((الواقع الجديد)) الاثنين 12 ديسمبر 2016م
هدد الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، بعدم الاعتراف بعد الآن بمبدأ “الصين الواحدة” الذي دفع واشنطن إلى قطع علاقاتها مع تايوان في 1979، إذا لم تقدم بكين تنازلات خصوصا في قطاع التجارة.
وردا على هذه التصريحات، حذّرت صحيفة صينية الاثنين من أن “سياسة الصين الواحدة غير قابلة للتفاوض”، مؤكدة أن التخلي عنها قد يدفع بكين إلى تقديم الدعم لأعداء الولايات المتحدة.
وفي مقابلة أجرتها معه قناة “فوكس” الأمريكية، قال ترامب: “لا أريد أن تملي علي الصين ما يجب أن أفعله”.
وأضاف الرئيس المنتخب مدافعا بشدة عن نفسه، أنه كان من المهين عدم الرد على اتصال تساي التي كانت تريد تهنئته بفوزه في الانتخابات. وتساءل: “باسم ماذا يمكن لأمة أخرى أن تقول أنه يجب ألا أرد على الاتصال؟ لقد كان اتصالا لطيفا وقصيرا”.
وأكد أنه أبلغ بهذا الاتصال قبل ساعات فقط على تلقيه، وليس قبل أشهر أو أسابيع، وفق ما ذكرته مؤخرا صحيفة “واشنطن بوست”.
وكانت ترامب خرق في هذا الاتصال الهاتفي المباشر الذي جرى قبل عشرة أيام مع رئيسة تايوان، أحد مبادئ الدبلوماسية الأمريكية منذ أربعين عاما.
اقرأ أيضا: صحف صينية: ترامب للعالم أظهر قلة خبرته السياسة
فمنذ 1979، ولتجنب إغضاب الصين، لم يتصل أي رئيس أمريكي يمارس مهامه أو منتخب، برئيس تايواني، بينما تدافع واشنطن عن مبدأ “الصين الواحدة”.
“جاهل مثل طفل”
من جهتها، قالت صحيفة “غلوبال تايمز” الصينية، في مقال لا يحمل توقيعا نشر على موقعها الإلكتروني أن “سياسة الصين الواحدة لا يمكن المساومة عليها”، واصفا ترامب بأنه “جاهل في الدبلوماسية تماما كطفل”.
وحذّر المقال من أنه إذا دعمت الولايات المتحدة استقلال تايوان وزادت مبيعات الأسلحة للجزيرة، فإن الصين قد تقدم الدعم “لقوى معادية للولايات المتحدة”. وتساءلت الصحيفة: “ما الذي يمنعنا من دعم (تلك القوى) في شكل علني، أو بيعها أسلحة سرا؟”.
وقال ترامب: “لا أعرف لماذا علينا الالتزام بسياسة صين واحدة، إلا إذا أبرمنا اتفاقا مع الصين للحصول على أشياء أخرى بما في ذلك حول التجارة”.
وإلى جانب القضايا التجارية، اتهم الرئيس الأمريكي المنتخب، الصين، بعدم التعاون مع الولايات المتحدة في مجال أسعار صرف العملات.
وقال: “نحن نتأثر جدا بخفض قيمة” العملة الصينية، معتبرا أن هذه السياسة النقدية لبكين تسمح بتحفيز الصادرات الصينية. واشار إلى أن الصين “تفرض رسوما” على المنتجات الأمريكية “على الحدود بينما لا نفرض نحن رسوما على بضائعهم”.
وهاجم ترامب السياسة الدفاعية للصين أيضا. وقال إن بكين “تبني حصنا هائلا في بحري الصين الجنوبي”.
وحول التهديد الذي تشكله الأسلحة النووية التي تملكها كوريا الشمالية، قال ترامب إن الصين حليفة بيونغ يانغ “يمكنها تسوية هذه المشكلة”.
“لا يفعلون شيئا لمساعدتنا”
قال ترامب إن الصينيين “لا يفعلون شيئا لمساعدتنا”.
وكانت الصين صوتت في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي مع فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية، بعدما قررت الأمم المتحدة تشديد إجراءاتها. وقررت وضع سقف لصادرات الفحم الكورية الشمالية إلى الصين.
وعلى الرغم من انتقاداته الحادة للصين منذ أشهر، عين الرئيس المنتخب هذا الأسبوع تيري برانستاد حاكم ولاية أيوا الذي تربطه علاقات جيدة مع الرئيس الصيني شي جينبينغ منذ 1985، سفيرا لواشنطن في بكين.
ورحبت وزارة الخارجية الصينية بهذا التعيين، ووصفت برانستاد (70 عاما) بـ”الصديق القديم”، معبرة عن أملها في أن يساهم في “تطوير العلاقات الثنائية”.
وبرانستاد، أحد أوائل داعمي ترامب، التقى الرئيس الصيني للمرة الأولى في 1985 عندما كان شي مسؤولا في أحد أقاليم الصين، وقام بزيارة إلى أيوا. وكان برانستاد حاكما للولاية حينذاك.
في 2011، عاد برانستاد إلى منصب حاكم أيوا وزار الصين مرات عدة. وفي 2012، أقام مأدبة عشاء لشي في مدينة دي موين، عاصمة الولاية قبل تسعة أشهر من توليه منصب الرئيس.