“الواقع الجديد” الاربعاء 30 نوفمبر 2022م /خاص
قال الأستاذ فضل محمد الجعدي، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب الأمين العام للأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس، بأنه يأتي احتفال الشعب الجنوبي بعيده الـ55 منذ الاستقلال المجيد، في مرحلة مفصلية يعيش فيها الشعب زهوة ثروته لنيل الاستقلال الثاني.
وأوضح الأستاذ فضل الجعدي، خلال كلمته التي ألقاها امس الثلاثاء، في الاحتفال الذي احتضنته مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين بتنظيم من تنفيذية انتقالي محافظة أبين، أهمية تجسيد روح التسامح والتصالح والاصطفاف الوطني الجنوبي، لمواجهة المخاطر والتحديات المحدقة بالجنوب.
وثمن الجعدي جهود الحشد الجماهيري المهيب الذي توافد من مناطق الجنوب احتفاءً بالذكرى الـ55 لعيد الاستقلال المجيد، مشيراً إلى أن هذا الاحتفال يأتي تزامنا مع احتفالات الأشقاء في دول التحالف العربي، مقدماً التهاني لدولة الإمارات العربية المتحدة بمناسبة الذكرى الـ51 لليوم الوطني، وذكرى يوم الشهيد الإماراتي.
وتطرق الجعدي في كلمته، لأهمية استكمال تنفيذ بنود اتفاق الرياض، لافتا إلى وضع إطار تفاوضي خاص لقضية شعب الجنوب، وجعله يقوم بتحديد مصيره واختيار مستقبله السياسي الذي يرتضيه لذاته.
كما حيا فيها القوات المسلحة الجنوبية التي تسطر أروع الملاحم في مختلف الجبهات ضد مختلف أعداء الجنوب، مشيداً بتلاحمهم الكبير إلى جانب شعبهم، حيث دعا من خلالها لأخذ الحيطة والحذر والبقاء في حالة التأهب لمواجهة الأعداء، وجاء نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين
يا أبناء شعبنا الجنوبي العظيم في الداخل والخارج
نحييكم بتحية الاستقلال المجيد، تحية الثورة وثوارها الأبطال المناضلون الأوائل الذين حملوا على عاتقهم ثورة الرابع عشـر من أكتوبر حتى توجوها بالاستقلال المجيد يوم الثلاثون من نوفمبر 1967م، بإعلان الدولة الجنوبية المستقلة الأولى، دولة رفرف علمها في كافة المحافل الإقليمية والدولية، ونعاهدكم بأننا على دربهم ماضون حتى نيل الاستقلال وإعلان وبناء دولة الجنوب الثانية الفيدرالية المستقلة كاملة السيادة على حدود ما قبل 22 مايو 1990م.
تأتي احتفالات شعبنا الجنوبي العظيم في عيدها الخامس والخمسون منذ إعلان الاستقلال المجيد، في مرحلة مفصلية يعيش فيها شعبنا زهوة ثورته لنيل الاستقلال الثاني والخلاص من خطيئة تاريخية وقع فيها قيادة الدولة الجنوبية منذ ثلاثون عامًا، وهي ثورة ومسؤولية حملناها على عاتقنا ولن نتوانى أو نألوا حتى نصل بشعبنا إلى مرحلة إعلان الدولة وبناءها على أسس ومبادئ رشيدة تعلي من شأن المواطن وتحافظ على مصالحه وتصون حقوقه وحرياته وتعزز كرامته، وتخدم رخاءه ورفاهيته، وإننا لواثقون بنصر الله لهذا الشعب المناضل الجسور، وما ذلك على الله ببعيد.
تتزامن احتفالات شعبنا اليوم، مع احتفالات أشقاءنا في دول التحالف العربي الذين تقاسموا معنا ساحة الحرب وميادين الوغى، وقدموا فلذات أكبادهم إلى جانب أبناءنا واختلطت دماء شهدائهم مع شهداء الجنوب، وفي مقدمتهم الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين.
وحريٌ بنا أن نستذكر في هذا اليوم ونحتفل بالتوازي مع احتفالات شعبنا بيوم الشهيد الإماراتي، ونهنئ أشقاءنا في دولة الإمارات العربية المتحدة بمناسبة الذكرى ال 51 لليوم الوطني الإماراتي ويوم الشهيد في دولة الإمارات، معبرين عن اعتزازنا وتقديرنا وعرفاننا لدورهم وتضحياتهم إلى جانب شعبنا، إذ هبوا لنجدتنا في أحلك الظروف وأسوأ اللحظات فكانوا خير عضيد لنا في مختلف المنعطفات، إذ شكلوا خير مؤازر وحليف لجهودنا في التصدي ودحر ميليشيات الحوثيين الإرهابية، ثم في جهود مكافحة الإرهاب ووأد شوكته في مختلف محافظات الجنوب، وكذا في البناء والتنمية، ولا زالوا يسطرون إلى جانبنا مواقف بطولية وأدوات ريادية في مختلف المجالات لن ينساها شعبنا الجنوبي أبد الدهر وسيحفظها لهم التاريخ الجنوبي ويرويها أبناءه جيلا بعد جيل.
الأخوات/الأخوة الحاضرون:
إننا في هذه الذكرى المجيدة العزيزة على قلوبنا، نستحضـر تلك الانتصارات التي حققها ثوارنا الأوائل بتكاتفهم وتعاضدهم واصطفافهم، الوطني الجامع من المهرة شرقًا إلى باب المندب غربًا، وكم نحن اليوم أحوج من ذي قبل إلى تجسيد روح التسامح والتصالح والاصطفاف والتلاحم الوطني، لمواجهة المخاطر والتحديات المحدقة بجنوبنا الحبيب من كل حدبٍ وصوب، ومجابهة عدوان مليشيا الحوثي الإرهابية الغاشمة التي تستهدف شعب الجنوب وأرضه وثرواته ومعتقداته وإلى جانبها تصطف التنظيمات الإرهابية من القاعدة وداعش والإخوان المسلمين وغيرها من القوى المعادية لحق شعبنا الجنوبي في استعادة أرضه ونيل استقلاله وبناء دولته وتحقيق تطلعاته، وإننا واثقون بأننا
وإلى جانبنا شعبنا الجنوبي وقواتنا المسلحة الباسلة قادرون على تجاوز كافة المنعطفات وتذليل المصاعب وتحقيق الأهداف والتطلعات بعزيمة وإصرار لن يستطيع أحدٌ ثنينا عن تحقيقها.
يا أبناء شعبنا الجنوبي العظيم:
لقد مثل اتفاق ومشاورات الرياض مسارات سلمية جديرة بالتنفيذ للخروج من نفق الأزمة التي تعصف بالجنوب واليمن، إذ لا سلام ولا استقلال في المنطقة دون احترام حقوق شعبنا الجنوبي في تحديد مصيره واختيار مستقبله السياسي الذي يرتضيه لذاته دون تدخل أو إكراه من أحد.
وفي سبيل ذلك بات يمثل استكمال تنفيذ اتفاق ومشاورات الرياض من خلال تعيين بقية محافظي ومدراء أمن المحافظات وإعادة تشكيل وهيكلة مؤسسات الدولة وإخراج القوات العسكرية من سيئون والمهرة إلى جبهات التصدي لميليشيات الحوثيين الإرهابية أولوية قصوى صوب الدخول في عملية سياسية شاملة يكون للجنوب تمثيلًا مستقلًا فيها ووضع إطارًا تفاوضيًا خاصًا لقضية شعب الجنوب فيها خلال مفاوضات وقف الحرب وبدون ذلك فستكون العملية السياسية أمام تحديات صعبة ومآلات خطيرة قد تذكي مشاعل الحرب والاقتتال لعقود قادمة، لأن المعالجات التي لا تعكس الواقع على الأرض لا يمكن لها إن تكون ناجحة أو تؤسس لحلول مستدامة.
يا أبناء قواتنا المسلحة الباسلة:
إننا وإذ نحيي تضحياتكم في مختلف مواطن الفداء والذود عن حياض الوطن، وأنتم تسطرون أروع الملاحم في مختلف جبهات القتال والتصدي لميليشيات الحوثيين الإرهابية الغازية والجماعات الإرهابية المتطرفة، ونقدر وبكل إجلال واعتزاز وافتخار صبركم على ما تواجهون من معاناة إلى جانب شعبنا جراء سياسات العقاب الجماعي الممنهج، فإننا وفي الوقت ذاته، ندعوكم إلى أخذ الحيطة والحذر والبقاء في حالة تأهب قصوى لمواجهة مختلف المخاطر والتحديات التي تحيط بجنوبنا الحبيب، وإننا على ثقة تامة بأنكم أهل لحمل هذه المسؤولية باقتدار والتغلب على كافة الماطر والتحديات.
ختامًا، إننا ومن هذه المنصة نترحم على أرواح شهداء الجنوب الأبرار ونسأل الله تعالى أن يتغمدهم بواسع رحمته وغفرانه، وإننا نؤكد التزامنا الكامل أمام أسرهم وذويهم وإلى جانبهم كافة الجرحى والأسرى والمناضلين الجنوبيين في ثورتيهم الأولى والثانية.
وإنها لثورة جنوبية حتى النصـر بإذن الله تعالى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته