .. قالت صحيفة “الوطن” لم يعد هناك كلمات تعبر عن هول ما يجري في الأحياء الشرقية لمدينة حلب إبادة وتدميرا وإعدامات وأنباء تقشعر لها الابدان بوجود 100 ألف مدني محاصر لا يزالون عالقين ويفتقدون لأبسط مقومات الحياة بعد أن تقطعت بهم كافة السبل فلا هم قادرون على الخروج ولا تجنب الموت الذي يرمي بهم تحت أنقاض المباني التي حولها القصف إلى أنقاض ويواصل النظام الغارات والاجتياح لما تبقى من الأحياء المنكوبة .
وأشارت إلى أن الصورة لم تعد مقتصرة على النتائج المرتقبة حيث ان الشأن الإنساني الضاغط لم يعد يحتمل الانتظار .. وشددت على ضرورة وجود عمل دولي ينهي ويضع حدا لما يجري من مجازر ترتكب بحق المدنيين العزل خاصة أن ما يقال عنه مباحثات روسية وأمريكية قد باتت نتائجها معروفة والاجتماعات المعلنة لبحث الأزمة السورية باتت تبدو مملة ولا ترتقي نهائيا لما يجري في حلب وغيرها من المدن والبلدات التي لا تختلف عنها إلا بالاسم ولكنها تتقاسم معها الموت والتدمير والمآسي الإنسانية .
ومضت تقول “الشأن الأهم اليوم هو كيف يمكن جعل المجتمع الدولي يتحرك ويتحمل مسؤولياته الواجبة لوقف ما يجري والوصول إلى تأميم عشرات آلاف المدنيين ومنع وقوع المزيد من الضحايا” .
وشددت في ختام إفتتاحيتها على ضرورة أن يكون هناك حل سياسي وفق “جنيف1” يحقق المطالب المشروعة وما سبق واتفق عليه المجتمع الدولي منذ العام 2012 والعمل على وقف الهجمات التي يتعرض لها السوريون سواء من قبل قوات النظام والمليشيات الداعمة لها وأغلبها تم استقدامه عبر إيران من خارج الحدود أو تحرك دولي يوقف ما تقوم به روسيا التي تقف ضد كل تحرك سياسي ممكن لإنجاز حل يكون قابلا ليرى النور .